إيران تشكو أمريكا للأمم المتحدة
تقدمت إيران بشكوى إلى الأمم المتحدة متهمة الولايات المتحدة مهاجمة قنصليتها في مدينة إربيل شرقي العراق بصورة غير مشروعة الأسبوع الماضي وطالبت بإطلاق سراح رعاياها الخمس المعتقلين فوراً.
واتهم الجيش الأمريكي المعتقلين بالارتباط بـ"قوة القدس" التابعة للحرس الثوري الإيراني الذي تتهمه واشنطن بتقديم مساعدات للمليشيات الشيعية المسلحة في العراق.
ونفت إيران الاتهامات الأمريكية مؤكدة أن المعتقلين الخمس دبلوماسيين وأن المبنى الذي دهمته قوة أمريكية في 11 يناير/كانون الثاني الجاري ليس سوى قنصلية، نقلاً عن الأسوشيتد برس.
وشجب نائب مندوب إيران لدى الأمم المتحدة مهدي دانيش-يازدي في خطابه إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي-مون، حملة الدهم الأمريكية متهماً الولايات المتحدة "بانتهاك آخر فاضح لأسس قواعد القانون الدولي" والمواثيق الدبلوماسية.
ودعا إلى إطلاق فوري للإيرانيين الخمس المعتقلين وإعادة جميع الممتلكات والمستندات التي صادرتها القوات الأمريكية أثناء الحملة ودفع تعويضات عن الأضرار.
وجاء في الرسالة "جمهورية إيران الإسلامية تحمل الحكومة الأمريكية كامل المسؤولية عن عواقب هذا التصرف غير القانوني وآمن وسلامة موظفي القنصلية.. بالفعل الهجوم يشكل قلقاً بالغاً وبحاجة إلى استجابة سريعة من جانب الأمم المتحدة وتحديداً مجلس الأمن."
ولم تحدد إيران طبيعة الرد المتوقع من الأمم المتحدة إلا أنها طلبت من كي-مون توزيع الخطاب كمستند رسمي على الجمعية العمومية ومجلس الأمن.
وتأتي المطالبة الإيرانية إثر تأكيد مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية أن عمليات الدهم التي نفذتها القوات الأمريكية في العراق خلال الشهرين الماضيين، ساهمت في جمع معلومات بالغة الأهمية، ومعدات تشير بالخصوص إلى تورط حرس الثورة الإيرانية (قوة القدس) بالتعاون مع مقاتلين من الشيعة، تستهدف تنفيذ اعتداءات ليس فقط ضد المدنيين العراقيين، ولكن ضد القوات الأمريكية أيضا.
وكانت عمليات الدهم الأمريكية قد نفذت هذا الشهر في أربيل، وأخرى في بغداد خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
ولا تزال الولايات المتحدة تحتجز 13 شخصا تم اعتقالهم خلال الهجمات، في حين أعادت مجموعة إلى إيران.
مسؤولون أمريكيون أكدوا تورط اثنين على الأقل من قيادات قوة القدس في عمليات في العراق، ولكنه لم يتضح ما إذا كان (القيادان) ضمن المحتجزين حاليا لدى القوات الأمريكية أم لا.
وأضاف المسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية، أن الأسلحة التي تمت مصادرتها "مصنعة في إيران، كما تبين أنها مطابقة للطريقة والمتفجرات التي استخدمت في الأشهر الأخيرة ضد القوات الأمريكية."
وتابعوا: "كما تم العثور على عناوين في داخل العراق، وأشرطة فيديو، وتفاصيل لتحركات المجموعات، وفواتير وحسابات متفرقة."
وقالوا: "كما تم العثور على خرائط، منها واحدة لمواقع قريبة من بغداد، وأخرى للعراق، حيث تبين طبيعة التوزيع المذهبي والطائفي في مختلف أنحاء البلاد."
وكان الجيش الأمريكي قد صرح أن اعتقال الإيرانيين في أربيل جاء لصلاتهم بالحرس الثوري- قوة القدس، التي قال إنه يزود "جماعات متطرفة" بالمال والسلاح والتدريب سعيا لزعزعة استقرار حكومة العراق.
وتنفي طهران دعم المسلحين في العراق، وتقول إن الإيرانيين الذين اعتقلوا من مكتب تابع للحكومة الإيرانية في مدينة أربيل الكردية بشمال البلاد هم دبلوماسيون، وطالبت بالإفراج عنهم.
كما تحمل طهران القوات الأمريكية المسؤولية عن العنف هناك، وإذكاء التوترات بين الشيعة والسنة.
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندليزا رايس، قد كشفت الجمعة أن الرئيس جورج بوش صادق على سلسلة من حملات الدهم ضد الإيرانيين في العراق، ضمن إطار حملة عسكرية واسعة.
وذكرت رايس، في حديث لصحيفة "نيويورك تايمز" قبيل بدء جولتها لمنطقة الشرق الأوسط، إن بوش أجاز القرار قبل عدة أشهر، إثر ملاحظة تزايد الأنشطة الإيرانية في العراق، ومدى "الدمار الذي تنتجه تلك الأنشطة."
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد