18-11-2017
الروتين يهدد 20 مدرسة بحقها في أعمال الترميم
«بازار» الأعمال الترميمية والمُشرعة أمام حوالي 20 مدرسة على ساحة محافظة السويداء، والذي افتتحت أبوابه منذ أكثر من 6 أشهر، من الواضح أن «بورصته» لم تُغلق حتى تاريخه لكون هذه الأعمال انطلقت نظرياً و«جُمِّدت» عملياً من جراء دخول هذه الأعمال في دوامة روتينية قاتلة ولا منتهية نتيجة الإجراءات «المطاطة» المتبعة في معظم دوائرنا الرسمية بدءاً من الورقيات ومروراً «بماراثون» المراسلات وانتهاء بسلبية الموافقات، الأمر الذي أبقى هذه المدارس تئن تحت وطأة ترميم غير مكتمل تنفيذياً.
طبعاً «سلة» الإجراءات «المولودة» من أراشيف ستينيات وسبعينيات القرن الماضي لم يكن «فوارس» منفذيها دائرة واحدة. فنقطة البداية كانت من الدليل السعري لأسعار مواد البناء لدى السوق المحلية والمعد من قبل مديرية الخدمات الفنية منذ الشهر الثالث لهذا العام والذي بات من الماضي لعدم مواكبته الأسعار الحالية وانتهاء بنقابة مقاولي السويداء من جراء قيامها برفع نسب الضم إلى 70% ولتختتم المسيرة على أعتاب وزارة التربية الرافضة للعروض المقدمة ما أدى إلى إعادة المناقصة مرة ثانية.
على الرغم من قيام مديرية تربية السويداء بفتح السجل الترميمي للمدارس المذكورة آنفاً والممولة مالياً من قبل منظمة اليونيسيف مع مطلع الشهر الرابع من هذا العام إلا أن هذه الخطوة كانت بداية تأسيسية لمسيرة من الإجراءات الروتينية لم تطوَ حتى الآن، ولاسيما إن علمنا أن تقييم هذه المدارس فنياً من قبل مندوبي اليونيسيف لم يُبصر النور إلا مع نهاية الشهر الخامس.
طبعاً هذا الإجراء لم يكن نهاية المطاف فقد أعقبه خطوة أخرى ألا وهي قيام دائرة الأبنية المدرسية بإعداد الكشوف التقديرية للأعمال الترميمية المراد إجراؤها على هذه المدارس والتي «أبحرت» بريدياً إلى ديوان وزارة التربية بتاريخ 22/6/2017 بهدف عرضها على اليونيسيف وتالياً الحصول على موافقتها، إذ بلغت قيمة الكشوف حوالي 263 مليون ليرة إلا أن رد وزارة التربية على كتاب مديرية تربية السويداء لم يأت إلا بعد شهرين، وهذا ما يؤكده كتاب الوزارة المورّد إلى ديوان مديرية تربية السويداء بتاريخ 1/8/2017 والممهور بموافقة اليونيسيف على هذه الكشوف، وبناء على هذه الموافقة «الممهدة» لطريق الترميم قامت المديرية بتسطير كتاب لمحافظ السويداء بتاريخ 7/8/2017 «تستأذنه» للتعاقد على ترميم هذه المدارس بالتراضي وذلك وبحسب رئيس دائرة الأبنية المدرسة بمديرية تربية السويداء المهندس بهاء جربوع لاختصار المدة الزمنية وتالياً إنجاز أعمال الترميم في أسرع وقت ممكن، وعليه تمت مخاطبة جميع الدوائر الرسمية على ساحة المحافظة على هذه الأعمال، مضيفاً بعد أن فتحت أبواب «البازار» تقدم لهذه المناقصة حوالي 13 مقاولاً حيث تم تشكيل لجنة بتاريخ 23/8/2017 لفض العروض المقدمة وبعد فضها تبين للجنة أن نسبة الضم من قبل المقاولين أي زيادة مالية على قيمة الكشف التقديري تراوحت ما بين 28,5% إلى 70% ما دفع وزارة التربية لرفض هذه العروض من جراء غلاء الأسعار، وهذا ما يؤكده كتابها المؤرخ بتاريخ 24/9/2017 المرسل إلى مديرية تربية السويداء المتضمن أن منظمة اليونيسيف ملتزمة بتمويل قيمة الكشف التقديري فقط البالغة حوالي 263 مليون ليرة، مضافاً إليه التمويل الإضافي بما لا يتجاوز 10% فقط من قيمة الكشوف.
لذلك- ووفق المهندس جربوع- قامت مديرية تربية السويداء بالإعلان عن تعهيد هذه المدارس مرة ثانية، وهذا ما جاء في الكتاب الموجه إلى محافظة السويداء المؤرخ بتاريخ 27/9/2017 المتضمن طلب موافقته على طي محضر لجنة المناقصة رقم 86 تاريخ 23/8/2017، وتالياً الموافقة على التعاقد بالتراضي عن طريق الاتصال المباشر لتنفيذ أعمال 20 مدرسة. وبعد الحصول على موافقة المحافظ تم الإعلان عن هذه المدارس بتاريخ 27/9/2017 بهدف التعاقد على ترميمها حيث تقدم حوالي 14 مقاولاً، إذ تم فض العروض بتاريخ 11/10/2017 حيث تبين للجنة المشكلة أن نسب الضم المقدمة من قبل المقاولين كانت تتراوح ما بين 8,9% إلى 49% إذ وافقت وزارة التربية على ترسية 4 مدارس فقط من أصل 20 مدرسة بنسبة ضم 10% وليبقى هناك 16 مدرسة خارج نطاق التغطية الترميمية وليتم الإعلان للمرة الثالثة عن إجراء التعاقد بالتراضي على ترميم هذه المدارس بتاريخ 1/11/2017، مع العلم- ووفق رئيس دائرة الأبنية المدرسية- أن فشل الأعمال الترميمية للمدارس المتبقية هذا العام سيحرمها من حقها في الترميم لكون مديرية تربية السويداء ستكون مرغمة عام 2018 على طرح 20 مدرسة أخرى لترميمها.
مشيراً إلى أن صدور الدليل السعري بنهاية الشهر الثالث من هذا العام انعكس سلباً على تعهيد المدارس لكون الأسعار المدرجة ضمنه غير متناسبة مع الأسعار الحالية، وهذا ما أعطى المقاولين مسوغاً لطلب زيادة على الكشف التقديري، لذلك- ولتفادي ما حصل مستقبلاً- يجب العمل على تحديث الدليل السعري بشكل دوري وبهذا ينقطع الطريق على تسويفات المقاولين.
المصدر : تشرين
إضافة تعليق جديد