الخرافات السلبية والخرافات الإيجابية

إذا كنت تؤمن بالخرافات، سواء أكنت تتطير من هرة سوداء أم تتفاءل من جوارب برتقالية، فلست الأول ولا الآخر. فهذه الخرافات تؤثر في القرارات التي تتخذها، في حياتك اليومية أو في الرياضة أو حتى في المقامرة.
وتتكون الخرافات على الشكل الآتي، إذا حصل هذا الأمر سينتج عنه ذاك، ويكون الأمران محددين ولا تربطهما أي صلة، ومتى ربطنا الأمرين يصعب إلغاء هذا الربط من حياتنا. باختصار، وبحسب الأستاذ في علم النفس في جامعة «ايلون» الأميركية دوان ماكليرن «هذه المعتقدات الخرافية هي معتقدات غير عقلانية».
ومن الأمور التي يتفاءل بها الناس مثلا وضع السبابة تحت الوسطى، أو قرع الخشب، أو حمل جالب الحظ، أما الأمور التي يتطير منها الناس فهي المرور تحت السلم، أو كسر المرآة، أو الرقم 13.
لكن لمَ هي على هذا القدر من الانتشار؟ لطالما أثار هذا الموضوع التساؤلات لدى الباحثين، ونجحوا في إيجاد صلة تربط تلك الخرافات بالجهل أو الاضطرابات النفسية، واقترح آخرون أن ربط الأمور ببعضها أمر اعتيادي لدي البشر، وهو ما ساعدهم على التوصل للاكتشافات كالنار والكهرباء وأجهزة التحكم، وإن كان أحياناً يتخطى المعقول.
يمكن لأي إنسان أن يؤمن بالخرافات سواء اكان رجلا أم إمرأة، أم «كباراً يورثونها للصغار»، كما قال الأستاذ في جامعة هونغ كونغ تيري اوو. كما أن نصف الأميركيين، مثلاً، يؤمنون بها، و«المقامرين يؤمنون بها أكثر من غير المقامرين»، والأشخاص الذين تقلقهم الحياة يتمسكون أكثر من غيرهم بتلك الخرافات.
أياً كانوا من يؤمنون بالخرافات، فإن الأكيد «أنهم أناس طبيعيون»، كما يؤكد الأستاذ في جامعة «موهلنبرغ» الأميركية جيفري رودسكي، الذي يرى «أننا مفطورون على التفكير بطريقة استقصائية»، بمعنى أننا نربط أحياناً أموراً ليست قائمة، لكن الباحث حذّر من «أننا إذا شددنا التركيز على تحاشي تلك الصلات الزائفة، فقد ينتهي الأمر بنا بفقدان صلات حقيقية فتصبح النتائج أسوأ، فإذا آثرنا رفض الخرافات التي تتحدث عن أن الفطر سام، فقد ينتهي بنا الأمر بتناول فطر سام».
واتضح أن الخرافات الإيجابية لها تأثير إيجابي على حياة الإنسان على عكس الخرافات السلبية وخاصة على نفسيته حيث انها تساهم في بث التفاؤل في نفس الإنسان وثقته حيال قدرته على تحقيق أهدافه والحصول على حياة أفضل.

المصدر: السفير نقلاً عن «لوس أنجلس تايمز»