الحكومة تنوي دراسة مسألة «أتاوات» المسلحين على الصناعيين
قالت مصادر حكومية مطلعة رغبة الأخيرة في مناقشة مسألة المدن الصناعية في المناطق الساخنة والواقعة تحت سيطرة العصابات الإرهابية المسلحة، وما تشهده من مظاهر سلبية عديدة تضّر بالصناعة الوطنية وبالصناعيين أولها فرض «الأتاوات» على نشاط المعامل والتي تبدأ من إدخال المواد الأولية إليها هناك حتى خروج المنتج النهائي من تلك المناطق إلى الاستهلاك أو التصدير، الأمر الذي ترى فيه الحكومة ضرراً جسيماً إضافياً يلقي بثقله على كاهل الاقتصاد الوطني والوطن بكل مكوناته.
وتعليقاً على هذا الأمر قال مدير مدينة الشيخ نجار الصناعية الدكتور محمد هندية: إن خلية أزمة من هذا النوع كان من الأفضل لو تم تشكيلها منذ بداية الأزمة وليس مع اقتراب نهايتها، وفي وقت سابق عندما كنا في قلب الحدث وتحدثنا في هذا الأمر وقدمنا رأينا وتوجيهاتنا بهذا الخصوص لم تكن هناك إجابة على مستوى المسؤولية.
وأشار هندية إلى أنه منذ بداية ظهور المسلحين بسيارات لا تحمل لوحات اسمية في المناطق الصناعية في حلب نوهنا إلى المختصين لاستدراك الوضع قبيل وقوع الكارثة ولملمتها قبل استفحالها وكانت هناك الكثير من المقترحات الجيدة من المعنيين في المدينة الصناعية وفي الوقت نفسه لاقت هذه المقترحات الدعابة والمزاح من البعض.
وأضاف: لم ولن نتّهم المسؤولين إطلاقاً بالتواطؤ ومبرر ذلك أن أحداً لم يكن يتصور وصول الأمور إلى هذه الدرجة من السوء لأنه في هذه الحالة كان من المنطقي لأي مسؤول أن يتصرف حيال هذا الأمر.
وأكد أنه لا يمكن التفكير بإعادة الأمور إلى نصابها في المدن الصناعية وإعادة العجلة الاقتصادية إلى وضعها السابق إلا بعد تنظيف الأرض من العصابات المسلحة، وأما معالجة موضوع «الأتاوات» التي يفرضها المسلحون على الصناعيين فقد أصبحت فكرة متأخرة جداً.
وبرّر هندية الأمر بأن معظم أفراد تلك العصابات ومهربي المخدرات المسيطرين على المنطقة قتلوا في المواجهات مع الجيش العربي السوري وقسم منهم فر إلى أماكن مجهولة، وطالما أن الحل العسكري يشهد تقدماً ملموساً فإن تماسكهم يشهد انهياراً سريعاً على الأرض.
وخلص هندية إلى نتيجة مفادها أن معالجة الأمر في هذا الوقت بالتحديد سيكون دون فائدة منوهاً بعودة نسبة استهلاك الطاقة الكهربائية في المدينة إلى نحو 60% ما يعني أن العجلة بدأت بالدوران من جديد وأن الضغوط من تهديدات وفرض «أتاوات» تقلصت إلى مستوى كبير مع اقتراب الجيش السوري إلى مشارف المدينة الصناعية وسماع المسلحين لضربات الجيش السوري. خصوصاً وأن الضربة القوية التي تلقاها المسلحون في السفيرة على مشارف الشيخ نجار بحلب أدت لفرار ومقتل أكثر من نصف أعدادهم، «ولكن هل يمكن في الوقت الحالي الطلب إلى الصناعيين الموجودين التوقف عن دفع تلك الأتاوات؟.
وعن سير العمل في المدينة قال هندية: مع اقتراب الجيش العربي السوري تدريجياً عادت الأمور نسبياً للاستقرار وهي اليوم أفضل من الأيام السيئة التي مررنا فيها سابقاً، وهناك نشاط للصناعات النسيجية والهندسية ومنشآت صهر المعادن، لكن بعض الصناعات الغذائية توقفت بسبب النقص في المواد الأولية.
وعن الاتفاق الذي ظهر مؤخراً بين الحكومة واتحاد غرف الصناعة لتخصيص مناطق صناعية في اللاذقية والسويداء للراغبين من الصناعيين بتأسيس صناعاتهم الصغيرة والمتوسطة واستثناء الصناعات الضخمة كالصناعات النسيجية لصناعات النقل قال هندية: طالما أنها مخصصة للصناعات الصغيرة والمتوسطة فهذا يعتبر قراراً جيداً بالمطلق ولكن مع ذلك فإنه من الممكن تأسيسها خارج المناطق الصناعية ومثال ذلك أن قسماً كبيراً من تلك الصناعات الصغيرة موجود في بعض مناطق حلب وهي غير مرخصة أصلاً.
وأضاف: إذا كانت المنشآت المعنية بهذا القرار بحدود معينة فهذا جيد وستعتبر في المستقبل بعد عودة الأوضاع إلى حالها السابق بمثابة توسع جديد لأعمال الصناعي وفيه دعم للمحافظات السورية الأخرى وتوفير فرص عمل ونوع جديد من التمازج بين أبناء المحافظات وبالتالي فإن الأمر إيجابي بالمجمل.
حسان هاشم
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد