ارتفاع في أسعاراللحوم والخضروالفواكه وسوق العقارات يخيم عليه الجمود
لاتزال أصداء وانعكاسات أخبار تدني أداء الاقتصاد العالمي تتردد هنا وهناك ويخيم شبح القلق على كل جنبات المعمورة فالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي يؤكدان أن الاقتصاد العالمي لم يشهد مرحلة من السوء كتلك التي يعيشها حالياً وذلك منذ الحرب العالمية الثانية.. فمعدلات النمو تراجعت الى مستويات متدنية جداً.. والكساد سيد الموقف.. وشبح التسريح يؤرق حياة آلاف الأسر يومياً في كل دولة من دول الاتحاد الأوروبي وأميركا وغيرها من البلدان.. كما أن فقدان الوظائف نتيجة الصعوبات التي تواجهها الشركات والمؤسسات أدى إلى حدوث حالات من التشرد كما حدث قبل أيام في ولاية كاليفورنيا الأميركية.. فأصبح العشرات بل المئات نزلاء الخيام.. وظاهرة الإفلاس والإنكماش وقلة التصريف تتفاعل وتتعمق باستمرار.. مما اضطر كل الحكومات المعنية الى صياغة برامج مساعدات اجتماعية ودعم للمؤسسات المتعثرة.. لكي يتم وضع حد لمسيرة التراجع في الأداء والافلاسات المستمرة والخسائر المتواصلة.
كل المختصين والمتابعين لشؤون الاقتصاد العالمي يشيرون إلى أن الأزمة المالية ليست طارئة لأن لها أسباب عميقة ضربت العمود الفقري للاقتصادات الوطنية تمثلت بقلة السيولة وتراجع الإنتاج الذي نجم عنه كساد وانكماش في الاستهلاك وتدني في معدلات التداول.
وقد أشار أكثر من مسؤول ان الخوف والقلق يتمثل في ان يطول أمد الأزمة المالية فالمعنيون الروس أشاروا الى ان الأزمة لم تبلغ ذروتها بعد وان عام 2010 سيكون العام الأشد مرارة.. فالأزمة المالية شملت كل شيء الدول الغنية والصناعية والنفطية وحتى التي تعتمد على السياحة في مواردها ودخلها الوطني.. فهناك العديد من الدول التي كانت تعتمد في دخلها وتوفير فرص العمل لمواطنيها على السياحة.. لكن التوقعات ترجِّح تراجع الحركة السياحية على مستوى العالم بسبب ضعف السيولة وتراجع دخل الفرد على مستوى العالم كله.. لذلك فإن كل الاقتصاديات التي تقوم على السياحة ستكون صعوباتها تقريباً مضاعفة.. أما بالنسبة للدول التي تعتمد بشكل ما على تحويلات أبنائها المغتربين فستواجه صعوبات في توفير القطع وتراجع السيولة وفقدان فرص العمل بالنسبة لأبنائها المغتربين وعودتهم الى أوطانهم وتحولهم الى عاطلين جدداً.
أما بالنسبة لنا في سورية فإن الأزمة باتت واقعاً يدركه الجميع وإن بدرجات مختلفة لكن في كل الأحوال فإن الأمر مهما بلغ من السوء فإن الواقع السوري يعد الأقل تأثراً قياساً بالكثير من الدول العربية والأجنبية.. كما ان الأزمة بدأت تنعكس بأشكال عديدة في سلوكيات الناس وأولها اعتماد سياسة الترشيد في استهلاك كل شيء والاكتفاء بالضروريات.. فالسيولة والخوف من الغد يسيطر على سلوك الجميع.. فمن كان يشتري الخضر والفواكه بالصندوق تحول الى نصف الكغ والكيلو غرام.
كل السلع والمواد يمكن ان يصيبها الكساد والبوار ويمكن ان يستغني الانسان عن حاجته إليها أو يقلل من ابتياعها باستثناء سلعة واحدة هي الطعام.. فمطاعم الوجبات السريعة تعد حالياً من أفضل المهن التي مازالت بمنأى عن حالة الانكماش والكساد.. لذلك تجد العاملين غير آبهين أو غير مدركين لواقع باقي المهن.. فهم يحكمون على الأسواق من زاويتهم الخاصة.. في حين يشكو أصحاب المطاعم الكبيرة من تراجع عدد الرواد وتنشط في نفس الوقت وتائر العمل في مطاعم الوجبات السريعة.. وقد انعكس ذلك في تحويل العديد من المكاتب العقارية وحملات بيع الألبسة الى مطاعم لتقديم الوجبات السريعة.
شهد الأسبوع الماضي تسجيل تراجع جديد في أسعار الأعلاف تمثل بانخفاض سعر طن الشعير بمقدار 750 ل.س ليباع حالياً بـ 9500 وتراجعت أسعار الصويا بمقدار خمسمئة ليرة للطن الواحد ليباع الطن حالياً بـ 18.750 ألف ل.س والذرة تراجعت بمقدار 250 ل.س ليباع الطن بـ 10.250 ألف ل.س لكن أسعار الفروج توجهت نحو الأعلى ليباع الكغ الواحد بين 130 ـ 135 ل.س جملة لأصحاب مطاعم الفروج كما ارتفعت أسعار غنم العواس 15 ل.س ليباع الكغ الحي بـ 225 ل.س أما البيض فتراجع قليلاً ليباع الصحن الواحد بـ 125 والحجم الصغير بأقل من مئة ليرة في الأسواق الشعبية.. كما ان الأمطار الأخيرة مازالت تؤثر انخفاضاً في أسعار التبن الذي يباع الكغ الواحد منه بين 8 الى 10 ل.س والطحين على حاله بـ 20 ل.س والقمح بين 13 ـ 14 ل.س.
تعد أسعار الإسمنت والحديد مؤشراً مهماً على واقع حركة البناء والتشييد فلم يعد هناك سوق سوداء للإسمنت وأصبحت المادة متوفرة بالسعر الرسمي 6250ل.س للطن، بل إن مراكز عمران عادت لبيع خمسة أطنان على البطاقة العائلية، أما الحديد المستخدم في تسليح الأبنية فانخفضت أسعار الطن الواحد منه بمقدار ألف ليرة ليباع حالياً بـ22.5 ألف ليرة.. أما بالنسبة لتجارة العقارات فتعد الفترة الحالية الأسوأ لهذا النوع من التجارة منذ أكثر من عشرين عاماً... فأسعار الأراضي تتراجع باستمرار، أما أسعار الشقق والمساكن فهي متماسكة في مدينة دمشق مثل أحياء: تنظيم كفرسوسة ـ مالكي ـ مهاجرين، لكن باقي الأحياء والضواحي فبلغت نسبة تراجعها حوالي 20 ـ 30%، وفي الوقت نفسه لاتزال حركة بيع واستثمار وإيجار المحلات التجارية ناشطة لأنها تشكل وعاء ادخارياً وتعد مصدراً للدخل من خلال المهن التي تمارس بها.. لكن المهن المرتبطة بالبناء مثل: معماري ـ طيان ـ دهان ـ نجار ـ تمديدات صحية ـ منجور ألمنيوم... الخ فتحول العاملون فيها الى شبه عاطلين عن العمل بسبب حالة الركود وقلة السيولة، وتراجع حركة البناء والعمران.
أسعار الخضر والفواكه مقبولة ومنطقية لمثل هذه الفترة من العام رغم أن العديد من الأنواع تنتج في بيوت محمية مع ما يعنيه ذلك من ارتفاع التكاليف.. كما أن سوء الحالة المادية للمستهلكين جعل أسعار التفاح الشتوي تتراجع بنسبة وصلت الى 20 ـ 30% قياساً لبداية الموسم.. لكن بالوصول الى المواد الأساسية نجد أن أسعار الرز مازالت أعلى من مثيلاتها في الدول المجاورة كما يقول البعض، والسكر على حاله بين 28 ـ 35ل.س لكن الأجبان أسعارها عالية جداً فالنوع البلدي الأبيض يباع بـ200ل.س والحليب بين 30 ـ 35ل.س، وبالوصول الى أسعار الألبسة يمكن أن يلحظ الفارق الكبير بالأسعار الذي يصل الى نسبة 100% بين الأسواق الشعبية الحميدية والحريقة وغيرها في أبو رمانة والقصاع والحمراء.
أخيراً بيع غرام الذهب يوم أمس في السوق السورية بـ1230 وأغلقت بورصة نيويورك على 928.5 دولاراً للأونصة الواحدة، كما صرف الدولار بـ47.75 واليورو بـ61.25.
أسعار بعض المواد
قبل أسبوع-------------حالياً
الشعير 10.250-------------9.5
القمح 13 ـ 14-------------13 ـ 14
الصويا 19.250-------------18.75
الذرة 10.500-------------10.250
الفروج 120-------------130 ـ 135
البيض 130-------------125
الطحين 20-------------20
غنم العواس الحي 210-------------225
الحديد 23.5-------------22.5
الاسمنت 6250-------------6250
الذهب 1235-------------1230
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد