التوترات الناجمة عن الأزمة المالية تنعش العيادات النفسية
أجمع عدد من أطباء الصحة النفسية الأمريكيين، على أن نسبة الأشخاص الذين باتوا يلجأون إلى جلسات للعلاج النفسي، قد زادت بشكل ملحوظ منذ بدء الأزمة المالية العالمية، مما يشير بحسب هؤلاء الأطباء إلى زيادة نسبة التوتر لديهم.
وقالت نانسي موليتور، عالمة نفس أمريكية في مدينة شيكاغو، إن "الحالة لم يسبق لها مثيل"، وأضافت: "لقد عملت في هذا المجال منذ 20 عاماً، ولم يسبق لي أن استقبلت هذا العدد الكبير من المرضى."
وقال ريك واينبيرغ، طبيب نفسي آخر من شيكاغو أيضاً: "لقد بلغت نسبة المرضى الذين ناقشوا تداعيات الأزمة الاقتصادية على حياتهم الشخصية خلال أسبوع واحد فقط، حوالي 80 في المائة."
وأضاف واينبيرغ إن من بين مرضاه، رئيس شركة اضطر إلى تسريح عدد من العاملين لديه، بالإضافة إلى زوجين سُرح أحدهما، مما تركهما في وضع مالي صعب غير كاف لتلبية حاجات أبنائهم.
ودعا الدكتور إيثان سايدمان، طبيب نفسي في بوسطن، الأشخاص المتأثرين، إلى ضرورة إطلاع الأهل والأصدقاء على مشاكلهم المالية، وألا يواجهوا الأوضاع الناجمة عن هذه الأزمة بمفردهم، لأن الوحدة قد تؤدي إلى تفاقم المعانة النفسية.
وأضاف سايدمان أن مشاركة الآخرين المشاكل المالية، يتيح الفرصة للمتأثرين على التطلع إلى المستقبل، ومحاولة تحسين أوضاعهم، بدلاً من زيادة آلامهم إذا ما تركوا لوحدهم.
وأشار الخبراء إلى وجود نسبة معينة من التوتر، قد يشعر بها الإنسان عند إصابته بخيبة أمل، إلا أنهم ينصحون بضرورة طلب المساعدة عند تجاوز الحد الطبيعي للتوتر والحزن.
وتوجد عدد من المؤشرات الدالة على تفاقم الوضع النفسي للإنسان، مثل محاولة التهرب من دفع فواتير معينة، أو قراءة البيانات المالية، بالإضافة إلى مواجهة صعوبة في النوم.
ويقول الخبراء إن بعض المؤشرات الأخرى، تعتبر أكثر خطورة، مثل الإصابة بالاكتئاب أو كثرة الأحاديث عن الانتحار.
ويشير الخبراء إلى تسجيل زيادة في أحاديث بعض الأشخاص المصابين بالاكتئاب، عن عمليات الانتحار، مما يثير القلق من الاتجاه الذي سيسلكه هؤلاء في حال تفاقم الوضع الاقتصادي.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد