الاستثمارات الصناعية في خمس سنوات من دون معلم

السنوات الخمس الماضية كانت حافلة بالعديد من الطروحات والاقتراحات الاقتصادية الرامية لمناقشة مستقبل شركات القطاع العام الصناعي وسبل تفعيل دورها الاقتصادي وحل ما تعانيه من مشاكل...

وربما الاحصائيات الصادرة عن وزارة الصناعة المتعلقة بحجم الاستثمارات الموظفة بين عامي 2001 ـ 2005 وقيمة الناتج المحلي الاجمالي توضح كثيرا من جوانب العمل الصناعي العام... ‏

وتشير الاحصائيات الى ان حجم الاستثمارات في وزارة الصناعة والمؤسسات والجهات التابعة لها بلغ خلال الاعوام الخمسة المذكورة نحو 33.837 مليار ليرة بنسب مختلفة في كل عام بحيث ان هذه الاستثمارات كانت ترتفع في عام وتنقص في آخر واحيانا يصل الفارق الى نحو ملياري ليرة ومن جانب آخر فإن قيمة المبيعات التي سجلتها تحديدا المؤسسات التابعة لوزارة الصناعة بلغت نحو 390 ـ 430 مليار ليرة، كما ان الصادرات بلغت قيمتها حوالي 1.839 مليار دولار وهي نسبة قليلة قياسا بحجم الناتج المحلي لهذه المؤسسات والذي بلغ نحو 151.398 مليار ليرة سورية... والمخزون حاليا يبلغ نحو 17.414 مليار ليرة سورية. ‏

في جانب الاستثمارات الموظفة في المؤسسات توضح الاحصائيات الصادرة عن مديرية التخطيط والاحصاء ان قيمة ما تم استثماره في المؤسسة العامة النسيجية بلغ خلال السنوات الخمس 2001 ـ 2005 حوالي 9.617 مليارات ليرة وهي استثمارات غير متكافئة مع الحاجة المطبقة لاعادة تأهيل شركات الغزل والنسيج وتطوير عملها عبر تزويدها بخطوط انتاج جديدة مع العلم ان حجم الناتج المحلي للمؤسسة بلغ 24.258 مليار ليرة سورية. ‏

الاستثمارات في المؤسسة العامة الغذائية كانت اقل ومتدنية قياسا بأوضاع شركات المؤسسة ولا سيما الخاسرة منها والتي هي بحاجة الى حلول اقتصادية متكاملة حيث بلغ حجم الاستثمارات الموظفة نحو 1.806 مليار ليرة سورية وكان الناتج المحلي الاجمالي 5.916 مليارات ليرة سورية. ‏

ولم تبتعد الاستثمارات الموظفة خلال نفس الفترة المذكورة سابقا في الهندسية عمّا وظف في الغذائية، حيث تشير الاحصائيات الى توظيف استثمارات بقيمة 1.928 مليار ليرة فيما كانت قيمة الناتج المحلي 12.786 مليار ليرة. ‏

المؤسسة الكيميائية سجلت استثماراتها قيمة أعلى حيث كانت خلال تلك الفترة قرابة 2.164 مليار ليرة سورية والناتج المحلي الاجمالي سجل رقما جيداً بلغ 19.559 مليار ليرة اما مؤسسة السكر فظل رقم الاستثمارات فيها محدوداً ولم يتجاوز 2.488 مليار ليرة فيما كان الناتج المحلي الاجمالي للمؤسسة يبلغ 4.960 مليارات ليرة سورية. ‏

في مؤسسة الاقطان هناك تباين واضح بين حجم ما تم استثماره خلال السنوات الماضية 2001 ـ 2005 وبين حجم الناتج المحلي الاجمالي لها، اذ ان الاستثمارات لم تتعد 1.608 مليار ليرة سورية بينما حقق الناتج المحلي للمؤسسة قيمة تجاوزت 29 مليار ليرة سورية.

وفي مؤسسة التبغ كان الناتج المحلي الاجمالي يتجاوز 51 مليار ليرة خلال السنوات الخمس فيما كانت الاستثمارات 6.540 مليارات ليرة سورية. ‏

قد تكون الاستثمارات في معظم المؤسسات قليلة قياسا بالحاجة الفعلية لتطوير عمل الشركات العامة الصناعية، لكن يجب النظر الى ان تطوير هذه الشركات يجب ان يبنى على خطط تدريجية توازن بين الاستثمارات وحجم الانتاج وبالتالي قيمة الناتج المحلي ومصادر التمويل المتاحة.

المصدر: تشرين