استمرار هبوب العاصفة ضد اسقف كانتربري
لم تنجح على ما يبدو محاولات أسقفية كانتربري لتهدئة الجدل، بعد دعوة رئيسها روان وليامز إلى تطبيق جزئي للشريعة الإسلامية في بريطانيا، حيث انضم الرئيس السابق للكنيسة الانغليكانية جورج كاري إلى جموع منتقدي وليامز، وإن أحجم عن دعوته إلى الاستقالة.
إلا أن هذه التصريحات حظيت بـ«ترحيب» الأزهــر، الذي قال وكيله الشــيخ عبد الفتاح علام ان تصريحات ولــيامز «إيجابية الاتجــاه ولــها مردود طيب لدى المسلمين لأنــها تشجع على تفعيل الحـوار بــين الثقــافات».
ويتعرّض وليامز، الزعيم الروحي لـ77 مليون انغليكاني في العالم، لانتقادات تطالبه بالاستقالة منذ أن قال ان تبني بعض أوجه الشريعة الإسلامية في بريطانيا «أمر لا مفر منه»، وهي تصريحات فسّرتها صحيفة «ذي صن» البريطانية بأنها «تشجع الإرهابيين الإسلاميين»!
وأصدرت أسقفية كانتربري أمس الأول بيانا أوضحت فيه «ما قاله وليامز فعلا»، حيث دعا إلى التعامل «بعقل منفتح» مع الشريعة الإسلامية، على غرار الطريقة التي تُعامل بها «الشريعة اليهودية، حيث يسمح لليهود باستخدام محاكمهم لتسوية بعض القضايا». وأكّدت أن وليامز «لم يقدم أي مقترحات متعلقة بالشريعة، ولم يدع إلى اعتماد قوانين موازية للقانون المدني»، وإنما قال «ان بعض أحكام الشريعة معترف بها في مجتمعنا».
إلا أن كاري قال لصحيفة «صنداي تلغراف» أمس ان «المسلمين يمثلون أقل من 3 في المئة من البريطانيين. وبرنامج لإدخال جزئي لأحكام الشريعة في القانون، سيكون كارثياً، ولا أريد حتى تصور تبعاته على تماسك مجتمعنا». وفي حديث لصحيفة «نيوز اوف ذي وورلد»، دافع كاري عن وليامز ووصفه بأنه «زعيم عظيم» ولا حاجة لأن يستقيل بسبب تصريحاته.
من جهته قال الكاردينال كورماك مورفي اوكــونور، الزعيم الروحي لملايين من الكاثــوليك في إنكلترا وويلز «لا أؤمن بمجــتمع متعدد الثقافات»، فـ«عنــدما يأتي الأفراد إلى بريطانــيا عليهم أن يحترموا القوانــين البريــطانية».
أما عضو مجمع الأساقفة أليسون روف فاعتبرت أن وليامز «لم يعد الرجل المناسب لهذه الوظيفة.. وأن (دعوته) في أسوأ الأحوال غير لائقة سياسيا وفي أسوأ الأحوال محض حماقة»، فيما قال الأسقف جورج كاسيدي انه شعر بالحزن من «رد الفعل الهيستيري» على تصريحات وليامز.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد