التحديات الاستراتيجية النووية التي ستواجهها اسرائيل
رأى تقرير اسرائيلي عسكري استراتيجي مصنف "سري للغاية" نشرت صحيفة "هآرتس" خطوطه العريضة امس، ان عددا من دول الشرق الاوسط الاسلامية قد تحذو حذو ايران وتسعى لامتلاك سلاح نووي، مشددا على ضرورة ان تعدل اسرائيل عقيدتها الدفاعية لمواجهة هذا الخطر الجديد.
والتقرير الواقع في 250 صفحة مخصص للتحديات الاستراتيجية التي ستواجهها اسرائيل خلال العقد المقبل، بهدف استبدال عقيدة امنية معتمدة منذ الخمسينات ولم يتم تحديثها يوما، ذكرت "هآرتس" أنه بعد حذف عدد من بنوده سيسمح لعدد قليل من المسؤولين الإسرائيليين بالاطلاع عليه. والتقرير من اعداد لجنة برئاسة وزير المالية السابق دان ميريدور عيّنها وزير الدفاع شاؤول موفاز بمصادقة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون، لكن الاخير رفض أن يكون في عضويتها وزير الدفاع الأسبق موشيه ارينز ورئيس الشاباك الأسبق عامي أيالون. وعقدت 52 اجتماعا خلال 18 شهرا.
وسلم التقرير الى كل من موفاز ورئيس الاركان دان حلوتس ورئيس الشاباك يوفال ديكسين ورئيس الموساد مئير دغان ومدير لجنة الطاقة النووية جدعون فرانك.
وخصص أحد الفصول الكبيرة في التقرير لما وصفه ب"التهديد النووي على إسرائيل" معتبرا أنه بمقدور إيران إشعال كل الشرق الأوسط وهي تشكل "تهديدا وجوديا" على الدولة العبرية. وتطرق التقرير إلى شكل الرد الإسرائيلي في حال حاولت إيران تنفيذ تجربة نووية، لكن "هآرتس" لم توضح ماهية الرد.
واشار التقرير الى ان دولا اسلامية اخرى من الشرق الاوسط قد تحذو حذو طهران وتسعى لحيازة القنبلة النووية، موصيا اسرائيل ب"ابقاء الالتباس مخيما" بشأن حيازتها اسلحة نووية، وبأن يعتمد الجيش الاسرائيلي على اسلحته عن بعد واستخباراته بدل تحركات القوات ولا سيما لمواجهة مخاطر هجمات باسلحة غير تقليدية ومخاطر ارهابية. ودعا التقرير الى تعزيز الاستقرار في الاردن معتبرا ان هذا البلد يرتدي "اهمية استراتيجية"، كما اوصى ايضا بتحويل مجلس الأمن القومي الإسرائيلي إلى "هيئة أركان مركزية" مكلفة التخطيط لخيارات الحكومة العسكرية.
وجاء في التقرير أن عملية صنع القرار في إسرائيل تنطوي على خلل ولا يتم إجراء بحث عميق وجدي في القضايا الأمنية، ولذلك اقترح أن يقوم بهذه العملية مجلس الأمن القومي قبل اتخاذ الحكومة قرارات أمنية وأن يشمل ذلك تشكيل لجنة فرعية متخصصة في شؤون الاستخبارات القومية. وأشار التقرير إلى أن إسرائيل ستواجه تغييرات استراتيجية كبيرة وسريعة "ويشمل ذلك تطورات تكنولوجية"، معتبرا أن إسرائيل تواجه "عالما مع مخاطر جديدة" وإلى جانب تهديد الأسلحة غير التقليدية هناك التهديد المركزي وهو "الإرهاب". وذكر أن "قدرة الردع أمام الإرهاب هي عملية معقدة وصعبة خصوصا عندما يتم مواجهة منطقة تفتقر إلى حكم هرمي".
وقال موفاز انه "للمرة الاولى منذ ايام الاباء المؤسسين للدولة، وضعت وثيقة رسمية امام قادة اسرائيل، تحدد وجهة نظر امنية شاملة، على المدى الحالي والطويل الامد".
وقال ميريدور، من جهته، ان "الخطر الايراني في محور التقرير وهو خطر جدي وكبير بالنسبة لنا وللعالم باسره" موضحا ان التقرير ينص على ان "عزم ايران على حيازة اسلحة ذرية والمخاطر الارهابية الناتجة عن الفلسطينيين والاسلاميين باتت تشكل (تحديات) اساسية". اضاف ان "الحرب التقليدية تبقى عاملا مهما ومن المهم بالتالي ان تحرص اسرائيل على عمقها الاستراتيجي ولو انه من الممكن التخلي عن اراض" فلسطينية.
واوضح ان هذا التقرير دقق في "سلسلة واسعة جدا من السيناريوهات والمشاكل بما في ذلك على الصعيد الاقتصادي وعلى صعيد اتخاذ القرارات". واورد ميريدور مثال العمليات الاستشهادية التي وقعت في اسرائيل منذ ايلول .2000 وقال "ادركنا بالتالي ان الخطوط الخلفية باتت هي الجبهة وتوجب علينا اخذ هذا الامر في الاعتبار ولا سيما في تنظيم عمليات الاغاثة".
وقال المتحدث باسم الحكومة رعنان غيسين، من جهته، ان التقرير الذي اقره موفاز، يلبي حاجة اسرائيل "لتغيير مفهومها الاستراتيجي ككل".
المصدر : وكالات
إضافة تعليق جديد