السوريون يستعدون لاستقبال الغلاء والعيد

21-10-2012

السوريون يستعدون لاستقبال الغلاء والعيد

ربات البيوت يركزن على إعداد الحلويات المنزلية

لطالما شكل شراء الحلويات أو صنعها يدوياً عادةً شعبيةً حرصت العائلات السورية, على اختلاف طبقاتها, على اتباعها في الأعياد بغية الحفاظ على تقاليدٍ اجتماعية محببةٍ سيكون السوريون على موعدٍ مع إحيائها خلال عيد الأضحى المبارك بمدلولاته الدينية والاجتماعية المهمة وسط أزمة فرضت تداعياتها الثقيلة ضغوطاً معيشية صعبة دون أن تمنعهم من الاحتفاء بعيدهم كل حسب ظروفه وإمكاناته مع أن موجة الغلاء الهيستيرية شكلت منغصاً حقيقياً بعد ارتفاع مجمل السلع بما فيها الحلويات، التي خَفضت الأسر الكميات المعتادة على شرائها أو اختارت أنواعاً أقل ثمناً أو عادت إلى تحضيرها منزلياً بغية تخفيف الأعباء المادية قدر الإمكان، ولا بد من التساؤل في هذا الصدد عن مبررات ارتفاع أسعار الحلويات ولاسيما أن سورية تعد من أشهر البلدان في صناعة أطباقها المختلفة، فهل يعود ذلك إلى ارتفاع موادها الأولية كما يدعي حرفيو هذه المهنة العريقة أو يرجع الأمر إلى تقصير الجهات الحكومية في أداء دورها في ممارسة مهامها المطلوبة في ضبط السوق في حين يفترض اضطلاعها بدور أكثر فاعلية أقله خلال فترة العيد بما يسهم في تخفيف وطأة الهموم المعيشية عن كاهل الأسرة.
 

الحلويات الدمشقية..عراقة وغلاء
بلغت الحلويات السورية شهرة عالمية بفضل مهارة حرفييها، الذين طوروا هذه الحرفة الشعبية من خلال التفنن في طرق تحضير أصنافها المختلفة بشكل يلبي مختلف الأذواق علماً أن صناعة الحلويات تركزت منذ عشرات السنين في بعض أحياء مدينة دمشق كحي المرجة وسوق الجزماتية في الميدان، اللذين رصدت جولة جريدة تشرين الأسبوعية أسعار الحلويات فيهما، حيث تبين أن كل سوق يتبع طريقة معينة في إعداد أنواع حلوياته مع وجود تفاوت نسبي في كلا السوقين وبين محل وآخر حسب نوعية المنتجات المعروضة والمكونات الداخلة في إعدادها مع ملاحظة الاهتمام الكبير بأسلوب العرض على واجهات المحال بغية جذب المستهلك إلى الشراء مع أن جيبه في النهاية سيكون الفيصل في تقرير الأصناف التي سيشتريها من أجل ضيافة العيد، إذ تصنف الحلويات بين مرتفعة السعر كالمبرومة والبلورية وعش البلبل وكول وشكور والأصابع والأساور وغيرها, وأخرى متوسطة السعر كالبرازق والغريبة والعجوة والبيتيفور، التي كانت سابقاً تصنع منزلياً قبل التوجه إلى شرائها جاهزة باعتبار أنها تستلزم وقتاً وجهداً كبيرين كانت تفضل ربات المنزل دفع نقود إضافية حينما كانت أسعارها مقبولة بغية التخلص من عبء إعدادها لكن ارتفاع أسعار الحلويات الكبير في هذه الفترة اضطرهن للعودة إلى هذا التقليد القديم قبل اقتراب موعد العيد, مع أن أسعار موادها الأولية شهدت ارتفاعاً واضحاً لكن يبقى تحضيرها في المنزل أرحم من شرائها جاهزة، وهنا تجدر الإشارة إلى أن أغلبية محال الحلويات تضع قائمة بأسعار الحلويات المعروضة تعلق عادة في مكان بارز في المحل ليتمكن الزبائن من رؤيتها بدل سؤال الباعة المتكرر عن الأسعار لكن البعض لا يزال يضع تسعيرة قديمة تختلف تماماً عن أسعار البيع المباشر بشكل يطرح إشارات استفهام حول الأسباب الكامنة وراء هذا التصرف، الذي يدل بوضوح على غياب الرقابة التموينية وقصور أدواتها، ويتحفنا مسؤول وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في كل ظهور إعلامي حول أهمية زيادة المراقبين واختيارهم بدقة من أجل التمكن من ضبط السوق, لكن يبقى ذلك مجرد كلام في الهواء مع غلبة دائمة لنفس يعقوب على كل الغايات المعلنة طالما لم تتخذ إجراءات جدية تضمن تحويلها إلى واقع ملموس يحمي المستهلك ويضمن حقوقه من تجار الأزمات ومفتعليها بغية جني مزيد من الأرباح على حساب المواطن البسيط.
الجزماتية.. سوق الحلويات الأشهر
يعد سوق الجزماتية الكائن في حي الميدان أحد أكثر أسواق الحلويات الدمشقية جذباً للزبائن الراغبين في شراء الحلويات استعداداً لاستقبال عيد الأضحى وغيره من المناسبات الدينية والاجتماعية، إذ تتواجد في أرجائه حلويات مختلفة تعد من أفضل الأنواع وأجودها إلا أن أكثر ما يميز هذا السوق إيلاء أصحاب المحال عناية خاصة بتزيين وعرض الحلويات على الواجهات بشكل لافت يبرز جلياً في أوقات المساء تسهم بشكل أو بآخر بإقناع المستهلك بالشراء حتى لو كانت الأسعار مرتفعة، فقد بلغ مثلاً سعر كغ البلورية ذات النوع الجيد بين 850-900 ليرة وسعر كغ المبرومة 950 ليرة وسعر كغ البقلاوة 700 ليرة وسعر كغ البقج 850 ليرة وسعر كغ كول وشكور 800 ليرة وسعر كغ الأصابع 750 ليرة وسعر كغ الأساور بين 600-700 ليرة وسعر كغ عش البلبل بين 750-800 ليرة بينما بلغ سعر كلٍ من البرازق والعجوة والغريبة والبيتيفور 400 ليرة وسعر كغ حلويات مشكل 750 وسعر كغ المكسرات 950 ليرة علماً أن الأسعار قد ترتفع وتنخفض بين محل وآخر حسب نوعية البضاعة المطلوبة، حيث ترتفع الحلويات ذات النوعية الممتازة لتصل إلى حدود 1500 –2000 ليرة خاصة إذا كانت ضمن قائمة التواصي أو الطلبيات، وقد عزا أصحاب المحال أسباب ارتفاع أسعار الحلويات في هذا السوق وتفاوتها إلى المنافسة ونوعية المواد الأولية الداخلة في إعداد الحلويات ولاسيما في ظل ارتفاع أسعارها بشكل مضاعف كالسمن الحيواني والنباتي والطحين والحليب ومشتقاته والفستق الحلبي والجوز واللوز والكاجو وغيرها بشكل أدى إلى زيادة أسعار الحلويات، التي لا تصب برأيهم في مصلحة التاجر أو الباعة كما يعتقد المستهلكون، فقد تسبب هذا الارتفاع في قلة العرض والطلب خلافاً لسنوات فائتة كانت الأسواق تزدحم فيها بطوابير من الزبائن خاصة في فترة الأعياد لكن اليوم خفضت العائلات الكمية المعتادة على شرائها بعد أن أصبحت الحلويات ضمن قائمة الكماليات إلا أن أجواء العيد المباركة تدفعها إلى الشراء حفاظاً على التقاليد والعادات الاجتماعية المتبعة حتى لو اضطرها الأمر إلى الاستدانة من أجل تغطية نفقاتها، وبالتالي غلاء أسعار الحلويات لا يقتصر ضرره على المستهلك فقط وإنما يشمل البائع، الذي خفت أرباحه كثيراً نتيجة ضعف حركة الشراء والبيع عن السنوات السابقة.
خصوصية سوق المرجة
يعتمد سوق المرجة عموماً في تصنيع حلوياته على السمن النباتي، وهو أمر يبينه الباعة من خلال كتابة هذه المعلومة في أعلى قائمة الأسعار، ما أدى إلى تخفيض أسعار حلوياته إلى النصف تقريباً عند مقارنتها بأسعار حلويات سوق الجزماتية المصنوعة بالسمن الحيواني، فقد تراوح سعر كغ البلورية بين 500-600 ليرة وسعر كغ المبرومة بـ600 ليرة وسعر كغ البقلاوة بين 400-500 ليرة وسعر كغ كول وشكور بـ450 ليرة وسعر كغ الأساور بين 250-350 ليرة وسعر كغ عش البلبل بـ450 ليرة في حين بيع كل من البرازق والعجوة والغريبة والبيتيفور بين 250-350 ليرة وسعر كغ حلويات مشكل بـ550 ليرة وسعر كغ مكسرات بين 600-700 ليرة، وما يجدر ذكره هنا أن حلويات سوق المرجة ذات النوعية الجيدة المصنوعة بالسمن الحيواني على قلة المحال التي تعتمد عليه في إعداد أصنافها تتقارب مع أسعار الجزماتية أو قد تزيد بمعدل مئة ليرة أو أكثر لكل نوع تقريباً لاعتبارات عديدة أهمها جودة المنتج وموقع السوق الاستراتيجي في وسط المدينة، كما ترتفع أسعار الحلويات المعدة وفق طلب مسبق من قبل الزبائن لتصل إلى حدود 2000 ليرة مضاهيةً أسعار سوق الميدان والمحال التجارية في المناطق الحديثة، التي تعتمد على هذه الطريقة في آليات عملها.
مستلزمات الحلويات الأولية...في دائرة الغلاء
يعد غلاء مواد صناعة الحلويات الأولية أحد أبرز أسباب ارتفاع أسعارها، فقد تضاعف ثمن المستورد والمحلي منها بشكل كبير أسوة ببقية السلع والمنتجات التي طالتها موجة الغلاء الجنونية، ولعل سوق البزورية يشكل أحد أهم أسواق مدينة دمشق الشهيرة المختصة ببيع هذه المواد علماً أن أسعاره تعد نسبياً أغلى من أسعار الأسواق الأخرى قياساً بنوعيتها الجيدة وتمركز السوق وسط مدينة دمشق القديمة ذات الطابع التاريخي السياحي، لذا يشهد هذا السوق عادةً قبل الأعياد بشكل خاص حركة تجارية نشطة نتيجة توجه ربات البيوت للتسوق في أرجائه بغية اختيار المواد اللازمة لإعداد بعض وصفات الحلويات في المنزل من أجل تقديمها أثناء العيد، فمثلاً بلغ سعر كغ الجوز البلدي بين 850 -900 ليرة وسعر كغ اللوز 750 ليرة وسعر كغ جوز الهند بين 400-500 ليرة وسعر كغ الفستق بين 600-700 ليرة وسعر كغ الكاجو 700 ليرة وسعر كغ الفستق الحلبي بين 800-900 ليرة وسعر كغ الصنوبر بين 500-600 ليرة وسعر كغ عجوة التمر 100 ليرة.

رحاب الإبراهيم

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...