اشتباكات في طرابلس وناشطو بنغازي يطالبون بإسقاط المجلس الانتقالي وتنحية عبد الجليل

13-12-2011

اشتباكات في طرابلس وناشطو بنغازي يطالبون بإسقاط المجلس الانتقالي وتنحية عبد الجليل

تجدّدت الاشتباكات المسلحة في ليبيا بين قبيلتي الزنتان والمشاشية، جنوب غرب طرابلس، بعد اتهامات وجّهت للمشاشية بموالاة العقيد الراحل معمّر القذافي، وذلك غداة اشتباكات وقعت في مطار طرابلس عندما حاولت عناصر تابعة للجيش الليبي الجديد السيطرة على المطار من مقاتلي الزنتان.
 
جاء هذا في ظل مخاوف من عدم السيطرة على المقاتلين الذين أطاحوا بنظام القذافي تحت لواء المجلس الوطني الانتقالي، وتحولهم إلى عدة ميليشيات متنافسة خاصة في ظل رفضهم مغادرة العاصمة والعودة لمدنهم.
في موازاة هذه المخاوف، فإن تحركاً نوعياً بدأ في مدينة بنغازي معقل الاحتجاجات التي بدأت ضد نظام القذافي في منتصف شباط، حيث بدأ عشرات من الناشطين في منظمات المجتمع المدني بعد ظهر أمس الإثنين اعتصاماً مفتوحاً بميدان الشجرة الذي يعتبر مركز انطلاق «الثورة»، وذلك فيما وصفوه بـ«ثورة لتصحيح المسار».وطالب الشباب بـ«إسقاط» أعلى سلطة في ليبيا والمتمثلة في المجلس الوطني الانتقالي مرددين هتافات «الشعب يريد إسقاط الانتقالي، لا للمتسلقين».
ومن المقرر أن يتوجه المعتصمون إلى مقر المجلس الانتقالي في المدينة للاعتصام بداخله حتى تتحقق مطالبهم، وفي مقدمة مطالبهم «تنحية رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل ونائبه عبد الحفيظ غوقة من منصبيهما، إضافة إلى جميع من عمل مع نظام القذافي» بحسب منشورات يوزعونها، كما طالبوا المجلس باعتماد «مبدأ الشفافية»، وأكدوا «عدم السماح لأعضائه في أن يكونوا أعضاء في المؤتمر الوطني المنتخب المرتقب» وهو المجلس التأسيسي الذي سيتم انتخابه لوضع دستور ليبيا الجديد.
واتهمت قبيلة المشاشية مقاتلي الزنتان بقصف مدينتهم بصواريخ (جراد) وانتهاك حرمات بيوت العائلات، وقطع الماء والكهرباء عن المدينة، فيما قال المقاتلون: إن المشاشية قاموا باختطاف عدد من الأشخاص من بينهم ضباط في الجيش الوطني.
وأكد مقاتلو الزنتان في بيان نشر على موقع المركز الإعلامي لمدينتهم، أن «ثوار 17 شباط من جميع مناطق الغرب الليبي، يشنون الآن هجوماً كاسحاً لتطهير ليبيا من بقايا قوات القذافي المتمركزة في منطقة الشقيقة التي يقطنها المشاشية»، وذكر الموقع نفسه أن «قبيلة المشاشية أقدمت على قتل القائد الميداني من الزنتان سلامة المبروك سلامة واعتقلت شيخ الثورة الطاهر الجديع الذي كثيراً ما ظهر عبر تلفزيونات العالم وهو يحرّض أبناء قبيلته على الإطاحة بنظام القذافي».
واعترف مقاتلو الزنتان بمحاصرتهم بلدة الشقيقة التي يقطنها المشاشية، وقالوا إنها «أصبحت تشكل خطراً كبيراً على أمن ليبيا»، واعتبروا أن «أهل المشاشية خارجون عن القانون ويملكون أسلحة موجهة لكل الليبيين».
ورغم المناوشات واستخدام الأسلحة المختلفة بين القبيلتين المتجاورتين، إلا أن الحكومة الليبية أو المجلس الانتقالي، لم يعلنا بعد عن أي موقف حيال الأمر، وتُضاف هذه الحادثة إلى جانب حوادث متكررة أشارت إلى أن المقاتلين الذين شاركوا بالإطاحة بالنظام السابق، ليسوا منتظمين بصف واحد، وليس لهم قيادة موحدة وهم بمعظمهم يدينون بالولاء لقياداتهم الميدانية أو القبلية.
وفي إطار مشابه، قال رئيس المجلس العسكري في غرب ليبيا مختار فرنانة: إن مقاتليه لن يغادروا العاصمة الليبية و«لن يسلموا أسلحتهم» قبل بناء جيش وطني، معتبراً أن وزارتي الدفاع والداخلية لا تملكان القوة الكافية لحفظ الأمن في العاصمة، ودعا فرنانة المجلس الانتقالي إلى تعيين قائد أعلى للقوات المسلحة.
وأمهل مجلس مدينة طرابلس الميليشيات من بلدات أخرى حتى 20 كانون الأول للعودة إلى بلداتهم. وقال رئيس المجلس إنهم في حالة تجاهلها للمهلة فسيجري إغلاق كل الطرق المؤدية للمدينة أمام كل السيارات باستثناء تلك التابعة لوزارتي الدفاع والداخلية.
لكن بعض الميليشيات تعتقد أن انسحابها سيؤدي إلى إحداث فراغ تشغله ميليشيات أخرى منافسة، على حين أكد المتحدث باسم الجيش الوطني العقيد محمد باني أن الجيش لن يسمح بتكرار ذلك في إطار تصميمه على إنهاء فوضى السلاح.
ويوم السبت حاولت قوات من الجيش الوطني الجديد تسلم السيطرة على المطار من مقاتلي الزنتان، إلا أن اشتباكاً وقع بين الطرفين ولم يهدأ إلا بوساطة من رئيس المجلس عبد الجليل.
إلى ذلك، كشف الوزير الجزائري المنتدب المكلف شؤون الجالية في الخارج حليم بن عطا اللـه أن 99% من الجزائريين غادروا ليبيا منذ بداية الأزمة في هذا البلد.
ونشرت الصحف الجزائرية أكثر من مرة أخباراً عن تعرض الجالية الجزائرية لاعتداءات على يد «الثوار» الليبيين بسبب اتهامهم الحكومة الجزائرية بالوقوف إلى جانب العقيد القذافي، وهو ما نفته الجزائر في أكثر من مناسبة.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...