اكتشاف 200 نوع من السرطان ترجع لحقب ما قبل التاريخ
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية أن علماء الآثار تمكنوا عبر عشرات السنين من الكشف عن نحو 200 نوع من السرطان ترجع لحقب ما قبل التاريخ متسائلة فيما إذا كان هذا الرقم كبيرا أم ضئيلا في ظل صعوبة استخلاص نتائج إحصائية من العظام القديمة.
وأضافت الصحيفة انه لدى اكتشافهم مقبرة تعود للسكوثيين وهم شعب بدوي متنقل في إقليم توفا في روسيا قبل نحو عشر سنوات قال علماء الآثار إنهم عثروا على منجم ذهب لانه بالنسبة لعلماء الأمراض القديمة باليو باثولوجيا كان الكنز الحقيقي يتمثل في عدد كبير من الأورام والتي نخرت في كل عظمة من عظام الرجل الذي تم العثور على رفاته.
وذكرت الصحيفة أن التشخيص أظهر أنها أقدم حالة معروفة لتنقل خلايا السرطان لان الخلايا الخبيثة التي قضت على الغدة المصابة بالسرطان تحركت حسب نمط معروف تاركة ندبات يمكن التعرف عليها وان البروتينات التي تم استخلاصها من العظام ثبت إصابتها بما يسمى بي إس ايه أو المضاد البروستاتي النوعي.
وأوضحت الصحيفة أن السرطان الذي طالما يعتقد أنه مرض حديث كان يلازم الانسان منذ وقت طويل غير أن ما يختلف العلماء بشأنه هو مدى تطور المرض بسبب منجزات الحضارة.
ولفتت الصحيفة إلى أن تقريرا حديثا أعده اثنان من العلماء ونشر في مجلة نيتشر ريفيوز كانسر وهي دورية طبية شهرية راجعا فيه تاريخ انتشار المرض قديما وخلصا إلى انه كان هناك انتشار نادر للخلايا الخبيثة بشكل كبير في البقايا البشرية القديمة.
ونقلت الصحيفة عن ايه روزالي ديفيد من جامعة مانشستر بانكلترا و مايكل آر زيمرمان من جامعة فيلانوفا بولاية بنسلفانيا قولهما إن ندرة السرطان في الهياكل البشرية القديمة توحي بأن تلك العوامل قاصرة على المجتمعات التي تتأثر بنمط الحياة المعاصرة ومشكلاتها مثل استخدام التبغ والتلوث الناتج عن الصناعة كما تشمل ايضا عدة عوامل مساعدة للإصابة بالمرض مثل السمنة والعادات الغذائية وعوامل أخرى غالبا ما تترك الحضارة أثرها عليها.
وتابعت الصحيفة أن روبرت ايه واينبرغ الباحث المتخصص في الأمراض السرطانية بمعهد وايتهيد للأبحاث الطبية الحيوية بجامعة كامبريدج البريطانية ومؤلف كتاب بيولوجيا السرطان كشف انه لا يوجد سبب يجعلهم يعتقدون أن السرطان مرض حديث فقد كان أقل انتشارا في الازمنة الغابرة لأن الناس كانوا يقضون نحبهم عند منتصف العمر لأسباب أخرى.
وأضاف ان هناك اعتبارا آخر يتمثل في الثورة التي طرأت على التكنولوجيا الطبية إذ يمكننا الآن تشخيص الكثير من أنواع السرطانات مثل سرطان الثدي والبروستات والتي لم ترصد في السابق ودخلت القبر مع حاملها عندما مات لأسباب أخرى غير ذات صلة.
وقالت الصحيفة انه بأخذ كل هذه العوامل في الاعتبار هناك مشكلة أساسية تتعلق بتقدير معدلات الإصابة بالسرطان قديما إذ ربما لايبدو عدد 200 حالة مشتبه بها بالاصابة بالسرطان كبيرا لكن ندرة الشواهد ليست دليلا على الندرة.
وأشارت الصحيفة إلى ان الاورام قد تظل مختبئة داخل العظام وتلك التي تنخر طريقها خارجة قد تؤدي إلى تفتت العظام واختفائها لافتة إلى ان جهود علماء الآثار لم تتمخض سوى عن كشف النقاب عن النذر اليسير من جبل من العظام خلفه أسلافنا القدماء وان ليس هناك سبيل لمعرفة ما الذي يختبئ تحتها.
يذكر ان السرطان كلمة يونانية أطلق عليه هذا الاسم من قبل أبوقراط منذ عهود ما قبل الميلاد وذلك لأنه يشبه سرطان البحر ويتكون من كتلة لها تشعبات داخل أنسجة الجسم تماما مثل أرجل سرطان البحر وهو عبارة عن مجموعة خلايا يحصل بها أو ببعضها خلل معروف أو غير معروف السبب فتخرج عن سيطرة انظمة الجسم وتبدأ بالانقسام العشوائي في أي عضو من اعضاء الجسم ما يؤدي إلى فقدان السيطرة على نواح عديدة منها سرعة انقسام وتكاثر هذه الخلايا والتغيرات غير الطبيعية وسلوكها داخل الجسم المريض ثم تنتشر هذه الخلايا في أماكن اخرى من الجسم بعدة طرق.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد