البحرين: مواجهات عنيفة بين الأمن والمتظاهرين

20-10-2012

البحرين: مواجهات عنيفة بين الأمن والمتظاهرين

شهدت ضواحي العاصمة البحرينية المنامة، مساء أمس، اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن ومتظاهرين معارضين، أسفرت عن وقوع العديد من الإصابات، وسط حملة اعتقالات واسعة، وذلك بعد ساعات على مقتل شرطي في ما قالت وزارة الداخلية إنه عمل إرهابي مدبر استهدف دورية أمنية على أحد مداخل منطقة العكر في المحافظة الوسطى.
وأعلنت وزارة الداخلية في بيان أن «مجموعة من الإرهابيين قامت بقذف الأسياخ الحديدية والقنابل الحارقة مع حدوث انفجار قنبلة محلية الصنع أدت إلى تعرض رجلي أمن لإصابات بليغة، ما ادى الى وفاتهما». وقالت مصادر  إن الشرطي أصيب في الرأس، ويبلغ من العمر 20 عاماً، وهو من أصول باكستانية. متظاهرون بحرينيون يحملون لافتات تطالب بالإفراج عن الأطباء المعتقلين في المنامة أمس. («السفير»)
وشارك في تشييع الشرطي الآلاف الذين طالبوا بالقصاص، محملين السلطة مسؤولية حماية هؤلاء الذين يعملون لصالحها في مواجهة «الإرهابيين والمخربين»، بحسب تعبيرهم.
ودانت جمعية «الوفاق»، كبرى جماعات المعارضة، استهداف الشرطة، مشددة على ضرورة اتباع العمل السلمي ونبذ العنف من قبل كل الأطراف، ومذكرة بأن العنف حصد خلال شهر أرواح أربعة مواطنين ورجل شرطة، فضلاً عن عشرات الجرحى.
وقال القيادي في «الوفاق» السيد هادي الموسوي، «إدانتنا للعنف تأتي متسقة مع موقف الوفاق الثابت من الدعوة للعمل السلمي ونبذ العنف من أي جهة كانت».
ورد الموسوي على انتقادات الشارع المعارض لبيان «الوفاق»، بالقول إن «إدانتنا للعنف، هي إدانة للسلطة أكثر منها إدانة للشباب المحتج»، مضيفاً «نحن ندين الاعتداء على رجال الشرطة، ولكننا ندين أيضاً الهجوم المتواصل اليومي من قبل رجال الشرطة على المناطق والأهالي، وانتهاكات حقوق الإنسان التي يمارسها المنتسبون إلى السلطة، وإفلاتهم جميعاً من العقاب، بعد مقتل ما يتجاوز المئة من أبناء هذا الشعب».
وفي ختام تظاهرة المعارضة التي دعت لها الجمعيات السياسية المعارضة المتحالفة الخمس بالأمس والتي شارك فيها الآلاف، تحت شعار «جمعة الإرادة»، أكدت الجمعيات المعارضة على أن «ما بدأ في ١٤ فبراير (شباط) من العام الماضي لن يتوقف إلا بتحقيق المطالب»، مشددة على أن «التحول الديموقراطي ينهي حقبة الظلم والاستبداد وغياب الدولة الحقيقي».
وكانت إحدى الجمعيات السياسية المعارضة قد دعت السلطة في البحرين إلى الشروع الفوري في حوار وتفاوض جدي يفضي إلى نتائج متوافق عليها، ومغادرة دائرة المراوحة التي تعمق الانقسام السياسي والطائفي في البلاد، ونبذ الحلول الأمنية التي لم تجد في أي من البلدان التي سارت عليها.
وقالت جمعية «العمل الوطني الديمقراطي» («وعد»)، في بيان، «إن الأزمة في البحرين هي أزمة سياسية دستورية بامتياز ولا يمكن حلها عبر العنف أو استخدام القوة المفرطة، بل من خلال الحوار والتفاوض الجاد الذي يفضي إلى نتائج متوافق عليها بين مكونات المجتمع البحريني».
ورفضت «وعد» استفراد أي طرف بالحل في وطن هو لجميع أبنائه، وأضافت «لا يحق لأي طرف التصرف فيه بمفرده واللعب بمقدراته والقفز على أي من مكوناته».
إلى ذلك، قامت قوات الأمن أمس بتطويق العاصمة المنامة والانتشار في أزقتها وطرقاتها الداخلية لمنع التظاهر بعد دعوة من «ائتلاف الرابع عشر من فبراير» لتظاهرات فيها تلبية لدعوة الناشط الحقوقي والمعتقل السياسي نبيل رجب الذي يرى أن التظاهر في المنامة يلفت الانتباه أكثر من القرى.
وشهدت العديد من القرى خلال الأيام القليلة الماضية تظاهرات ليلية تضامناً مع الكادر الطبي المعتقل الذي يقضي أحكاما بالسجن تتراوح بين شهر وخمس سنوات. وقد بدأ الأطباء إضراباً عن الطعام منذ يوم الأحد الماضي. وقرر زملاؤهم من أفراد الطاقم الطبي الإضراب عن الطعام لمدة يوم واحد فقط اليوم، مطالبين بإطلاق سراحهم وإسقاط التهم الموجهة ضدهم.
ورفعت التظاهرات شعارات تحذر من المساس بقيادات المعارضة وتستنكر استدعاء الأمين العام لجمعية «الوفاق» الشيخ علي سلمان للتحقيق. ونددت بالتهديدات المبطنة للمرجع الشيعي الشيخ عيسى قاسم.
وانتهت بعض التظاهرات باعتقالات وإصابات في صفوف المحتجين بعد استخدام الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص الانشطاري (الشوزن) الممنوع.
وكانت المعارضة قد شيعت الأربعاء الماضي رجلاً مسناً قضى متأثراً بمضاعفات خلفها استنشاقه الغازات المسيلة للدموع التي أطلقت بشكل متعمد داخل منزله من قبل قوات الشرطة، بحسب بيان لجمعية «الوفاق».
من جهة ثانية، أطلق سراح الناشط الحقوقي محمد المسقطي وهو رئيس «جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان» بعد استدعائه للتحقيق في أحد مراكز الأمن، حيث وجهت له تهم المشاركة في مسيرة غير مرخصة والقيام بأعمال عنف. وأحيل للنيابة العامة ثم أفرج عنه بعد يوم واحد.
ووردت أنباء أن عدداً من السياسيين الذي يقضون عقوبات تصل إلى السجن مدى الحياة بعد اتهامهم بالانخراط في تنظيم يهدف لقلب نظام الحكم بالقوة قد أضربوا عن الطعام بسبب المعاملة السيئة التي يتلقونها داخل السجن.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...