السلطة تلاحق مقاومين واجهو الاحتلال في نابلس
تعهدت فصائل المقاومة الفلسطينية امس، بالتصدي للمرسوم الذي قال وزير الداخلية في حكومة سلام فياض عبد الرزاق اليحيى ان الرئيس محمود عباس اصدره ويقضي «بحل كل المليشيات العسكرية لكل الفصائل والحركات والقوى السياسية»، والذي ترجم عمليا في الحصار الذي تفرضه الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، على مخيم عين بيت الماء غرب نابلس شمال الضفة الغربية، بهدف اعتقال عناصر في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، كانوا قد واجهوا جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي توغل في المخيم امس الأول، وأصابوا احد جنوده.
وكانت صحيفة «الرأي» الكويتية قد نقلت عن اليحيي قوله، ردا على سؤال عما اذا كانت السلطة قد تعهدت لاسرائيل بحل كل الأجنحة المسلحة، «نعم وهذا صدر بمرسوم من قبل رئيس السلطة محمود عباس بحل كل المليشيات العسكرية لكل الفصائل والحركات والقوى السياسية، وبدأنا بالجناح العسكري لحركة فتح (كتائب شهداء الأقصى) حتى لا يقال اننا نحابي طرفاً على حساب آخر».
وتابع «للمقاومة مفهوم واضح وما جرى خلال السنوات السبع (منذ اندلاع انتفاضة الاقصى في ايلول العام 2000) كان كارثة على القضية الفلسطينية» موضحا انه «يجري العمل لجمع السلاح من حماس وغيرها» في الضفة، ومشيرا تحديدا الى «كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري للحركة.
وحول «تقاسم المسؤولية الأمنية مع اسرائيل في نابلس»، أقر اليحيي بـ«وضع ترتيب ان تعمل قوات الأمن الفلسطينية من الساعة السادسة صباحاً وحتى الساعة 11 مساء، وهم (الاحتلال) بعد ذلك بامكانهم الاجتياح كقوة احتلال».
واعتبرت وزارة الداخلية في حكومة اسماعيل هنية المقالة تصريح اليحيى «ترجمة عملية للمرحلة الأولى من خريطة الطريق، التي التزمت حكومة رام الله بموجبها محاربة المقاومة».
وقال أمين سر كتلة حماس في المجلس التشريعي مشير المصري، من جهته، «هذه التصريحات صهيونية وأميركية بامتياز... وليس غريباً على من لا يؤمن بالمقاومة أصلاً كخيار للشعب الفلسطيني، أن يسعى إلى طعنها في الظهر» مضيفا «ولى بعيداً عهد اندثار المقاومة الفلسطينية ولن تستطيع كل قوى الأرض أن تنال منها».
وشددت «كتائب القسام»، في بيان، على أن «زحزحة جبال الجليل والقدس ونابلس أهون على عباس وجماعته من زحزحة كتائب القسام أو القضاء عليها أو نزع سلاحها الطاهر الشريف».
اما القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ نافذ عزام، فقال «نأمل ألا تكون هذه التصريحات صحيحة، لأنها لو كانت كذلك ستكون مصيبة كبيرة على شعبنا وتضحياته» مضيفا أن «أي مرسوم لا يمكن أن ينهي مقاومة شعبنا، ومن المستحيل وقف المقاومة وجمع سلاح المقاومين... أن الشروع في هذا الأمر سيحدث بلبلة كبيرة وسيفقد من يقود هذا التصرف شعبيته».
وقال سكان أن المئات من عناصر الأجهزة الأمنية يحاصرون مخيم عين بيت الماء من جميع الجهات، معتلين أسطح المباني القريبة من المخيم، كما أغلقوا جميع الطرق المؤدية اليه ومنعوا أي شخص من الدخول إلى المخيم أو الخروج منه. ويطالب هؤلاء مقاومي «كتائب أبو على مصطفى» الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بتسيلم أنفسهم وأسلحتهم.
وقال مدير الاستخبارات الفلسطينية في نابلس العقيد عبد الله كميل أن الهدف هو «اعتقال من خرقوا القانون الجمعة الماضي من دون أن يكون لذلك علاقة بالانتماء السياسي»، وذلك في اشارة الى اقدام هؤلاء المقاومين على إطلاق الرصاص في الهواء خلال تأبين احد شهدائهم في المخيم. غير أن فصائل المقاومة ترى ان السبب الحقيقي لاقتحام المخيم هو أن هذه المجموعة من «كتائب أبو علي مصطفى» أطلقت النار امس الاول على الجيش الإسرائيلي الذي توغــل في المخــيم، وأصابت احد جنوده.
وتعليقا على تصريح كميل، قالت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية النائبة خالدة جرار «هذه مبررات واهية وغير مقبولة، وهو ما يؤكد أن هناك شيئاً خطيراً يطلب من السلطة، خلال تنفيذها لخطة خريطة الطريق، ويستدعي اعتقال المقاومين وملاحقتهم» معتبرة أن «الأجهزة الأمنية تخلط بين سلاح المقاومة وسلاح الفلتان».
ورأت حماس، من جهتها، أن «الهجمة الشرسة التي تنفذها الأجهزة الأمنية التابعة لفتح وميليشيات عباس ضد مقاومي مخيم العين الأبطال، هي تنفيذ لتصريحات... اليحيى» فيما شددت «كتائب القسام» على أنها «لن تسمح للعملاء بالمساس بسلاحها ومجاهديها مهما كان الثمن».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد