الأمم المتحدة: اليمن ينهار أمام أعيننا
اصطدم مسار المفاوضات بين اليمنيين بالعراقيل السياسية ما يعني تمديد عمر الازمة فيما تصاعدت التحذيرات من دخول البلاد في نفق مظلم، قد تكون نهايته انهياراً بحسب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أو حرباً أهلية كما رآها المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر، بينما يستغل تنظيم «القاعدة» الفراغ لبسط نفوذ إرهابه.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمام مجلس الأمن الدولي أمس، إن اليمن «ينهار أمام أعيننا»، داعياً إلى التحرك لوقف انزلاق البلاد نحو الفوضى.
وأضاف بان أنه «لا يمكن أن نتنحّى جانباً ونتفرّج» على الوضع في اليمن، مشدداً على أنه «يجب أن نفعل كل ما في وسعنا لمساعدة اليمن في التراجع عن حافة الهاوية وإعادة العملية السياسية إلى مسارها».
من جانبه، أكد المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر أن العملية الانتقالية في اليمن «أصبحت في مهبّ الريح».
وقال بن عمر في كلمة خاطب بها مجلس الأمن الدولي أمس، إن اليمن «أمام مفترق طرق إما العودة إلى الحوار أو الانزلاق إلى حرب أهلية».
وأضاف بن عمر أن «الإعلان الدستوري الذي أعلنه الحوثيون من جانب واحد مرفوض من قبل الأحزاب السياسية الرئيسية في البلاد»، محذراً من أن الظروف القائمة في اليمن من انفلات أمني وغياب للسلطة، قد تسهّل من تقوية تنظيم «القاعدة».
وكان المبعوث الأممي حذر من أن اليمــن أصبــح «على شفا الحرب الأهلية»، واتهم جميع الأطراف بالمساهمة في الاضطراب السياسي والاقتصادي.
وقال بن عمر في مقابلة مع قناتي «العربية» و «الحدث»، «نحن نعتبر أن الوضع خطير جداً. واليمن على حافة الدخول في حرب أهلية».
وأضاف أن اقتصاد اليمن يواجه انهياراً وشيكاً، ودعا إلى مزيد من الحوار للتوصل إلى تسوية سلمية، معتبراً أن «على الطبقة السياسية أن تتحمّل المسؤولية. كلهم شركاء في ما وصل إليه الوضع. كلهم ارتكبوا أخطاء وحماقات».
والجدير بالذكر، أن دول الخليج تعمل على صياغة موقف مشترك تجاه الوضع في اليمن، ستعلن عنه يوم غد السبت، مع انعقاد اجتماع وزراء خارجية دول المجلس.
في هذا الوقت، دعا الحوثيون أمس، أعضاء مجلس النواب اليمني للاجتماع يوم الاثنين المقبل في القصر الجمهوري في صنعاء للتشاور.
ووفقاً لوكالة الأنباء الرسمية، فإن «اللجنة الثورية» دعت في اجتماع لها برئاسة رئيسها محمد علي الحوثي، «أعضاء مجلس النواب للحضور إلى القصر الجمهوري يوم الاثنين المقبل في الساعة العاشرة صباحاً (بتوقيت اليمن) للتشاور».
وأضافت أن «الدعوة تأتي بناء على المادة السادسة من الإعلان الدستوري الصادر يوم الجمعة الماضي»، والتي تنص على أنه «يشكل من اللجنة الثورية مجلس وطني انتقالي عدد أعضائه 551 عضواً يحلّ محلّ مجلس النواب المنحلّ ويشمل المكونات غير الممثلة فيه، ويحق لأعضاء المجلس المنحل الانضمام إليه».
من جهة أخرى، سيطر مسلحون من تنظيم «القاعدة» أمس، على معسكر «اللواء 19 مشاة» في محافظة شبوة في جنوب اليمن، بعد مواجهات أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص من الطرفين، بحسب ما أفاد مصدر محلي.
وأضاف المصدر أن «ثلاثة جنود وأربعة من القاعدة قتلوا في اشتباكات انتهت بسيطرة أنصار الشريعة (التسمية التي يتخذها القاعدة في الجنوب) على معسكر اللواء 19 مشاة في بيحان» التابعة لمحافظة شبوة.
وأكد تنظيم «القاعدة» في بيان عبر «تويتر» السيطرة الكاملة على معسكر «اللواء التابع للجيش المتحوّث»، نسبة إلى الحوثيين. ونشر التنظيم صوراً لعناصره داخل المعسكر ولعدد من جنود «اللواء 19» الذين تمّ أسرهم، فضلاً عن صور لعناصر التنظيم وهم يرفعون رايتهم على بوابة المعسكر.
وتمكن مسلحو «القاعدة» من احتجاز عشرات الجنود، إلا أن مصدراً قبلياً أكد الإفراج عن الجنود بعد وساطة قبلية وبعد تخلّي الجنود عن أسلحتهم.
وفي هذا السياق، قال مصدر عسكري في شبوة لوكالة «فرانس برس» إن عناصر «القاعدة» استولوا على كميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة من هذا المعسكر. وأضاف أن «المعدات التي تم نهبها من المعسكر هي 30 دبابة و90 مركبة عسكرية و25 مصفحة و28 مدفعاً».
إلى ذلك، اعتبر الحوثيون أن إغلاق السفارات الغربية في العاصمة اليمنية «غير مبرر»، مؤكدين في الوقت ذاته استعدادهم لإعادة المركبات الأميركية التي استولوا عليها للأمم المتحدة.
وقال مسؤول العلاقات الخارجية في «أنصار الله» حسين العزي إن «القرارات التي اتخذتها بعض الدول الغربية بإغلاق سفاراتها في صنعاء غير مبررة على الإطلاق»، وإنها تأتي في سياق «الضغط على شعبنا في ما صنعه من تحولات عظيمة على طريق عزته وكرامته وسيادته واستقلاله وامتلاك قراره السياسي».
وفي هذا السياق، قال سلاح مشاة البحرية الأميركية فجر أمس، إن أفراده دمروا أسلحتهم الشخصية في المطار في صنعاء قبل مغادرة اليمن، ولم يسلّموها لأحد.
وأضاف سلاح مشاة البحرية في بيان أن القوة الأمنية التابعة له لم يكن معها سوى أسلحتها الشخصية عندما غادرت السفارة إلى المطار بعد تدمير الأسلحة الأخرى في السفارة.
وحين سئل متحدث في وقت سابق عما إذا كانت الأسلحة التي أخذها مشاة البحرية إلى المطار قد سلّمت للمقاتلين الحوثيين، قال إن هذا ليس واضحاً ولكن من المعتقد «أنهم سلّموها لمسؤولين حكوميين في المطار قبل أن يستقلوا الطائرة».
وأشار بيان سلاح المشاة إلى أن القوة سلّمت أسلحتها تالفة لدى وصولها إلى المطار، مضيفاً: «كي نكون واضحين... لم يسلّم أي جندي من مشاة البحرية سلاحاً لحوثي أو تمّ أخذه منه».
وكالات
إضافة تعليق جديد