الحكومة العراقية تصحح خطأ بريمر وتعيد أشاوس صدام إلى الجيش
دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يوم السبت ضباط الجيش العراقي من جميع الرتب الذين طردوا من الخدمة بعد الغزو الامريكي في عام 2003 الى التقدم مرة أخرى لشغل مناصبهم في الجيش الجديد في مبادرة وجهها الى الاقلية السنية الساخطة بهدف تقليل أعمال العنف الطائفية.
ووجه نوري المالكي هذه الدعوة في مؤتمر للمصالحة الوطنية يضم سياسيين شيعة وسنة واكراد لوقف العنف الطائفي الذي زاد مخاطر تفجر حرب أهلية وكان سببا رئيسيا في قرار الرئيس الامريكي جورج بوش اجراء مراجعة لاستراتيجيته في العراق.
وقال المالكي "إن الجيش العراقي الجديد قد فتح ابوابه أمام منتسبي الجيش السابق من ضباط ومراتب وان حكومة الوحدة الوطنية على استعداد لاستيعاب من لديه الرغبة في خدمة الوطن على اساس مهني وبما يتناسب مع حجم الجيش (الجديد) على الاستيعاب."
واضاف أن الحكومة تسعى الى زج الضباط السابقين "في جميع المواقع للاستفادة من طاقاتهم وخبراتهم ومهاراتهم وبما يساعدنا في استكمال بناء قواتنا المسلحة وتسلم المهام الامنية في جميع المحافظات... وستقوم الحكومة بصرف رواتب تقاعدية لكل الذين لا يتم استيعابهم."
وبعد فترة قصيرة من الغزو الامريكي للاطاحة بصدام حسين سارع المنسق الامريكي بول بريمر الى حل الجيش العراقي وهو قرار وصفه الخبراء بأنه انطوي على خطأ في الحسابات. وانضم كثير من افراد الجيش الى صفوف التمرد السني.
وقامت وزارة الدفاع بتجنيد ضباط سابقين في جيش صدام في الماضي لكنها كانت دعوة محدودة للرتب الصغيرة. ودعوة المالكي هي الاولى التي توجه الى جميع الرتب.
ويقوم الجيش الامريكي بتدريب الجيش العراقي الجديد الذي يبلغ قوامه 300 الف فرد في اطار خطة ليسحب في نهاية الامر قواته التي يبلغ قوامها 135 الف جندي. لكن السنة ينظرون الى الجيش الذي يهيمن عليه الشيعة بريبة وتوجد شكوك بشأن الولاء الطائفي.
وسيضم المؤتمر ساسة أكراد وشيعة وسنة من الائتلاف العراقي الحاكم وشخصيات من حزب البعث العراقي السابق تعيش في الخارج منذ الغزو الذي قادته امريكا في عام 2003 .
وعقد العراق مؤتمرات من قبل كانت تهدف الى التوصل الى مصالحة لكنها فشلت في وقف اعمال القتل الطائفية أو اجتذاب بعض الجماعات السنية الساخطة.
وقال سليم الجبوري المتحدث باسم جبهة التوافق العراقية وهي أكبر كتلة سنية في البرلمان انه اذا بقيت الامور على حالها فان هذا المؤتمر الخاص بالمصالحة سيشبه المؤتمرات التي سبقته.
وقال جوردون جوندرو المتحدث باسم مجلس الامن القومي التابع للبيت الابيض ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قدم موجزا لخططه بشأن المؤتمر امس الجمعة في مكالمة استمرت 30 دقيقة من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة مع بوش.
واضاف ان المالكي "تحدث عن رغبته ورغبة كثيرين في العراق في تجمع عدد أكبر من الزعماء السياسيين العراقيين الاساسيين من اجل الهدف المشترك المتعلق باشاعة الاستقرار في العراق وتشجيع سيادة القانون."
وقبل ساعات من الموعد المقرر لافتتاح المؤتمر في المنطقة الخضراء المحصنة قتلت قوات عراقية خاصة تدعمها قوات امريكية متشددا واعتقلت ستة اشخاص آخرين اثناء مداهمات ضد زعيم فريق اعدام في مدينة الصدر معقل الشيعة في بغداد.
ومدينة الصدر وهي ضاحية شيعية مزدحمة يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة هي معقل جيش المهدي الموالي لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر. ويتهم قادة امريكيون وعرب سنة افراد جيش المهدي بأنهم وراء الهجمات الطائفية التي يشهدها العراق. وينفي الصدر الاتهامات.
وقال طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي في تصريحات لقناة الجزيرة الفضائية ومقرها قطر ان "الرئيس بوش قلق للغاية ومنزعج للغاية وقال لي بصريح العبارة...لا يمكن ان نسكت على هذا الوضع...لا يمكن ان نتقبل ان يقتل العراقيون انفسهم وبعضهم البعض."
وكانت حكومة المالكي التي يهيمن عليها الشيعة قد قالت انها لن تتحدث الى المجموعات المسلحة التي تلوثت اياديها بدماء العراقيين وهو تصريح يستهدف اساسا الاسلاميين السنة في تنظيم القاعدة في العراق.
وقال سياسيون في المؤتمر انه من المرجح ان يناقشوا قضايا تتراوح بين وجود القوات الامريكية والقوات الاجنبية الاخرى الى الميليشيات الطائفية.
وقاوم المالكي ضغوطا امريكية ليتحرك ضد الميليشيات المرتبطة بأحزاب سياسية في الائتلاف الحاكم. وقال إن الميليشيات تحتاج الى حل سياسي وليس حلا عسكريا.
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد