الخرطوم لا تتراجع وأنباء عن 200 قتيل
أكدت السلطات السودانية، أمس، تمسكها بقرار زيادة أسعار الوقود، وذلك في أول رد فعل على الاحتجاجات العنيفة المستمرة منذ أسبوع، ما قد ينذر بتصعيد جديد في بلد تتعدد فيه حركات التمرد والأزمات.
وأعلن وزير الإعلام السوداني احمد بلال عثمان، في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية، أن الحكومة لن تتراجع عن قرارها بزيادة أسعار الوقود. وقال بشأن التراجع عن القرار إنّ «ذلك ليس ممكنا أبدا. إن (زيادة الأسعار) هي الحل الوحيد».
وأضاف ان الحكومة كانت تعلم أن «أعمال شغب» ستندلع إذا تمت زيادة أسعار الوقود، إلا أن رفع الدعم عن الوقود سيؤدي إلى توفير مليارات الدولارات، مضيفا: «لا يستطيع اقتصادنا تحمل استمرار هذا الدعم... علينا أن نستمر برغم أننا نعلم أن ذلك ثقيل بعض الشيء على الناس».
بدوره، أكد وزير مجلس الوزراء السوداني أحمد سعد عمر أن بلاده «ماضية في تنفيذ قرارات الإصلاح الاقتصادي التي أقرها مجلس الوزراء»، مشيرا إلى أنها «الســــبيل الوحيد لتحقيق النــهضة الاقتصادية الحقيقية».
وإلى جانب الحديث عن الإصلاحات، قال نائب الرئيس السوداني نافع علي نافع إن «الأجهزة الأمنية ضبطت سيارة مليئة بقنابل المولوتوف كانت معدة للتخريب أثناء أحداث الشغب التي شهدتها البلاد»، متهماً حزبا سياسيا، لم يفصح عنه، بالتورط في ذلك. وأضاف انّ هناك «تنظيما له علاقة مباشرة بالجبهة الثورية على اتصال مباشر برئيسها ياسر عرمان خططوا لإدخال العناصر المسلحة إلى المدن ومن بينها الخرطوم».
في غضون ذلك، تتضارب الأنباء حول عدد القتلى الذين سقطوا في حركة الاحتجاجات. ففي حين ذكرت «منظمة العفو الدولية» و«المركز الأفريقي لدراسات العدل والسلام، في بيان مشترك يوم الجمعة الماضي، أن 50 شخصا على الأقل قتلوا معظمهم في منطقة الخرطوم، قال: «مصدر ديبلوماسي أجنبي» لوكالة الصحافة الفرنسية إن الحصيلة قد «تكون قريبة من 200» قتيل.
من جانبها، أعلنت «القوى الثورية» في السودان، أمس الأول، تأسيس «تنسيقية التغيير»، مؤكدة في بيانها الأول أن «الثورة السودانية مستمرة ولا عودة إلى الوراء». وأشارت في بيانها إلى مقتل «116 متظاهرا برصاص الأمن خلال 6 أيام من الاحتجاجات».
وكان لافتاً في اليومين الماضيين تواصل تنظيم التظاهرات، وإن بأعداد أقل. وبالأمس، قال شهود إنّ سيارة تابعة لفرق مكافحة الشغب شوهدت وهي تتجه مسرعة إلى وسط العاصمة الخرطوم، في حين كانت سحب دخان ترتفع من الأحياء الواقعة جنوب المدينة وشرقها. وفي مدينة ام درمان، قرب الخرطوم، انتشرت قوات مكافحة الشغب في الشوارع. كما قال شهود إن الشرطة السودانية أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع، أمس الأول، لتفريق آلاف المشيعين لأحد المتظاهرين في حي بري في الخرطوم وصفوا الرئيس عمر حسن البشير بالقاتل.
وبسبب التوتر، مددت السلطات إغلاق المدارس في منطقة الخرطوم حتى 20 تشرين الأول المقبل، بحسب وسائل الإعلام الرسمية، فيما دعا 31 من الكوادر الإصلاحية في «حزب المؤتمر الوطني» الحاكم الحكومة إلى التراجع عن قرارها مؤكدين معارضتهم القمع وذلك في رسالة وجهوها إلى الرئيس عمر البشير. لكن نائب أمين الإعلام في الحزب قبيس أحمد المصطفى نفى ذلك في وقت لاحق.
في سياق منفصل، أمرت السلطات بوقف صدور صحيفة «الانتباهة»، الأكثر شعبية في البلاد، وذلك بعدما انتقدت قرار الحكومة بزيادة أسعار الوقود، بحسب ما أفاد مديرها الطيب مصطفى. وقال: «بالأمس ابلغنا جهاز امن الدولة بالتوقف عن النشر لأجل غير مسمى دون إبداء الأسباب».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد