البابا: تضامني مع اليهود كامل وليس محل تساؤل
عبر البابا بندكت السادس عشر امس، عن »تضامنه الكامل« مع اليهود، مشددا على ان هذا التضامن »ليس محل تساؤل«، في محاولة لتخفيف التوترات بعدما أغضب أحد الأساقفة الكاثوليك التقليديين اليهود عندما شكك بالمحرقة بالحجم الذي يتحدثون عنه.
وقال البابا ان محاولة إبادة اليهود في المحرقة يجب ان تبقى تحذيرا لكل البشرية. وندد »بقتل ملايين اليهود الأبرياء من دون رحمة نتيجة للعنصرية العمياء والكراهية الدينية« وهو يتذكر زيارته في العام ٢٠٠٦ الى معسكر اوشفيتز.
وكان الأسقف البريطاني المولد ريتشارد وليامسون، أحد أربعة أساقفة تقليديين أعيدوا الى الكنيسة الكاثوليكية يوم السبت الماضي بعد حرمانهم عقب الإدلاء بتصريحات تنفي الحجم الكامل للمحرقة النازية ليهود أوروبا كما يتقبلها التيار السائد للمؤرخين.
وقال وليامسون للتلفزيون السويدي في مقابلة أذيعت منذ أسبوع »اعتقد انه لم تكن هناك غرف للغاز«، وان ٣٠٠ الف يهودي فقط هم الذين هلكوا في المعتقلات النازية وليس ستة ملايين. وأثارت المقابلة غضبا عارما بين زعماء اليهود والكاثوليك التقدميين الذين قال كثيرون منهم ان هذه المقابلة ألقت بظلال قاتمة على خمسين عاما من الحوار المسيحي اليهودي.
وقد طلب بندكت من الأساقفة الأربعة الاعتراف »بسلطة البابا والمجمع الفاتيكاني الثاني« الذي اسقط تقليدا مسيحيا ينسب الى اليهود مسؤولية قتل المسيح. وقال »يجب ان تكون المحرقة بالنسبة للجميع تحذيرا ضد النسيان والانكار والتبسيط«، من دون اي إشارة مباشرة الى تصريحات وليامسون.
واعتبر حاخام روما الأكبر ريكاردو دي سيني، ان هذا الإعلان كان »ضروريا وهو موضع ترحيب لانه يساهم في توضيح (كلام) ملتبس سواء بالنسبة لإنكار (المحرقة) او للالتزام بالمجلس الفاتيكاني الثاني«.
وكانت الحاخامية الكبرى في اسرائيل اعلنت قطع العلاقات مع الفاتيكان وألغت لقاء مع »لجنة العلاقات الدينية مع واليهود« كان مقرراً في آذار في روما. ووجه المدير العام للحاخامية أوديد وينر رسالة الى رئيس اللجنة الكاردينال والتر كاسبر أبلغه فيها أنه »سيكون من الصعب مواصلة الحوار من دون اعتذار علني ورجوع (وليامسون) عن كلامه«.
وفيما اعتبرت منظمات يهودية ان كلمة البابا »غير كافية«، قال المتحدث باسم الفاتيكان الأب فيديريكو لومباردو أنه يأمل أن تكون كلمات البابا »اكثر من كافية لكل من شكك بنظرته ونظرة الكنيسة« الى المحرقة، متمنياً أن يحول ذلك دون قطع العلاقات بشكل دائم بين الحاخامية والكرسي الرسولي.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد