الإدارة الأميركية تتذمر علناً من نتنياهو وتشدده في المفاوضات
شرعت الإدارة الأميركية بإبداء التذمر شبه العلني من الحكومة الإسرائيلية، وموقفها من العملية السياسية. وعدا عن التسريبات التي يقف خلفها مسؤولون أميركيون برز في الأيام الأخيرة موقف المعلق في صحيفة «نيويورك تايمز» توم فريدمان المنتقد بشدة لإسرائيل. ورأت أوساط إسرائيلية أن اللسان هو لفريدمان، لكنه يلهج بما يفكر فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما.
ويوم أمس أشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أن الإدارة الأميركية تشعر بالخيبة من سلوك إسرائيل في كل ما يتعلق بالمفاوضات السياسية، وأنها في الدوائر المغلقة توجه انتقادات شديدة لمن يديرها من الطرف الإسرائيلي المحامي اسحق مولخو.
ونقلت الإذاعة عن بعض هذه الأوساط قولها إن «مولخو لا يدير المفاوضات بقصد التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين، وإنما ينشغل في الدفاع عن موقف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. ويقضي مولخو وقته في تفسير مواقف نتنياهو وتبريرها، وبشكل أقل في محاولة التفاهم مع الفلسطينيين. ويلحظ أنه ينشغل كثيرا بالقضايا المتناهية الصغر، بدلا من تقديم تنازلات كبيرة».
وأشارت إذاعة الجيش إلى أن مولخو لا يعمل بتمويل من الحكومة، وأنه يقدم خدمة شخصية في ترؤسه لطاقم المفاوضات الإسرائيلي. وقالت إن مولخو يدفع جزءا من مصاريف سفره وتنقلاته في أميركا من جيبه الشخصي. ويقول المقربون منه انه شخص براغماتي وليس من رجال اليمين المتطرف أو الأيديولوجي، وإنما من خط وسط الساحة السياسية الإسرائيلية.
ورفض مستشار نتنياهو الإعلامي الاتهامات الأميركية، قائلا ان المسؤولين «في الولايات المتحدة يعرفون أن مولخو شخص ذو تجربة وخبير جدا في إدارة المفاوضات. كما أنه موثوق وصاحب أهلية ويحتفظ بالأسرار. والأميركيون يعرفون أنه في كل مرة يفتح فيها فمه فإنه يمثل إسرائيل مئة في المئة».
من جهة ثانية، كشف المعلق فريدمان المستور من غضب الإدارة الأميركية على إسرائيل. وأفصح عن ذلك أولا في مقالة في «نيويورك تايمز» وصف فيها إسرائيل بالطفل المدلل الذي لا يعرف مصلحته. غير أنه في مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي حمل بشدة على الحكومة الإسرائيلية التي تخسر صداقة الحليف الوحيد الباقي لها في العالم. وأشار إلى أن «الأميركيين ضجروا من إسرائيل ومن الشرق الأوسط»، وألقى بالمسؤولية عن ذلك على كاهل الحكومة الإسرائيلية.
وأشار في مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي إلى أن الأميركيين الذين يعانون من أزمة اقتصادية «ضجروا من إسرائيل ومن الصراع في الشرق الأوسط»، مشددا على أن «الجيل الجديد من الأميركيين لا يفهم ببساطة سبب عدم التوصل إلى حل في الشرق الأوسط ولماذا ينبغي للولايات المتحدة أن تواصل ضخ الأموال وإسرائيل لا تقدم لذلك أي مقابل».
وقال إن نتنياهو هو الزعيم الوحيد في إسرائيل المؤهل لصنع السلام. وأضاف «أنا أؤمن بنتنياهو». ومع ذلك قال ان إسرائيل في تعاملها مع الولايات المتحدة في كل ما يتعلق بالعملية السياسية تطالب أولا بأن تحصل على الثمن مقدما وأن يجيد الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنشاد «هتكفا» (النشيد الوطني الإسرائيلي) بلغة «الييديش» ومن دون لكنة وكل ذلك من دون ضمان التقدم بالعملية السياسية. وأبدى غضبه على حكومة ليست على استعداد أن تلبي طلبا بتجميد الاستيطان لمدة شهرين لإدارة أميركية تدفع لها المليارات في كل عام. واعتبر أن إسرائيل تخسر أميركا، وأن هذا سيلحق ضررا بالغا بالأمن القومي الإسرائيلي.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد