اشتداد المعارك في محيط «الفيجة»: الحل العسكري خياراً
سرت شائعات عديدة عن استعادة الجيش السوري السيطرة على عين الفيجة، غرب العاصمة السورية، كان هدفها وفق ما بدا، إعطاء معنويات للشارع الدمشقي المحروم مياه النبع الحيوي، منذ أكثر من 10 أيام. في وقت أكدت فيه مصادر ميدانية أن نشر مثل هذه الأخبار المتسرعة سيؤثر في الشارع السوري الصابر، ويصيبه بالخيبة. اعتماد سكان دمشق ــ هذه الأيام ــ على 30% فقط من مواردها المائية، التي توفّرها آبار صغيرة على أطراف العاصمة تعويضاً عن خسارة مياه نبع الفيجة، جعل الحياة وسط المدينة معاناةً لا تحتمل.
ومن جانبها، حاولت فرق المصالحة المحلية الضغط لحل الملف الشائك، بالتوازي مع استمرار العمل العسكري في المنطقة، فيما أكّدت مصادر ميدانية أن «الجيش لم يدخل بعد إلى قرية عين الفيجة التي تحوي النبع، بالرغم من تحقيق عدة خروقات ضمن دفاعات مسلحي (جبهة النصرة)، الرافضين لأية تسوية في المنطقة». الخروق التي ذكرتها المصادر حدثت قبل أيام على محور الجبال المحيطة بالنبع، ما مكّن الجيش من فصل قرية دير مقرن عن منطقة نبع الفيجة، وسمحت باقتراب وحدات المشاة من النبع لتصبح على بعد 400 متر تقريباً عنه.
تقدم وحدات المشاة أعقبه تراجع سريع، كان سببه عوامل الجو، وخشية القيادة الميدانية من وقوع القوات البرية في كمائن، باعتبارها تحاول إحداث الخرق المنتظر من دون مساعدة آليات ودبابات، بفعل طبيعة المنطقة الوعرة. ووفق المصادر الميدانية، فقد عادت وحدات المشاة من الجيش وحلفائه إلى التقدم أمس، من قرية بسيمة المجاورة للسيطرة عليها، بما يمكّنها من الوصول إلى قرية عين الخضرة، وهو تقدم يكفل الإشراف على قرية نبع الفيجة. وتوضح المصادر أن «الدخول إلى النبع من جهة الجبال المحيطة صعب جداً، وهذا ما أثبتته تجربة تقدم سابقة أدت إلى وقوع القوات في فخ الحصار، ما يتطلب دراسة إمكان التقدم وفق مراحل ميدانية ثابتة».
مئات المدنيين من أبناء قرى وادي بردى حاولوا الهرب من جحيم المعارك في قرى الوادي وبلداته خلال الأيام الفائتة، لتفادي اتخاذهم دروعاً بشرية من قبل مسلحي «جبهة النصرة» وباقي الفصائل المسلحة، والوصول إلى أقرب نقطة للجيش السوري، قبل أن تبلغ الاشتباكات أشدها، أمس. ومع بقاء ما يزيد على 2000 مسلح في واحدة من أهم النقاط حيوية وأهمية غرب العاصمة، أصدرت «الهيئات الثورية»، أول من أمس، بياناً أكدت خلاله استعدادها لتسهيل وصول فرق من الصليب الأحمر والأمم المتحدة، بهدف معاينة وضع نبع الفيجة. وتعهد البيان بضمان مساعدة ورشات الإصلاح وصيانة النبع، في مقابل وقف إطلاق النار من قبل الجيش وحلفائه وفك الحصار عن المنطقة وإدخال المواد الغذائية والأدوية ومواد البناء. وقد يشكّل حرص البيان على استجلاب تدخل خارجي في ملف المصالحة، منطلقاً لرفض دمشق التجاوب مع مطالب مسلحي وادي بردى، وهو ما يأخذ الوضع إلى مزيد من التأزم، ويؤجل الحل الجذري لأزمة المياه في دمشق.
مرح ماشي
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد