الحب في زمن الكورونا (9)
كورونا السورية.. الجميع يكذب: وزارة الصحة لاتقول الحقائق من حيث أنها تقدم بيانات لمن دخلوا مشافيها ومحاجرها فقط، أما الذين يمرضون في بيوتهم فلا أحد يعرف شيئا عنهم حتى يشفوا أو يموتوا، كما أن مقابر دمشق لاتضع في بياناتها سبب الوفاة، إضافة إلى أن مقابر دمشق عموما للدمشقيين الذين لايتجاوز تعدادهم ربع سكان العاصمة، بينما توسع أخبار الفيسبوك والواتس دائرة الكذب من حيث أنها تتداول الأرقام المضخمة لأعداد المصابين دونما تمحيص، أما منظمة الصحة العالمية فهي تهول الوضع منذ أول إصابة لغايات سياسية ومالية، حيث يظن متابعوها أن العالم قد تحول إلى مستشفى كبير وأن النوع الإنساني مهدد بالإنقراض لنفس السبب الذي انقرضت به الديناصورات، من أن الأرض لم تعد تحتمل جبروتنا وطغياننا عليها.. وإذا صدقنا منظمة المافيا الصحية فقريبا ما يفنى سكان البلدان الغنية المدللة إذا لم يدفعوا المزيد من الأموال لهم..
وعلى أي حال ـ وحسب رأينا ـ سينجو غالبية السوريين من وباء كورونا من حيث أنهم شعب متمرس بالآفات والكوارث والحزبية والطائفية والمحسوبية وجنون الأسعار ومؤسسة التجارة الداخلية والبطاقة العبقرية وفريق النفاق الديني.. وضيفوا من عندكم بقية البلاوي التي خبرتموها خلال السنوات العشر والتي يمكن اعتبار فايروس كورونا أسهلها.. وفي هذا السياق نذكر بما قاله جدنا المتنبي : تَمَرّسْتُ بالآفاتِ حتى تركتُها ـ تَقول أماتَ الموتُ أم ذُعِرَ الذُّعْرُ.
يبقى السؤال: لماذا لم نسمع بإصابة أوفاة أي مسؤول سوري بالكورونا بعد ؟! ـ يبدو أنهم يعزلون أنفسهم جيدا عنلشعب والكورونا ..فتحية للرفاق في مكاتبهم العاجية..
حكمة اليوم: مناعة القطيع ليست في الحظيرة وإنما هي في المرعى حيث العشب والماء والهواء والعشرة الطيبة والراعيالعادل.
حكمة الغد: الإلتزام بالكمامة والتباعد المكاني دليل كرم أخلاقك واحترامك للناس وحرصك على أمن بلدك.
نبيل صالح
إضافة تعليق جديد