الشارع المصري يستعيد هدوءه والـبـابـا شـنودة يـضـمّـد الجـرح المـصـري
استعاد الشارع المصري هدوءه شبه التام مستجيبا لنداءات من مختلف رموز المجتمع لوأد الفتنة الطائفية التي أراد إشعالها منفذو مذبحة كنيسة القديسين في الاسكندرية ليلة رأس السنة الجديدة، لا سيما بعدما وجه بابا الأقباط شنودة الثالث رسالة مؤثرة عبر التلفزيون المصري مساء امس الاول دعا فيها المسيحيين المحتجين الى التحلي بالصبر، متهماً جهات سياسية بالاندساس في التظاهرات لتحقيق مصالح خاصة، واعتبر ان الارهاب عدو مشترك للمسيحيين والمسلمين، مؤكدا رفضه زعزعة استقرار مصر، ومذكرا السلطة بالمطالب القبطية.
وسجل يوم أمس تراجع شديد في أعمال العنف، سواء في الإسكندرية أو في القاهرة، وعززه قرار بالإفراج عن 23 قبطياً كانوا معتقلين على ذمة التحقيقات في أحداث الشغب التي شهدتها منطقة العمرانية في الجيزة في تشرين الثاني الماضي. واقتصرت التحركات الغاضبة على تظاهرة محدودة في منطقة شبرا الخيمة، عمد خلالها عشرات الأقباط إلى قطع الطريق العام لمدة ساعتين، وقاموا بإتلاف اللافتات الإرشادية وتحطيم زجاج بعض السيارات، قبل أن تتمكن قوات الأمن من السيطرة على الموقف.
وقال بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية، في لقاء خاص بثه التلفزيون المصري ليل أمس الأول، إن «البلاد كلها تشعر بأن كارثةً قد حدثت، والبعض من المسلمين يقولون إن الذي أصاب الأقباط اليوم يمكن أن يصيبنا غداً، فهي مشكلة عامة من كل النواحي. وما دام الأمر هكذا، فأرجو من أبنائنا أن يهدأوا، لأن المشاكل تحل بالهدوء والتفاهم، وليس بالعصبية والانفعال».
ورداً على سؤال عن احتمال وجود عناصر غير مسيحية مندسّة في التظاهرات الغاضبة، أجاب شنودة: «قطعاً... فهناك بعض الهيئات السياسية التي لها اتجاه خاص. وهناك هتافات تجاوزت كل أدب وكل قيم. وهي أمور لا يمكن أن نرضى بها، ولا يمكن أن تصدر أيضاً عن مسيحي أو مسلم يتمسك بالقيم والأخلاق الكريمة».
وأضاف أن «عناصر اندسّت، وتكلّمت باسم الأقباط، وهي بعيدة عن الأقباط، وعن قيمهم وأساليبهم»، لافتاً إلى أن «كثيرين قد ركبوا الموّجة ودخلوا على اسم التعاطف مع أحداث الإسكندرية وهم بعيدون كل البعد عن المشكلة، واشتركوا حتى في الهتافات المسيحية، ومع ذلك كان أسلوبهم غير أسلوبنا ولا قيَمهِم مثل قيَمنا».
وحذر شنودة من أن «هناك عدواً مشتركاً يريد أن يزلزل سلام هذا البلد، ونحن لا نقبل بزلزلة هذا السلام إطلاقاً، وبإمكاننا أن نحتمل»، لكنه رأى أن «على الدولة أيضاً واجب النظر إلى مشاكل الأقباط ومحاولة حلها، لأنه عندما تحدث مشكلة، ولا توجد متاعب داخلية سابقة، فإنّ هذه المشكلة تحل بسهولة، ولكن إذا حدثت مشكلة وفي القلب متاعب من أمور فإن هذه المشكلة تزداد».
وشدد شنودة على أن الأقباط سيحتفلون بعيد الميلاد لأنه «حدث مهم لنا نحن المسيحيين، ولأن عدم الاحتفال بالعيد، معناه أننا غير متدينين، ومعناه أيضاً أن هناك تصعيداً للأمور بطريقة خطرة، ومعناه أيضاً نوع من الاحتكاك بالدولة».
وفي ما اعتبره البعض استجابة فورية لمطالبة شنودة السلطات المصرية بتلبية جميع مطالب الأقباط، أعلن مصدر قضائي أن النائب العام المستشار عبد المجيد محمود قرر إخلاء سبيل آخر 23 قبطيا من المحتجزين على خلفية الاشتباكات التي وقعت بين الشرطة ومئات الأقباط في منطقة العمرانية في 24 تشرين الثاني الماضي. وكانت منطقة العمرانية شهدت اشتباكات عنيفة بين مئات الأقباط والشرطة المصرية على خلفية إيقاف العمل في مبنى حوّله الأقباط إلى كنيسة، وأسفرت عن مقتل اثنين من الأقباط، وعشرات الجرحى بين الجانبين.
إلى ذلك، أكد مسؤول بارز في الكنيسة المصرية أن أربع كنائس في الإسكندرية تلقت تهديدات بأعمال تفجيرية تستهدف المسيحيين خلال احتفالات عيد الميلاد، موضحاً أن هذه الكنائس هي: «كنيسة القديسين» التي وقع فيها التفجير الأخير، وكنيسة «الأنبا تكلا» في منطقة «العجمي»، و«كنيسة مار جرجس» في منطقة «سبورتنغ» وكنيسة «مار جرجس» في منطقة «باكوس».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد