الأميركيون يعملون أكثر مما يتسوقون
أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة نيويورك تايمز بالتعاون مع سي بي أس نيوز أن الأميركيين بدؤوا يعملون ويلجؤون إلى النشاطات أكثر مما يشترون، وذلك بسبب الأزمة المالية وتداعياتها التي تعصف بالبلاد.
وقال أكثر من نصف المشمولين بالاستطلاع إنهم يقضون وقتا أقل في شراء الكماليات، وينفقون أموالا أقل بالمتاجر وعبر الإنترنت.
واضطرت نسبة كبيرة من الأميركيين إلى تغيير أنماط حياتهم، فأخذوا يقضون أوقاتا إضافية مع العائلة والأصدقاء، ويشغلون أنفسهم في الطبخ والبستنة والقراءة ومشاهدة التلفزيون فضلا عن الانخراط في هويات أخرى.
وحتى آخر استطلاع لوزارة العمل حول التعاطي مع الوقت، أظهر أن الأميركيين قضوا عام 2008 وقتا أقل في شراء السلع والخدمات وأكثر في الطبخ والمشاركة بالنشاطات الدينية والمدنية المنظمة، مقارنة بعام 2005.
واتضح كذلك تأثير الأزمة الاقتصادية بالمجال الثقافي، فبينما أظهرت دراسة جديدة أن حضور الجمهور المتاحف والفعاليات الثقافية انخفض بالفترة الواقعة بين 2002 و2008، فقد قفز عام 2009.
وحتى في ميامي التي اشتهرت بالمادية، فإن تجار التجزئة تعرضوا للضرر مع بحث الجمهور عن النشاطات الرخيصة مثل اليوغا.
علماء النفس من جانبهم دأبوا على مدى سنوات على القول إن الخبرات المشتركة مثل الرحلات قد تحقق سعادة طويلة الأمد أكثر مما تحققه أحدث دمية للأطفال.
الممرضة المتقاعدة باربرا كوريكانيك (73 عاما) باتت تصنع الخبز بنفسها حتى تعتاد على الاستقلالية، داعية إلى العودة إلى زمن الاعتماد على النفس لا على المال والنظام المالي والحكومة.
جيل الشباب الذي يكتوي لأول مرة بنار الركود الاقتصادي لجأ هو الآخر إلى تغيير نمط حياته، فقد قالت ميغان ستالينغس إن التجارب التي تعلمتها بالرحلات حين كان الدولار ضعيفا جلبت لها ذكريات أجمل مما جلبته النصب التذكارية.
غير أن ثمة محاذير قد تنطوي عليها الأنماط الجديدة بالاستهلاك، حيث يحذر خبراء الاقتصاد من أن ذلك سيحد من التعافي.
المصدر: الجزيرة نقلاً عن نيويورك تايمز
إضافة تعليق جديد