التجميل صناعة مربحة ضحيتها «مدمنون» ضيّعوا شكلهم
تدخل إلى غرفة العمليات بجسم ممتلئ ووجه بتكاوين تتراوح بين الحدّة والدقّة... لتخرج بعد ساعات ببطن مشدود يساهم في إظهار صدرها الجديد العارم، وأنف تظهر مقاييسه الجديدة والعصرية من تحت الشاش الأبيض، يساهم بدوره بإبراز امتلاء الشفتين المستجد... وتتحول إلى منافسة صعبة للمراهقات غير عابئة إذا كنّ بناتها.
تعود بداية عمليات التجميل في العالم إلى كونها وسيلة علاج لمن أصابهم تشوه بسبب حادث أو حريق أو لمن ولدوا بتشوهات خلقية مثل الشفاه الأرنبية أو الأنف المطموس المعالم أو أي مشكلة يمكن تعديلها، وكانت وقتها تعرف بالعمليات «التصحيحية».
أما اليوم، ومع تحول الشكل إلى هاجـس أسـاسـي لـدى كـثـير من النـاس حـول الـعـالـم، جـنـحت هـذه العـمليات لتـصــبح هـوســاً فـي أذهـان الـكـثيـريـن.
وإن كان الغرب المصـدر الأسـاس لصـناعـة التـجمـيل وأدواته، فإن العالم العربي يشـهد ازديـاداً مضطرداً في هذا المجال، حتى باتت بعض عواصم العالم العربي كـ«بيروت» و«دمشق» و«الدار البيضاء» مقصداً على الأقل من سيّاح عرب أو من أبناء الجالية العربية في عالم الاغتراب. وتبقى مقولة «ما زاد عـن حـده بالمـعنى نقـص»، أسـاساً ينـادي به البـعض من أجل الاعتدال في اللجوء إلى مثل هذه العمليات.
وإن كان عالم التجميل مرتبطاً إلى حد ما بالنساء، فإن الرجال أيضاً يتمتعون بحيز كبير في هذا المجال، ويعتبر ملك البوب الراحل مايكل جاكسون مثالاً صارخاً عن «المدمنين» على عمليات التجميل في العالم. عملية تلو الأخرى، وتكر السبحة، نفخ وشفط وتنحيف وتكبير وتصغير... أسماء ترتبط في شـكل مباشـر بالـعمـليات الـجراحية التجميلية، تبدأ بأنف وقد لا تنتهي بتغيير كلي بالشكل.
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد