الانفلات الأمني يملأ الفراغ السياسي في اليمن وغارات أميركية تضرب في الجنوب

تواصل التدهور الامني في شمال اليمن كما في جنوبه امس في وقت تعيش البلاد فراغا سياسيا خطيرا بانتظار حلول موعد الانتخابات الرئاسية في 21 شباط المقبل لتنصيب عبد ربه منصور هادي، نائب الرئيس المعزول علي عبد الله صالح، رئيساً يمنياً. وفيما خطف مسلحون 6 أشخاص منهم 4 موظفي إغاثة أجانب شمال غربي صنعاء، وقتل 15 من مسلحي تنظيم «القاعدة» بغارات اميركية في الجنوب، تعرّض وزير الاعلام اليمني علي العمراني لمحاولة اغتيال لم تسفر عن إصابته.
وقال عبد الباسط القاعدي، مساعد العمراني، إن «مجهولين فتحوا النار على سيارة الوزير» في محاولة لاغتياله، وذلك بعد الاجتماع الوزاري الأسبوعي ثم فروا، مؤكدا ان الوزير لم يصب. واستقال العمراني من حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، الذي يرأسه صالح، بعد اندلاع احتجاجات شعبية تطالب بتنحي الاخير عن منصبه بعد 33 عاما في السلطة، وانضم لمعارضيه. وعين وزيرا للإعلام في حكومة ائتلافية بين المعارضة وحزب المؤتمر بعدما وقع صالح على اتفاق لنقل السلطة إلى نائبه عبد ربه منصور هادي في خطوة تهدف إلى إبعاد البلاد عن شبح الحرب الاهلية.
في هذه الأثناء، خطف مسلحون ستة أشخاص هم أربعة موظفي إغاثة أجانب، إضافة الى سائقين يمنيين شمال غربي صنعاء. وقالت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) ان «جماعة مسلحة في وادي الأهجر في مديرية شبام كوكبان في محافظة المحويت، أقدمت على اختطاف 6 أشخاص من موظفي منظمة الاغاثة العالمية» هم سائقان يمنيان وموظفتان عربيتان وألماني وكولومبي. والموظفتان المخطوفتان إحداهما فلسطينية والاخرى عراقية. وأكد موظف في الامم المتحدة في صنعاء الحادث، وقال ان الموظفين الستة يعملون في مكتب تنسيق الشؤون الانسانية.
ونقلت الوكالة عن الأمين العام للمجلس المحلي في محافظة المحويت علي احمد الزيكم انه تم خطف الستة «بينما كانوا في طريق عودتهم من مخيم النازحين في مديرية حرض في محافظة حجة باتجاه العاصمة صنعاء».
وقالت الوكالة ان الخاطفين يطالبون بإطلاق شخص يدعى علي غانم الزبيري «وهو محتجز بالسجن المركزي في صنعاء على خلفية قضية جنائية وانه جار الآن التفاوض معهم». وأضافت انه «تم إرسال لجنة وساطة برئاسة المدير العام للمديرية شبام كوكبان وعدد من مشايخ ووجهاء المنطقة للتفاوض مع الخاطفين وما زالت الجهود مستمرة ونأمل التوصل إلى حل جذري في اسرع وقت».
من جهة اخرى، قتل 15 من مسلحي تنظيم «القاعدة» بينهم قادة محليون في أربع غارات ليلية استهدفت مواقع للتنظيم في جنوب اليمن شنتها طائرات أميركية، بحسب ما أعلن مسؤول عسكري. وأفاد أعيان من القبائل ان غارتين استهدفتا مدرسة كان قادة محليون في «القاعدة» يعقدون اجتماعا فيها قرابة منتصف ليل الاثنين ـ الثلاثاء، أوقعت 12 قتيلا، في حين استهدفت غارة ثالثة سيارة رباعية الدفع قرب المدرسة. وقالت المصادر ان الغارت استهدفت «مواقع تتحصن فيها» القاعدة في ضواحي بلدتي الوضيع ولودر في محافظة أبين، حيث يحظى التنظيم بوجود ملحوظ.

المصدر: وكالات