الانتهاكات الدينية تتفاقم حول العالم

12-10-2012

الانتهاكات الدينية تتفاقم حول العالم

بيّن آخر استطلاع سنوي للرأي، أجراه مركز «بيو» الأميركي للبحوث في الفترة الممتدة ما بين منتصف العام 2009 ومنتصف العام 2010، أنّ وضع الحريات الدينية يتردّى في القارّات الخمس، وأنّ انتهاكات حرية العبادة تسجّل تصاعدًا واضحًا ومتزايدًا، بغضّ النّظر عن الأعمال العدوانية في داخل هذه المجتمعات، والتدابير التي تتخذها البلدان المعنية لمواجهة هذه الموجة، إذ إنّ ثلاثة من كلّ أربعة أشخاص حول العالم يعيشون في بلدٍ يفرض قيودًا شديدة على الحريات الدينية و/أو يشهد كراهية اجتماعية تجاه أتباع ديانات معيّنة. ويُعزى هذا الرقم المرتفع إلى الاكتظاظ السكاني في بعض البلدان الأكثر تقييدًا للحريات الدينية.
وأظهر هذا الاستطلاع في منتصف العام 2009 أنّ حكومات 31 في المئة من البلدان المئة والسبعة والتسعين التي شملتها الدراسة تفرض قيودًا شديدة أو شديدة جدًّا على الحريات الدينية، فيما ازدادت هذه النسبة لتبلغ 37 في المئة في منتصف العام 2010.
اعتُبرت مصر في العام 2010، وفي عهد حسني مبارك، الدولة الأكثر تقييدًا للحريات الدينية، وفق معايير الدراسة التي تتراوح من موقف السلطات الحاكمة إزاء حالات تغيير الدين، إلى المعاملة التفضيلية لبعض الجماعات الدينية؛ والدول التي تتبع مصر من حيث تقييد الحريات الدينية هي إندونيسيا، ثمّ جزر المالديف، فالمملكة العربية السعودية، ثمّ أفغانستان. وتحتلّ الباكستان المرتبة الأولى في سلّم الأعمال العدوانية التي تتصمّن ترهيب أتباع ديانة ما، وإثارة الفتن بين الأديان المختلفة في داخل المجتمع؛ ويقترب من الباكستان كلّ من الهند، ثمّ سريلانكا، فالعراق وبنغلادش.
وتشدّد الدراسة على عامل جديد لم يؤخذ في الحسبان من قبل، هو أنّ الحواجز الكثيرة التي تعيق ممارسة حرية العبادة، لم تعد حكرًا على بلدان تسجّل انتهاكات فاضحة للحريات الدينية، مثل نيجيريا التي تُعدّ ساحة مشرّعة على شتى أعمال العنف الخطيرة بين المسلمين والمسيحيين؛ بل امتدّت لتشمل بلدانًا تُعتبر فيها هذه الانتهاكات قليلة نسبيًّا، حتى يومنا هذا على الأقل، وإن اختلفت طبيعة القيود الدينية فيها. ففي الولايات المتحدة مثلاً، انتقل مستوى القيود الدينية من منخفض إلى متوسط في السنوات الأخيرة، ومردّ ذلك بالدرجة الأولى إلى الصعوبة المتزايدة في الحصول على رخص بناء المقامات الدينية من جهة، وتواتر الحوادث ذات الطابع الديني في المجتمع الأميركي.
وتبقى كوريا الشمالية الدولة الأكثر تقييدًا للحريات الدينية في العالم، غير أنّ معدّي هذا التقرير لم يتمكنوا من وضع دراسة مستندة إلى المعايير المجتمعية فيها لشدة انغلاق المجتمع الكوري الشمالي على ذاته.
وتجدر الإشارة إلى أنّ القيود الحكومية استهدفت المسيحيين في خمسة وتسعين بلدًا، والمسلمين في أربعة وسبعين بلدًا، والسيخ والزرادشتيين في أربعين بلدًا، واليهود في واحد وعشرين بلدًا، والهندوسيين في ثلاثة عشر بلدًا، والبوذيين في أحد عشر بلدًا، وأتباع الديانات التقليدية الأفريقية في عشرة بلدان، وذلك بحسب استطلاع العام 2010.

تقرير صادر عن مركز «بيو»، الأميركي للبحوث.
ترجمة: أسيل الحاج- السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...