اختلاس أثمان السكر المقنن في استهلاكية درعا وتوقيف مدير الاستهلاكية وآخرين على خلفية الفساد
استغل عامل بيع في فرع المؤسسة العامة الاستهلاكية بدرعا فترة الهجمات الإرهابية الشرسة التي تعرضت لها مدينة درعا خلال الصيف الفائت، ولم يسدد الذمم المالية المترتبة عليه وغادر إلى المناطق التي تقع خارج السيطرة ولم يعد إلى عمله ولم يسدد المبلغ المترتب في ذمته الواسعة رغم الاتصالات المتكررة به ومحاولات دفعه لسداد المبلغ، وبعد أن أثير الموضوع لدى الجهات المعنية تم توقيف مدير فرع الاستهلاكية ومسؤول المجمع الاستهلاكي بدرعا، واستدعي آخرون للتحقيق معهم لاسيما رؤساء دوائر الحسابات والرقابة الداخلية ومحاسبة المجمع الاستهلاكي بدرعا وأمينة صندوقه، وأحيل الموضوع إلى فرع الجهاز المركزي للرقابة المالية الذي يقوم حالياً بالنظر في الأمور والقضايا المثارة ويجري التدقيق والتحقيق في محاضر الجرد والمستندات والقيود وغيرها من الوثائق والثبوتيات ذات الصلة، والبائن من القضية حتى الآن هو أن بائع مقنن مادة السكر المتواري عن الأنظار قام خلال الصيف الفائت بتوزيع مقنن السكر وسدد القسائم التموينية لكمية تصل نحو 100 طن دون أن يسلم المبالغ المستحقة ثمناً لها إلى صندوق فرع المؤسسة والمقدرة على أساس سعر الكيلو الواحد 50 ليرة سورية بأكثر من 5 ملايين ليرة سورية مبدئياً.
وفي حال حسب على السعر الحرّ الذي يباع في منافذ القطاع العام حالياً بقيمة 175 ليرة سورية للكيلو الواحد سيتضاعف المبلغ ثلاث مرات ونصف، وفي حال حسب على سعر الحر في السوق الخاص حالياً سيتضاعف المبلغ أكثر من أربع مرات.
وذكرت بعض المصادر المطلعة أن آخر جرد تم على عامل البيع الذي قام بالاختلاس كان بتاريخ 30/4/2015 وحينها كانت الذمة المترتبة عليه صفراً، وعملية الاختلاس كانت بعدها أي من 1/5- 25/6/2015 آخر ظهور له في الفرع، حيث توارى بعدها عن الأنظار ولم يعد رغم الاتصالات المتكررة معه من قبل فرع المؤسسة، وأوضحت المصادر أنه إضافة للكمية المسددة قسائمها دون أن تسدد قيمتها المالية هناك نحو 8 أطنان لم تسدد لا قسائمها ولا قيمتها المالية.
تجاه ما تقدم تطرح تساؤلات عدة في مقدمتها، لماذا لم يُتابع العامل المختلس في عملية تسديده للذمم أو لقيمة مبيعاته بشكل يومي، وهل من المسموح أن تبقى في حوزته هذه الكتلة المالية الكبيرة لعدة أيام، وأين القائمون معه على العمل خاصة وأن عمليات توزيع مادة السكر المقنن كان يشرف ويشارك فيها العديد من موظفي الفرع، وهل يعقل أن موظفاً صغيراً استطاع أن يفعل فعلته هذه وحده دون أن يتنبه لها أحد؟
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد