13-03-2018
السر وراء الخرزة والعين الزرقاء
رغم التطور الكبير الذي يشهده العالم والمجتمعات في الوقت الراهن، إلا أنهٌ ما زالت الخرزة الزرقاء بكل أشكالها، مُتربعةً في قلوب البعض، كدرائه للحسد، وجالبة للحظ، ومع انتشارها الواسع في جميع البلدان إلا أنه لا يوجد تاريخ محدد لأصل الخرزة الزرقاء.
حضارات قديمة عرفت الخرزة الزرقاء
فقد عرف المصريون القُدماء اللون الأزرق، ومدى ارتباطه بالحسد، وذلك عن طريق (عين حورس) وهي عبارة عن شعار مصري قديم، يسٌتخدم للحماية من الحسٌد ومن الحيوانات الضارة ومن المرض وهي في شكل قلادة يتزين بها الشخص، وترمز الى القوة الملكية المستمدة من الآلهة “حورس” أو “رع”، وكانت تلك القلادة توضع أيضاً على صدر مومياء فرعون لتحميه في القبر لتتوارث بعد ذلك داخل المجتمع المصري وكانت تلك العين على منقوشاتهم وتوابيتهم الفرعونية.
وعُرفت أيضاً العين الزرقاء في تهديد الرومان، لأن العيون الزرقاء هي الصفة التي تٌميز الرومان، ورفع هذا الرمز على العصي اعتراضاً من الشعوب التي تستعمرها الرومان رفضا لحكمهم.
ومن جهة أخرى عُرف الفنيقيون العين الزرقاء أو الخرزة الزرقاء وكانت رمزاً لآلة القمر، وعند احتلالهم لبلاد المغرب تأثرت الحياة الاجتماعية للسكان، حيث تأثروا بعاداتهم وتقاليدهم كوضع “الخميسة ” على أبواب المنازل درئاً للعين والحسد.
أما البابليون فيعتقدون أن “أم سبع عيون” لها دور وقائي من النفس الشريرة أو الشعاع المنبعث من العين الحاسٌدة حيث يتشتت أو ينقسم إلى سبعة أقسام تفقد قابليتها على الإيذاء للأشخاص المحسودين، لأنها تجذب لهم فتأتى العين فيها لا في الشخص.
وفى بلاد الرافدين كان اللون الأزرق مقدساً لاعتقادهم أنه حجر كريم محاط بأسرار إلاهية لا قبٌل لبشر بها، ولقد كان الأزرق لونً ظلت أهميته عالقة بالفكر الإنساني في عصور متتالية بعد ذلك.
الخرزة الزرقاء تدخل الينيسكو كجزأ من تراث الأتراك
ومن الشعوب التي عرفت الخرزة الزرقاء والعين الشعب التركي ويستخدم الأتراك بشكل خاص، الخرزة الزرقاء، في كل تفاصيل حياتهم، حيث يعتقد الأتراك حتى يومنا هذا، أنها ترد العين والحسد والنحس، ويتفنون في صناعتها، شكلاً ولوناً، ويهتم بها كافة فئات المجتمع.
ولا يؤمن الأتراك بالخرزة من ناحية دينية، إنما يعتبرون أن هذه الخرزة الزرقاء، أو العين الواحدة، تعمل على جذب الانتباه، وتبعا لذلك تشتيت تركيز العين الشريرة “الحاسدة”، والتخلص من تأثيرها السيء.
وتمكنت تركيا في عام 2014م، من إدراج بعض من القيم الثقافية والتراثية إلى قائمة اليونسكو، وفيما يخص التراث الثقافي غير المادي، كانت على رأس تلك القيم الثقافية والتراثية، “ثقافة الخرزة الزرقاء”، مما يشكل لدى الأتراك قيمة تراثية وثقافية.
ولا يكاد يخلو بيتاً منها، كذلك الأسواق والمحال التجارية، وخاصة تلك التي تبيع (الإكسسوارات)، وأدوات زينة المنازل، فهي تحرص على إدخالها في كل شيء، لكثرة الطلب عليها من قبل الزبائن.
الغرب يقتنون الخرزة الزرقاء
كما نجد عدد من الشعوب والمجتمعات العربية تحرص على اقتناء الخرزة الزرقاء او العين كنوع من الحلي والزينة داخل المنازل بكافة اشكالها كأن تأتي العين وسط كف أو خرزة كبيرة زرقاء يتوسطها عين، لأن المتعارف عليه أن اللون الأزرق من الألوان الهادئة والساحبة للطاقة السلبية.
وينتقل حب اقتناء الخرزة الزرقاء من المجتمعات العربية للغربية عن طريق الرحلات السياحية، وشرائها كهدايا أو اقتناءها كتحف داخل المنزل.
إضافة تعليق جديد