السموم في الملابس: ومن الموضة ما قتل

قد تسحرنا قطعة قماش أو لباس أنيق، ولا نحسب أبداً أنه يحمل مواد سامة تلحق أضراراً بليغة بالإنسان والبيئة، وهو ما تحذر منه «منظمة السلام الأخضر» بقوة، متهمة شــــركات الموضة بالقضاء على سلامة البيــــئة والإنســان.
وشركات الموضة تستخدم مواد كيميائية ضارة عند تصنيع الألبسة، ومن بين هذه المواد ما يسبب مرض السرطان أو يضر بالبنية الهرمونية داخل جسد الإنسان، إذ يُلقى بهذه المواد في أنهار الدول التي تشهد عملية التصنيع، وذلك عبر مجاري المصانع.
وصرحت «منظمة السلام الأخضر» في صيف العام 2012، أن جميع شركات الموضة الرائدة في العالم تعتمد عند تصنيعها للأقمشة على المواد السامة، حيث قامت المنظمة العالمية بوضع عينات لـ141 قطعة لباس صنعت في 29 دولة في مختبرات مستقلة، لفحصها وضبط نسب المواد السامة داخلها. وتضمنت العينات سراويل جينز، وملابس داخلية رجالية ونسائية وقمصاناً وغيرها. وهي قطع تعود لشركات كبرى كـ«بينيتون كولورز»، و«جورجيو أرماني»، و«كالفين كلاين» و«زارا» وغيرها من الشركات العالمية المرموقة.
وعلى سبيل المثال، تمّ اكتشاف مواد سامة مسببة لمرض السرطان في أقمشة تمّ تصنيعها في أحد مصانع باكستان، وفي معطف للأطفال تمّ اكتشاف نسب عالية من هرمون «ألكلفن أوليتوكسيلات» (APEO)، الذي يتلف الأنهار، حيث تعيش الأسماك. وتستخدم تلك المادة لغسيل الأقمشة وتصنيعها، وهو أمر معروف منذ أكثر من ثلاثة عقود.
ولهذه الأسباب تتهم «منظمة السلام الأخضر» شركات الألبسة باستخدامها غير المبرر للمواد السامة، فيما تتعامل الشركات بحساسية تجاه تلك الاتهامات. ومنذ أن دعت المنظمة الدولية إلى حملة «ديتوكس: صناعة خالية من المواد السامة» إلى حدود العام 2020، استجابت شركات عدة.غير أن المنظمة ذهبت إلى أبعد من ذلك، وطالبت الشركات بالكشف عن جميع الخطوات المتخذة في هذا الاتجاه، وذلك لمراقبة مدى وفاء الشركات بتطبيق العهود.

(عن «دويتشه فيلله» بتصرف)