الإخوان عادوا من جديد عن طريق (حضّانات الأطفال)

 د.سامح عسكر: في نهاية التسعينات اتخذت مصر قرارا شجاعا بوقف تمويل الكتاتيب ومراكز حفظ القرآن المنتشرة في الجمهورية، والسبب أن الإخوان والسلفيين نجحوا بالسيطرة على تلك الكتاتيب منذ السبعينات وجعلوها منبرا سياسيا، فاتخذت الدولة قرارا بمنعها..

لكن الإخوان عادوا من جديد عن طريق (حضّانات الأطفال) التي أنفق عليها ببذخ من جمعيات خيرية موالية للجماعة، وللأسف كانت تحصل تلك الجمعيات على دعايا حكومية كبيرة مبنية على جهل فادح بمصادرها الفكرية وانتماءها السياسي..
نفس خطيئة شركات توظيف الأموال ورعاية الدولة لها تكررت بالحرف..

المرشد الإخواني مأمون الهضيبي اتخذ قرارا غاية في الذكاء، فبعد هذا القرار وضع خطة بإنشاء والتوسع في (حضّانات الأطفال) التي من خلالها يعود الكُتّاب من خلال التنظيم، وبالفعل نجحت الخطة بإنشاء آلاف الحضّانات التي من خلالها نشروا فكر الجماعة في عقول الصغار..

ثم وضع المرشد هذا القرار كمطلب أساسي على رأس برنامج الجماعة في انتخابات مجلس الشعب سنة 2000 إضافة لمطالب أخرى بزيادة ميزانية الأزهر وتحصين شيخه ومطالب أخرى..
تخيل حضرتك

طفل يعيش داخل حضّانة تابعة للإخوان والسلفيين، ثم يخرج منها ليدخل معهدا أزهريا ومدارس دينية مختلفة، ماذا تتوقع أن يخرج بقناعات؟..وهل هذا الطفل لديه فرصة لابتكار أي شئ أو يؤمن بالحرية والحداثة؟

للأسف فهناك جيل كامل من الشباب نشأ بهذه الطريقة، ولم يحصل على فرصته بالتفكير حتى صار أسلوب الحفظ والتلقين ومبادئ السمع والطاعة واليقين الجازم بقدسية الأئمة هي ركن سادس في الإسلام يحرم تجاوزه، وكله بفضل الدولة التي تساهلت مع تلك الجمعيات والحضّانات في البداية، وتساهم الآن بكل أسف في تمكين مدارس الأزهر وعدم مراقبة مناهجها التعليمية التي تنخر كالسوس في مفاصل 100 مليون مصري غير المغتربين