الجنرال عون يدعو إلى «طائف وطني داخلي»يحرر الإرادات اللبنانية

17-03-2008

الجنرال عون يدعو إلى «طائف وطني داخلي»يحرر الإرادات اللبنانية

دعا النائب اللبناني العماد ميشال عون الى «طائف وطني داخلي ينتجه توافق الإرادات اللبنانية الحرة والمتحررة من كل الضغوط الخارجية العربية والإقليمية والدولية»، ورأى أن «كل ما فعلته سلطة الأمر الواقع هو استبدال القمع بالبندقية بالقمع بالرغيف ورفض المشاركة وتهميش المسيحيين خصوصاً والمعارضين عموماً، على مقولة من لم يمت بالسيف مات بغيره».
وجاء كلام عون خلال مهرجان نظمه قطاع الطلاب في «التيار الوطني الحر» في لبنان بعد ظهر السبت في قصر المؤتمرات في ضبية، وحضره النواب سليم عون ونعمة الله ابي نصر وابراهيم كنعان وادغار معلوف وشامل موزايا وكميل خوري وكوادر «التيار» وحشد من الطلاب والمؤيدين.
تخلل اللقاء عرض لفيلم «الزمور المتقطع» من إخراج جينو عون، ولتحقيقات مصورة عن مرحلة ترؤس عون للحكومة العسكرية الانتقالية ولنضالات الطلاب. وألقى المسؤولون عن اللجان الطالبية المتعاقبون منذ 1989 كلمات لخصت النضال الطالبي لـ«التيار الوطني الحر» وأوجزت مراحله. وتعاقب على الكلام حكمت ديب والدكتور كمال اليازجي وزياد عبس ووليد الاشقر وانطون الخوري حرب وبشير حداد وفادي حنا.
وبعد إعادة بث رسالة الاستقلال التي ألقاها العماد عون من بعبدا في 21 تشرين الثاني ,1989 ألقى كلمة مصورة نقلتها شاشات عملاقة في المسرح وخارجه قال فيها: «(...) لن أقول لكم ما أشبه اليوم بالبارحة، بل ما أشبه اليوم بغده إذا ما بقيت الطغمة الحاكمة في مواقعها، ولكم المقارنة والتذكر والحكم. وأسأل جميع اللبنانيين، شعباً وقيادات ومقامات: ماذا تغير بين الأمس واليوم؟ هل تحقق الاستقلال الناجز وتحرر القرار والإرادة اللبنانيان، فيما من بيدهم السلطة لا يزالون يعيشون على فتات مائدة السيد الأقوى الحاكم بأمره، ويرابطون عند عتبة سفارته لتلقي التوجيهات والتعليمات والإشارات الضوئية الخضراء والحمراء، تماماً كما كانوا، هم أنفسهم، يتزاحمون زاحفين ومنتظرين الأوامر على عتبة عنجر؟ وأي فارق ما بين سيد وسيد وكلاهما يمثل احتلالاً للإرادة والقرار اللبنانيين؟ وأي فارق أيضاً بين سلطة تكمّ أفواه شعبها المطالب بالتحرر والسيادة والاستقلال، وسلطة تختبئ وراء ستائر ونوافذ السرايا على بعد أمتار من شعبها المطالب بالحرية والسيادة والاستقلال والمشاركة والإصلاح... والرغيف؟ «أي فارق بين سلطة أمر واقع فرضتها قوى الوصاية، تغطت بها أعواما لقهر شعبها، ثمّ بعدَ زوالِها باتت سارقة شعارات القوى الحية التي ناهضَتْها وتحمّلت قمعها وقهرها، لتعود اليوم فتواجه السلطة المستنسخة نفسها بعد جلاء الوكيل وبقاء الأصيل القديم الجديد؟
هل يتساوى من استنبت شعاراته السيادية من أعماق جروح القهر والسجن والتنكيل والنفي والتهجير، بسارق هذه الشعارات ومهدر مال الشعب وحارمه اللقمة والحرية، وراهن السيادة والاستقلال والقرار الوطني لدى أسياده في مقابل إطالة عمر استئثاره بالسلطة والمكاسب والمغانم؟
هل حقق هؤلاء المستنسخون عن سلطة الوصاية تلك «قيامة لبنان الواحد القوي على أنقاض الطائفية الهزيلة»، أم إنهم أعادوا رسم خريطته وفق خطوط طائفية ومذهبية كادت أن تشعل حرباً أهلية تمزقه دوائر وحظائر ميليشياوية، لولا تفاهم وطني صادق وعميق وحكيم أنجزته إرادة واعية بين قوتين وطنيتين برؤية استراتيجية واحدة؟
هل بات عبيد الأمس أحراراً اليوم وهم لا يجرؤون قولاً وعملاً على مصافحة اليد التي تمتد نحوهم بالتلاقي والحوار والتفاهم لأن سيدهم الجديد القديم لم يعطهم إشارة السماح بذلك؟
هل يبنى الوفاق الوطني الحقيقي على توافق المصالح الخارجية الإقليمية والدولية وتقاطع العلاقات التكتيكية العابرة والمتحولة وفقاً لسوق العرض والطلب، أم إنّ أساسه الراسخ هو مصلحة الوطن العليا والعيش المشترك بين مختلف المكوّنات الاجتماعية اللبنانية في إطار علاقات لبنان الندّية السيادية بمحيطه والعالم؟
أليس التوافق المستولد في حمى المصالح والإرادات الخارجية، وليداً غير طبيعي وغير شرعي وغير قابل للعيش؟ كل ما فعلته سلطة الأمر الواقع هذه هو أنها استبدلت القمع بالبندقية بالقمع بالرغيف ورفض المشاركة وتهميش المسيحيين خصوصاً والمعارضين عموماً، على مقولة من لم يمت بالسيف مات بغيره، وعلى قاعدة حكم الضرورة والظرف القاهر».
أضاف: «أيها اللبنانيون، أنا أدعوكم إلى بعض الذكرى عبر العودة عشرين عاماً إلى الوراء، أفلا ترون أن كل تلك القوى والقيادات والمقامات التي وقفت في وجه مسيرة التحرير والتحرر منذ بداياتها هي التي لا تزال اليوم تقف عائقاً في وجه تحقيق الوفاق الوطني القادر على حل الأزمة اللبنانية المتفاقمة نتيجة التدخلات وصراع المحاور الخارجية الإقليمية والدولية؟ أليست هذه القوى والقيادات والمقامات التي غطّت اجتياح 13 تشرين، هي التي تغطّي اليوم هذه السلطة القائمة التي تنازلت عن حرية القرار الوطني وغرقت في الفساد السياسي والمالي والإداري والأخلاقي، حتى لتكاد تُفسد مجتمعنا ووطننا وقيمنا؟ أليست هذه القوى والقيادات والمقامات التي غطّت الفشل والتقاعس العربيين وتراجع اللجنة العربية الثلاثية بين ساعة وأخرى عن تقريرها يومذاك، هي نفسها غطّت بالأمس القريب تفشيل المبادرة العربية ومشاريع الحلول المشرّفة للأزمة اللبنانية على قاعدة اللاغالب واللامغلوب؟
هل تريد القوى والقيادات والمقامات طائفاً جديداً، دولياً هذه المرّة، يفرض على اللبنانيين تحت طائل التهديد بالفتنة الطائفية والحروب الإقليمية، بدلاً من طائف وطني داخلي ينتجه توافق الإرادات اللبنانية الحرة والمتحررة من كل الضغوط الخارجية العربية والإقليمية والدولية؟
أليست هذه القوى ذاتها هي التي ترفض تعزيز موقع رئيس الجمهورية التوافقي، بحكومة وحدة وطنية تحقق وحدة السلطة والقرار، وبقانون انتخاب ينتج مجلساً نيابياً يمثل الشعب ويكون سلطة تشريعية تنتج قوانين إصلاحية وتمارس الرقابة الصارمة على قوى الفساد والإفساد وسرقة مال الشعب وتمنع تزوير الإرادة والحقيقة وترفع مشعل العدالة وتحافظ على الكرامة، وتقطع يد من يدفع بالوطن إلى أحضان القوى الخارجية والمشاريع المشبوهة ودروب العمالة والتبعية والإذعان؟
هل يريد هؤلاء استمرار نهج التكاذب الذي لم ينتج سوى الحروب والأزمات، أم يريدون وطن الصدق والحوار والصراحة والمكاشفة والمساءلة والمحاسبة الذي نطمح إليه ونعمل من أجله؟».
وختم: «أيها اللبنانيون، يا شعب لبنان العظيم: رغم هذه الصورة القاتمة التي تظلل الوضع اللبناني العام، ووجود هذه السلطة الظلامية اليابسة الأكفّ، أقول لكم إن الفجر آتٍ وسيطل وجه وطنكم من المحنة مشرقاً، وسيزول الظلام ومعه ستسقط سلطة التفرد والاستئثار والارتهان للخارج، وستقوم على أنقاضهـا السلطة الوطنية الناصعة والشــفافة والحرة، وسيكون غد لا يشــبه الأمس ولبنان لا يشبه إلا نفسه، قياسه طموحاتكم ومستقبل أبنائكم وأحفادكم التواقين دائماً إلى العيش الكريم والحرية والسيادة والاستقلال».

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...