التهاب البربخ عقم اذا تأخر العلاج
منذ أسابيع وهو يعاني من تورم وألم مع بعض الاحمرار في أعلى الخصية اليمنى، بالإضافة إلى ارتفاع الحرارة من حين إلى آخر. تردد كثيراً قبل ان يستشير الطبيب المختص، وعندما ذهب إليه يشكوه معاناته، طلب منه الطبيب بعد فحصه إجراء اختبار للبول إضافة إلى تصوير الخصيتين بالأمواج فوق الصوتية. الفحص السريري مدعوماً بنتيجة التصوير أشار إلى وجود التهاب في بربخ الخصية.
قد يسأل سائل، وما هو البربخ؟
البربخ هو خزان الحيوانات المنوية، وهو أنبوب صلب شكله حلزوني يلتصق بالسطح العلوي الخلفي للخصية. ويتألف من ثلاثة أقسام هي: القسم الأعلى (دائري) يسمى بالرأس، والقسم الوسط (مثلث) يدعى الجسم، والقسم الأسفل (رفيع) يطلق عليه الذنب. يبلغ طول البربخ في الحالة الطبيعية خمسة سنتيمترات، ولكن في حال فرده، فإن طوله الفعلي يصل الى ستة امتار. ويتكون البربخ من أنابيب ملتوية يحيط بها نسيج ضام وباقة من الأوعية الدموية، وهو صلة الوصل ما بين الخصية والقناة الناقلة للحيوانات المنوية.
إن التهاب البربخ مرض شائع نوعاً ما، وهو دوماً من منشأ جرثومي، وفي معظم الأحيان يترافق مع التهاب الخصية. وعندما يتعرض الشخص لالتهابات في المسالك البولية، فإن البربخ يكون من بين أوائل الأعضاء المستهدفة بالعدوى بعد المثانة. ومن أشهر الجراثيم التي تقف وراء التهاب البربخ الكلاميديا، والمكورات البنية، والعصيات القولونية، والبكتيريا العنقودية.
كما يمكن التهاب غدة البروستاتة أن يكون الشرارة التي تشعل فتيل مرض التهاب البربخ. ويمكن أن يشاهد التهاب البربخ في خصية واحدة أو في الخصيتين معاً.
والتهاب البربخ يصيب سنوياً حوالى مليون رجل، وأكثر ما يشاهد في المرحلة العمرية من 20 إلى 35 عاماً. ويقسم التهاب البربخ إلى نوعين: حاد ومزمن. والالتهاب الحاد هو الأخطر لأنه يبدأ فجأة، ويسبب ألماً وتورماً في كيس الخصية في شكل أكبر من الالتهاب المزمن. وفي حال استمر التهاب البربخ لفترة تتعدى ستة أسابيع، عندها يقال إنه التهاب مزمن.
ما هي عوارض التهاب البربخ؟ يتظاهر هذا الالتهاب بالعوارض والعلامات الآتية:
- ألم في الخصية المصابة.
- تضخم في كيس الخصية.
- تحسس وجود كتلة على الخصية.
- ألم وتورم في منطقة الفخذ ناحية المنطقة المصابة.
- انزعاج في منطقة أسفل البطن.
- ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
- خروج مفرزات من فوهة العضو الذكر.
معاناة من الألم عند التبول وعند ممارسة الوصال الجنسي والقذف.
- قد يظهر الدم في السائل المنوي.
- احمرار في منطقة الخصية القريبة من مكان التهاب البربخ.
- تضخم العقد اللمفاوية في منطقة المغبن.
ما هي عوامل الخطر التي تشجع على حدوث التهاب البربخ؟ هناك جملة من العوامل:
- الرجال من سن 19 إلى 35 سنة.
- علاقة جنسية غير شرعية.
- تكرار التهاب المجاري البولية.
- وجود عيوب خلقية في الجهاز البولي.
- الخضوع لعمليات جراحية في الجهاز التناسلي.
- الاستعمال المتكرر للقسطرة البولية.
- استعمال عقار أميودارون المنظم لضربات القلب.
- عدم التطعيم باللقاح المضاد لالتهاب الغدة النكفية الفيروسي.
هل من مضاعفات لالتهاب البربخ؟
يمكن تسجيل مضاعفات عقب التهاب البربخ، مثل تشكل البؤر الصديدية على كيس الخصية، والناسور الجلدي الصفني، والتهاب البربخ المزمن، والعقم بسبب تبدل بعض المعالم البيولوجية في مكونات السائل المنوي كعدد الحيوانات المنوية وسرعتها وشكلها.
كيف يتم تشخيص التهاب البربخ؟
يتم التشخيص بواسطة الفحوص الآتية:
1- فحـــص بناء على المعطيات السريرية للفحص الطبي، إضافة إلى النتائج التي تتمخض عن عينة من مفرزات تؤخذ من نهاية قناة مجرى البول، ويتم استحضار هذه بواسطة أنبوبة رفيعة يتم ادخالها عبر الإحليل. يجرى فحص العينة تحت المجهر، كما يتم عمل مزرعة لكشف العامل المسبب خصوصاً المكورات البنية والكلاميديا.
2- تحليل عينة من البول الصباحي لإجراء الاختبارات المتعلقة بلونه ومظهره وتركيبه لكشف أية تبدلات طارئة.
3- تحليل كامل للدم.
4- فحص الخصيتين بالموجات فوق الصوتية من أجل رصد أي نقص في الإمدادات الدموية أو أي توقف فيها. ويساعد الفحص في رؤية التدفق الدموي أو أية بثور صديدية في كيس الخصية.
5- المسح النووي للخصية بعد حقن المصاب بكمية ضئيلة من مادة مشعة في مجرى الدم، لاكتشاف نقص الإمداد الدموي من عدمه.
كيف يعالج التهاب البربخ؟
يجب علاج التهاب البربخ بالسرعة القصوى من دون مماطلة، في حال المعاناة من الحمى والتورم والألم في كيس الصفن، لأن التقاعس في العلاج يمكن أن يفسح في المجال خصوصاً للالتهاب كي يمتد إلى الخصيتين وبالتالي يؤدي الى الإصابة بالعقم.
في حال العدوى (وهذه غالباً ما تتم على أثر اتصال جنسي أو من التهاب في غدة البروستاتة) يتطلب الأمر إعطاء المضاد الحيوي المناسب، ويجب التنوية هنا بضرورة علاج الزوجة أيضاً، وإلا فإن الالتهاب سيستمر. ويجب أخذ المضاد الحيوي حتى ولو اختفت العوارض من أجل القضاء على الميكروب المسبب ومنع حدوث الانتكاس، وقد يتطلب الأمر الدخول إلى المستشفى لبضعة أيام لزرق المضاد الحيوي عبر الوريد.
وطبعاً، لا بد من تطبيق بعض التدابير الأخرى، مثل الراحة التامة في السرير، والنوم على الظهر، ووضع الكمادات الباردة على كيس الخصية، وإذا لزم الأمر وضع دعامة لحمل كيس الصفن من أجل التخفيف من حدة الألم والإزعاج.
إذا لم يعالج التهاب البربخ في طوره الحاد، فإنه يتحول حتماً إلى التهاب مزمن يشكل تحدياً للطبيب، سواء على صعيد تشخيصه أو على صعيد علاجه. كما يشكل نوعاً من التحدي للمريض أيضاً نظراً لما يسببه هذا الالتهاب من إحباط وانزعاج وقلق لفشل العلاج التقليدي في إعطاء النتيجة المرجوة.
وفي الختام، ينصح باستشارة الطبيب على عجل في الحالات الآتية:
- إذا لم يشعر المصاب بأي تحسن ملموس بعد 24 ساعة على تناول الدواء.
- إذا ساءت الحالة الصحية العامة.
- إذا غدت الخصية (أو الخصيتان) مؤلمة ومزعجة في شكل مفاجئ.
- إذا أصيبت الخصية بالتورم.
- إذا وجدت الحمى مع واحد أو أكثر من العوارض المذكورة.
- إذا لوحظ وجود الحرقة خلال عملية التبوال.
- إذا شوهد خروج مفرزات من فوهة العضو.
د. أنور نعمة
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد