التطرف الاستيطاني يشيع التوتر في الخليل
صعد المستوطنون الإسرائيليون، أمس، اعتداءاتهم في الخليل، وحاول حشد منهم اقتحام منازل للفلسطينيين في المدينة، وقاموا برشق قوات الأمن الإسرائيلية بالحجارة. يأتي ذلك، في وقت تتواصل فيه التحضيرات لعقد جولة الحوار الفلسطيني في القاهرة في التاسع من تشرين الثاني الحالي، حيث عرضت حركة حماس ملاحظاتها على المسودة المصرية.
وذكرت صحيفة »يديعوت أحرونوت« أنّ حشدا من المستوطنين استخدموا الأطفال كدروع وهم يرشقون بالحجارة قوات الأمن. ويحاول المستوطنون إعادة بناء البؤر الاستيطانية التي هدمت فيها قوات الاحتلال الأسبوع الماضي منزلا تسكنه عائلتان، أقيم على أرض فلسطينية.
وتعهدت الحكومة الإسرائيلية بوقف المساعدات المباشرة وغير المباشرة عن المستوطنات العشوائية في الضفة الغربية. وهذه هي المرة الأولى التي تتخذ فيها الحكومة الإسرائيلية تعهدا مماثلا، مع أنها وعدت في السابق بتفكيك المستوطنات العشوائية ولم تف بذلك إلا في حالات نادرة.
ورأى رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ان الممارسات الأخيرة للمستوطنين في الخليل »لا تحتمل وغير مقبولة«، خصوصاً ان هذه الانتهاكات »ترافقها في معظم الأحيان أعمال عنف ضد قوات النظام«.
من جهته، وعد وزير الدفاع إيهود باراك بقمع أعمال العنف هذه بشدة. وقال »سنكافحهم بكل قوانا واتفقنا على سلسلة من الإجراءات لتعزيز تحركنا«.
وفي السياق، حذر رئيس جهاز الأمن الداخلي »شين بيت« يوفال ديسكين من أنّ اليمين الإسرائيلي المتطرف قد يلجأ إلى شن هجمات مسلحة لعرقلة أي اتفاق يجري التنازل بموجبه عن الضفة الغربية للفلسطينيين«.
من جهة ثانية، جددت حركة حماس موقفها الذي يرهن نجاح الحوار الوطني الفلسطيني بالتزام القاهرة إجراء التعديلات على رؤيتها لإنهاء الانقسام الداخلي، محذرة من أن عدم القيام بهذه التعديلات سيلقي بآثار سلبية على نتائج الحوار. وعرض المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري ملاحظات وتعديلات الحركة على المسودة المصرية، التي قال انها تقدم كل ما يريده الرئيس الفلسطيني محمود عباس من التمديد والتفويض.
ورفض أبو زهري »التفويض التلقائي« الذي منحته المسودة للرئيس الفلسطيني، مضيفاً »نحن نذهب للحوار لتحقيق المصالحة لا لتوفير غطاء لأبي مازن (عباس) للاستمرار في المفاوضات العقيمة، ونرفض النهج العبثي للمفاوضات فكيف سنوفر الغطاء«.
إلى ذلك، أبحرت »سفينة الأمل« التي أقلت ناشطين دوليين متضامنين مع غزة المحاصرة، من القطاع متوجهة إلى ميناء لارنكا القبرصي، حيث كان في استقبالها عدد كبير من أفراد الجالية الفلسطينية وأعضاء في حزب »آكيل« الشيوعي الحاكم ومنظمات المجتمع المدني.
وأعرب المتضامنون عن شكرهم للشعب الفلسطيني »على الحفاوة ومشاعر التقدير التي استقبلوهم بها رغم ظروف الحصار«، متعهدين بمواصلة الجهود على كافة المستويات على طريق رفع الحصار. وأشاروا في هذا الإطار إلى أنّ سفناً أخرى تنوي الإبحار قريباً إلى غزة.
وارتفعت حصيلة ضحايا الحصار الإسرائيلي على القطاع إلى ٢٥٥ شخصاً، حيث توفي، أمس، الطفل محمد رمزي العيناوي، ابن العام والنصف، بعدما رفضت سلطات الاحتلال السماح له بالسفر لتلقي العلاج من ضمور في الدماغ.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد