الشيخ حسون: أفعال المجموعات الإرهابية المسلحة لن تثني الشعب السوري عن مبادئه ومواقفه
أكد سماحة الدكتور أحمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية أن أفعال المجموعات الإرهابية المسلحة المدعومة من الخارج بالسلاح والمال ويروج لها الإعلام المغرض والمضلل لن تثني الشعب السوري عن مبادئه ومواقفه التي تربى عليها.
ونوه الدكتور حسون خلال حفل تكريم (106) من أسر شهداء منطقة صافيتا بطرطوس بتضحيات الشهداء الذين قدموا أرواحهم من أجل أن يبقى الوطن آمنا ومستقرا مؤكدا أن المذاهب والطوائف والأديان في سورية هي حضارات وعطاءات فكرية وليست مدارس وعقولا مغلقة تقوم على الخلاف والحقد والكراهية.
واعتبر المفتي أن سورية تدفع اليوم ثمنا غاليا بدماء أولادها لأنها بلد يعيش بصورة تتمثل بالحب والسلام والأخوة ولا تمييز فيها لأحد عن آخر مؤكدا أن صافيتا تعكس الواقع السوري بتلاحم أبنائها ونسيجها الاجتماعي المميز منذ آلاف السنين.
ولفت الدكتور حسون إلى وجود تقصير في تثقيف الأطفال والشباب ونقل القيم الواحدة التي تجمع بين الأديان والتي تؤكد على الصدق والشرف والإخلاص داعيا إلى بناء الطالب المتعلم والمثقف للحيلولة دون الفكر التكفيري الذي حاولت بعض الدول المتآمرة على سورية إدخاله بين الشباب للتحريض على أعمال القتل والتدمير.
ودعا مفتي الجمهورية كل من غرر به أن يعود إلى حضن الوطن للمساهمة في بناء سورية مؤكدا أن الأزمة أوشكت على الانتهاء ولن تستطيع أي مؤامرة أن تثني سورية عن مواقفها الوطنية والقومية طالما أن الشعب السوري تحمل المسؤولية الدفاع عن وطنه وطالما أن أمهات الشهداء يؤكدن استعدادهن لتقديم أولادهن الباقين فداء للوطن.
من ناحيته أكد الداعية الإسلامي الشيخ عبد الرحمن علي الضلع أن هذا البلد لن ينحني أمام مؤامرات الأعداء منوها بالدور الذي يقوم الجيش العربي السوري في تحقيق الأمن والاستقرار.
وفي تصريح لمراسل سانا بطرطوس أكد المطران ديمتريوس شربك مطران صافيتا للروم الارثوذكس أهمية هذا اللقاء الذي يؤكد على النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية في سورية مشيرا إلى أن استهداف دور العبادة يعد اكبر دليل على براءة الدين من الإرهابيين.
وأعربت رابية محمد أحمد أم الشهيد رامي عباس عن اعتزازها بشهادة ابنها الذي أدى واجبه تجاه وطنه وشعبه مؤكدة أن دماء الشهداء لن تذهب هدرا وستحقق النصر على المؤامرة التي تتعرض لها سورية.
وأكدت يونا أسبر زوجة الشهيد العقيد الطيار نزار سعيد أسبر أن شهادة زوجها ورفاقه الذين رووا بدمائهم الطاهرة أثمرت عزة وكرامة وشموخا لافتة إلى استمرار تقديم قوافل الشهداء فداء للوطن وعزته واستقراره.
وأشارت بلبل يوسف أم الشهيد ناصر أحمد إلى أن ابنها استشهد فداء لوطننا الغالي وكان يكرر دائما امنيته لنيل شرف الشهادة التي كانت بالنسبة له وساما سيرفع به رأس عائلته لافتة إلى استعدادها لتقديم أولادها جميعا فداء للوطن الغالي.
وفي ختام حفل التكريم قدم حسن شعبان أمين فرع طرطوس لحزب البعث العربي الاشتراكي ونزار اسماعيل موسى محافظ طرطوس درعا تذكاريا من محافظة طرطوس إلى مفتي الجمهورية إضافة إلى تقديم درع للشهيد سارية حسون.
وفي سياق متصل أكد مفتي الجمهورية خلال لقائه رجال الدين الإسلامي والمسيحي في صالة الرحمة بجامع خديجة في طرطوس أهمية دور رجال الدين في هذه الأزمة حيث أثبتوا أن الدين رسالة لخدمة الإنسان مبينا أن المتآمرين على سورية الذين حاولوا في بداية الأزمة استهداف المساجد والكنائس وجعلها مكانا للتحريض والفتنة وقاموا بهدم بعضها لم يستطيعوا هدم الإيمان الذي في قلوب السوريين.
وقال:" إن الذي رسم الصورة المسيئة للرسول الكريم إنما شوه الصورة التي في خياله لأنه لم ير الرسول في الحقيقة ولن يقدر أحد أن يشوهها مهما فعل" مؤكدا أنه في سورية يوجد دين واحد وإن تعددت شريعته وأن أرض سورية جمعت الكل واحتضنت رسالات الأنبياء.
وأعرب المفتي عن استغرابه لوجود سوريين خضعوا للخارج واستسلموا للتضليل الإعلامي الذي يسعى إلى تغييب تراثنا وتاريخنا من ذاكرة شبابنا ولمن يريدون للحديقة الإيمانية في سورية أن تشعل فيها نار الفتنة والحقد مرجعا السبب إلى الثقافة التي يروجها الإعلام المضلل بين الشباب.
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد