الصحافة الأمريكية اليوم الثلاثاء
تنامي مشاعر الاستياء ضد الأميركيين، ومطالبة أميركا بالاقتداء في إعادة النظر بالقوانين التي تتعلق بحجز المشتبه في تورطهم بالإرهاب، فضلا عن تأييد معظم الأميركيين سحب القوات الأميركية ضمن موعد محدد، كانت أهم ما تطرقت إليه الصحف الأميركية اليوم الثلاثاء.كتب نيال فيرغوسون مقالا في صحيفة لوس أنجلوس تايمز تحت عنوان "لماذا يكرهنا أعداؤنا وأصدقاؤنا" يتحدث فيه عن تنامي المشاعر المناهضة لأميركا ليس في أماكن كالشرق الأوسط وحسب بل حتى في الدول الأوروبية التي طالما كانت تسجل ولاءها لأميركا.
واستهل مقاله بالقول "ليتني أحصل على دولار كلما يُوجه لي هذا السؤال: لماذا يكرهوننا؟ ودولار آخر على كل جواب أسمعه مثل: بسبب سياستنا الخارجية، أو بسبب تطرفهم، أو بسبب غطرستنا، مشيرا إلى أن الأميركيين يكرهون أن لا يعرفوا لماذا يُكرهون؟
ومضى يقول إن عبارة "الحلفاء غير الودودين" المتناقضة ليست مقصورة على الشرق الأوسط، مستشهدا بإعلان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بسحب جزء من قواته من العراق، وكذلك الأزمة الإيطالية التي نشبت في الآونة الأخيرة بسبب الخلاف حول بقاء القوات الإيطالية في العراق.
وتابع أن مناهضة الأميركيين ليست شيئا جديدا في السياسات الأوروبية، ولكن الجديد هو امتدادها إلى الدوائر الانتخابية الموالية لأميركا.
وضرب الكاتب مثالا قائلا إن83% من البريطانيين أيدوا أميركا في سياساتها بحسب استطلاع للرأي أجري عام 1999، ولكن استطلاع 2006 أشار إلى أن هذه النسبة انخفضت إلى 56% فقط، وتحويل مناصرتهم ألمانيا بنسبة 75% واليابان بنسبة 69%.
وتحت عنوان "خطوة كندا لاستعادة الحقوق" رحبت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها بقرار المحكمة العليا الكندية الذي أبطل قانونا استخدمته الحكومة في حجز المشتبه في تورطهم بالإرهاب دون تحديد المدة، وهو القانون الذي تم تمريره عام 1978 ولكن الحكومة وظفته حينئذ لحجز وترحيل الجواسيس الأجانب فقط.
ولكن بعد 2001 -تقول الصحيفة- بدأت الحكومة الكندية بتطبيقه لتوقيف المشتبه فيهم بدعوى أنه الأداة المهمة في الحفاظ على أمن كندا.
ودعت الصحيفة صناع القانون في واشنطن إلى الاحتذاء بالتوجهات الكندية والعودة إلى قاعدة الحقوق الإنسانية والحقوق المدنية، وطالبت الكونغرس بإبطال أو إعادة كتابة القوانين التي أسيئ استخدمها باسم الأمن القومي بدءا بقانون المحاكم لعام 2006.
قالت صحيفة واشنطن بوست إن أغلبية الأميركيين -وسط إعداد الكونغرس لتجديد النقاش حول سياسات الرئيس الأميركي جورج بوش في العراق- يؤيدون الآن تحديد موعد نهائي لسحب القوات الأميركية من العراق ويدعمون وضع شروط جديدة على الجيش يحدد بموجبها عدد الموظفين الذين يعملون هناك.
ووفقا لاستطلاع للرأي أجرته الصحيفة بالتعاون مع هيئة أي بي سي للأخبار، فإن اثنين من بين كل ثلاثة من الأميركيين سجلوا اعتراضهم على خطة بوش إرسال 21 ألف جندي إلى العراق، وقال 56% منهم إنهم يعارضون بقوة.
ووجد الاستطلاع أن 53% من الأميركيين فضلوا تحديد موعد نهائي لسحب القوات الأميركية من العراق، منهم 24% قالوا إنهم يؤيدون عودة القوات في غضون ستة أشهر، و21% دعوا إلى اكتمال الانسحاب في غضون عام.
ونوهت واشنطن بوست إلى أنها المرة الأولى التي يكشف فيها استطلاع عن رغبة أغلبية الأميركيين بسحب القوات بصرف النظر عن تدهور الأوضاع المدنية في العراق.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد