الشرطة تعتقل أكثر من مئتي محتج وشـغب توتنهـام يتواصـل
في وقت تواصل السلطات الأمنية البريطانية حملة اعتقالات على خلفية اندلاع أعمال شغب ومصادمات بين قوات مكافحة الشغب ومحتجين على مقتل رجل برصاص الشرطة الأسبوع الماضي، ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» امس أن الشرطة ستقوم خلال التحقيق باستجواب العديد من شهود العيان ومراجعة ساعات من تسجيلات كاميرات المراقبة التلفزيونية في محاولة لتحديد المسؤولين عن اندلاع أعمال الشغب في البلاد.
ويأتي ذلك في وقت تجددت أعمال العنف في عدد من أحياء العاصمة البريطانية، حيث تعرضت محلات تجارية للنهب وأحرقت بعض الممتلكات العامة والخاصة، كما دهست سيارة مسرعة عناصر شرطة أثناء ملاحقتها لمثيري الشغب، ما أدى لإصابة ثلاثة من رجال الأمن، كما أضرم المحتجون النار بأحد المحال في منطقة توتنهام، شمالي لندن.
وذكرت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي ان عدد الاشخاص الذين ألقي القبض عليهم في أعمال الشغب وصل الى 215 وانه تم توجيه الاتهام الى 27 شخصا منهم. وقالت الشرطة ان 35 من ضباطها اصيبوا بجروح، وإن مجموعات من الشباب تواصل استهداف المحال، إلا أن السلطات الأمنية قامت بإرسال المزيد من التعزيزات إلى شوارع المنطقة التي يجتاحها العنف منذ السبت الماضي. وندد «داونينغ ستريت»، مقر الحكومة البريطانية، بالأحداث في بيان جاء فيه «أعمال الشغب في توتنهام الليلة الماضية أمر غير مقبول البتة.. فليس هناك ما يبرر الاعتداء على الشرطة أو العامة أو الممتلكات».
وقال مراسلون ان الالاف نهبوا متجرا ضخما للاجهزة الكهربائية في منطقة بريكستون في الساعات الاولى من فجر امس، بينما رشقت مجموعات من الشباب الشرطة بمقذوفات عديدة. وقالت الشرطة البريطانية ان عمليات نهب سجلت في عدد من المناطق في شمال العاصمة وشرقها وجنوبها بينما الحقت عصابة من خمسين شابا اضرارا بمحال تجارية في منطقة «اوكسفورد سيركس» السياحية الهامة وسط العاصمة.
واوقفت الشرطة عددا من الشبان بعدما الحقوا اضرارا بسيارة للشرطة وحطموا نوافذ في منطقة انفيلد شمالي لندن على بعد ثلاثة اميال من توتنهام.
وقال العاملون في احد متاجر سلسلة «كاريز» للاجهزة الكهربائية والالكترونية في توتنهام ان لصوصا توجهوا فورا الى الغرف الامنية واوقفوا الكاميرات، ما يشير الى انخراط عصابات محترفة في اعمال النهب في المنطقة. ووصف ستيوارت رادوز احد سكان لندن ما جرى لقناة «سكاي» قائلا «مني الكثيرون بخسائر اتت على ما كانوا يملكون. انه جنون. المشهد كما لو كان يعود للحرب العالمية الثانية، كآثار قصف الطيران النازي للندن انذاك، هكذا المشهد في المنطقة التي نعيش فيها».
بدورها، قالت الشرطية كريستين جونز ان «هذا الوضع يشكل تحديا مع وجود جيوب صغيرة لمثيري العنف الذين يقومون باعمال نهب ويسببون فوضى في عدد من القطاعات بالعاصمة». واعادت احداث لندن الى الاذهان صور اعمال شغب شهدتها المدينة في العام 1985 واثار المخاوف في مدينة تتأهب لاستضافة الأولمبياد العام المقبل.
كذلك، ألقى نائب رئيس بلدية لندن كيت مالتهاوس باللوم في العنف على «عدد صغير نسبيا من المجرمين الذين يدفعهم الطمع وليس مخاوف بشأن سلوك الشرطة أو المشكلات الاجتماعية الأوسع نطاقا التي تسبب فيها تباطؤ تعافي الاقتصاد البريطاني»، وذلك في وقت اعتبر سكان ان تدهور الامور عائد الى توترات محلية جراء «ممارسات الشرطة». كما قال عضو البرلمان في المنطقة ديفيد لامي إن الكثير ممن ألقي القبض عليهم «من خارج المنطقة ونظموا الاضطرابات في مواقع التواصل الاجتماعي».
وكانت الاحتجاجات بدأت بصورة سلمية، ليل السبت الماضي، بتجمع نحو 30 من أصدقاء وأقارب الضحية، ويدعى مارك دوغان، أمام مركز شرطة توتنهام احتجاجاً على مقتله على يد الشرطة، الخميس الماضي. وكان دوغان (29 عاما)ً، قد لقي حتفه برصاص الشرطة أثناء عملية اعتقال تم خلالها توقيف سيارة أجرة كان على متنها، وفق «المفوضية المستقلة للشكاوى ضد الشرطة».
واعرب قائد الشرطة ادريان هانستوك في بيان له عن اسفه الشديد لمقتل دوغان وهو اب لاربعة ابناء، مضــيفا ان تحقيقا يجري في ملابســـات اطـلاق النار.
اما صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقالت ان اختبار الرصاص الذي اطلق خلال الحادث وفحص رصاصة استقرت في جهاز لاسلكي خاص باحد رجال الشرطة اثناء مقتل دوغان، اظهر ان الرصاصة جاءت من الشرطة، ما يثير شكوكا حول الرواية الاولى للاحداث.
المصدر: وكالات
التعليقات
ما بصير يضربو المتظاهرين
إضافة تعليق جديد