إيران تلوّح برفع التخصيب وترفض دور فرنسا

20-10-2009

إيران تلوّح برفع التخصيب وترفض دور فرنسا

النتيجة البناءة، «الى حد ما»، للاجتماع التقني في فيينا امس، لم تبدد إشارات التشدد النووي الايراني، «المفاجئة»، قبل دقائق من المحادثات التي يأمل الغرب في ان تؤدي الى اتفاق، يمنح البرنامج النووي الإيراني بعضاً من الغطاء الدولي. وإذا لم يحصل هذا الأمر، وبالطريقة «المرجوة في طهران»، فإن أجهزة تخصيب اليورانيوم في منشأة نتانز، لن تتوانى عن رفع مستوى التخصيب، الذي لن يتوقف أبداً، على اية حال، بنسبته المنخفضة.
الموقف الايراني المتصلب، الذي يتوقع دبلوماسيون غربيون ان يؤدي الى «إعادة فتح العديد» من المسائل التي كانت القوى الكبرى تتصور انها توصلت لاتفاق مبدئي بشأنها، يأتي فيما كانت ايران تشيع قتلى التفجير الانتحاري في سيستان بلوشستان، الذي أودى بحياة 42 شخصاً، بينهم مجموعة من قادة الحرس الثوري، وسط اتهامات متجددة لبريطانيا والولايات المتحدة بالتورط في الاعتداء، والتوعد بالرد على دعم «القوى الاستكبارية» للمتورطين. عسكريون إيرانيون يراقبون موكب تشييع ضحايا تفجير سيستان في زاهدان أمس
وبعد نحو ثلاث ساعات من المحادثات بين ايران والولايات المتحدة وروسيا وفرنسا في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، قال المدير العام للوكالة محمد البرادعي «لقد كان اجتماعاً بناء الى حد ما، وشهدنا بداية جيدة، حيث تمت مناقشة غالبية المسائل التقنية»، موضحا ان المحادثات ستستأنف اليوم الثلاثاء. وقد امتنع السفير الايراني لدى الوكالة الدولية علي أصغر سلطانية، عن التصريح عقب اللقاء، واكتفى بالقول «أؤكد ما قاله المدير العام».
وتدور المحادثات حول اقتراح بتخصيب اليورانيوم الايراني في
روسيا، ثم في فرنسا، للوصول الى مستوى تخصيب كافٍ لإنتاج الوقود اللازم لتشغيل مفاعل الأبحاث الايراني في طهران، الذي يستخدم في مجالات طبية. وجمعت ايران نحو 1500 كلغ من اليورانيوم الضعيف التخصيب في مركز نتانز، ومن المفترض ان تسلم 1200 كلغ منها الى روسيا وفرنسا.
غير ان طهران فاجأت الفرنسيين قبيل دخول قاعة الاجتماع بوقت قصير، حيث اعلن التلفزيون الحكومي ان ايران لن تتعامل بشكل مباشر مع فرنسا إذ انها لم تلتزم بتوريد «مواد نووية» في السابق، كما أنها «لا تملك سجلاً مقبولاً» في ما يتعلق بهذه المسألة. وذكرت وسائل إعلام إيرانية، ان سبباً آخر لعدم رغبة إيران في التعامل مع فرنسا، هو المزاعم عن «تدخل فرنسي» في جهود الوكالة الذرية وإيران لتحسين التعاون بين الجانبين.
في موازاة ذلك، اعلنت طهران انها لن تتردد في تخصيب اليورانيوم بدرجة 19,75 بنفسها، في حال عدم التوصل إلى اتفاق في فيينا. وقال المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي شيرزاديان، انه لن يكون من المجدي اقتصادياً بالنسبة لإيران ان تزيد من تخصيب اليورانيوم منخفض التخصيب داخل البلاد لإنتاج ما بين 150 و300 كلغ من المادة التي تحتاجها للمفاعل، لكنها ستفعل ذلك إذا لم تحقق محادثات فيينا «النتائج المرجوة في إيران».
واوضح شيرزاديان ان «أنشطة إيران لإنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 5 في المئة ستستمر.. ولن نتخلى أبدا عن حقنا (في تخصيب اليورانيوم)»، مشدداً على ان «توفير الوقود لمفاعل طهران، يمثل اختباراً جيداً لمعرفة ما إذا كان الغرب يتعامل بنزاهة مع إيران». وتابع «بهذا الاقتراح، لا تريد إيران سوى خفض التكاليف والبرهنة على إرادتها في التفاهم مع الدول الأخرى، لكن هذا لا يعني وقف التخصيب في ايران او نقل نشاطات التخصيب الى خارج البلاد».
ولم ترسل ايران الى محادثات فيينا، سوى وفد فني منخفض المستوى بقيادة سفيرها لدى الوكالة الذرية، بدلاً من رئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية، الأمر الذي يشير الى انها قد لا تكون مستعدة للتوصل الى اتفاق نهائي هذا الأسبوع. وقال دبلوماسي غربي بارز ان «الأيام القليلة المقبلة قد تعيد فتح العديد مما كنا نتصور أننا توصلنا لاتفاق مبدئي بشأنه».
ويرى دبلوماسيون أن الاتهامات الإيرانية للولايات المتحدة وبريطانيا بالتورط في تفجير سيستان بلوشستان، الذي قتل فيه 42 شخصاً، بينهم ستة من كبار قادة الحرس الثوري، قد تخيّم على المحادثات كذلك. غير ان الباحث الاميركي من اصل ايراني رضا أصلان، يرفض ربط الاعتداء الانتحاري، بالمحادثات النووية، رغم ان التفجير وقع قبل لقاء فيينا بساعات قليلة. ويوضح  ان «الهجوم نفذته جماعة جند الله السنية المتطرفة، وهو حادث غير مرتبط بالموضوع النووي والمناقشات الجارية حوله».
وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، استبقت محادثات فيينا بالقول لمجلة «نيوزويك» بطبعتها الروسية «اتفقنا على جعل الدبلوماسية أولوية مع إيران.. لكن إذا لم ننجح، فسنبحث خطوات أخرى». كما ذكرت أن روسيا لم تنفذ خططاً بتسليم صواريخ دفاع جوي «اس 300» لإيران، موضحة «حتى الآن، لم يسلموا أي أنظمة صواريخ إلى إيران. نرى هذا مؤشراً طيباً».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...