إسلاميو الحكم الجديد يثيرون قلقاً لدى نساء طرابلس
بدأت النساء في طرابلس يعبرّن عن مخاوفهن تجاه المجلس الوطني الانتقالي الليبي، السلطة الجديدة في البلاد، لجهة وجود إسلاميين كثر فيه، فيما يغيب التمثيل الحقيقي للمرأة عنه. وتقول فاتن محمد النابي (20 سنة) التي تدرس التجارة: «أشعر بالقلق حيال إمكان مجيء الإسلاميين من بنغازي وفرضهم الحجاب على المرأة». وكان مسؤولو المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل السلطة الجديدة في ليبيا قللوا من أهمية وجود إسلاميين بين أعضاء المجلس، مشيرين إلى أن هؤلاء مسلمون محافظون.
لكن النابي تقول لوكالة «فرانس برس» إن بنغازي، مهد الحركة الثورية ومقر المجلس الانتقالي، يُنظر إليها على أنها مدينة محافظة مقارنة بالعاصمة التي اعتادت النساء فيها على ارتداء ما تردن خلال حكم معمر القذافي. وتوضح: «العاصمة طرابلس كانت دوماً أكثر ليبرالية».
وتقول النابي إن النساء لم يجبرن أبداً على ارتداء الحجاب، على رغم أن هذا الأمر تحوّل إلى تقليد معتمد، مشيرة إلى أن المرأة تتمتع بحرية الحركة والمشاركة في القطاع الاقتصادي، وحتى السياسي. وترى نابي أن «القذافي كان في الحقيقة يحب النساء أكثر من الرجال».
ووضع القذافي الذي حكم البلاد لنحو 42 عاماً، أمنه الشخصي في أيدي نساء حيث كانت تحيط به على الدوام حارساته، فيما عهدت تفاصيله الطبية الى ممرضة أوكرانية. وكان بعض النساء تقدمن أنفسهن على أنهن مدافعات شرسات عن النظام، مثل هالة المصراتي، المذيعة في التلفزيون الرسمي التي ظهرت في إحدى المرات على الشاشة وهي تلوّح بمسدس متعهدة بالموت في سبيل القذافي فيما كان الثوار على أبواب طرابلس.
واشتهرت نساء أخريات مثل هدى بن عامر بأدوارهن في تنفيذ أحكام الإعدام ضد مناهضي نظام القذافي، لتعطي بذلك انطباعاً سيئاً عن مشاركة المرأة في ذلك النظام. وكانت مئات النساء يتخرجن سنوياً من أكاديمية القذافي العسكرية، حيث تتدربن لمدة ثلاث سنوات على إطلاق النار والتعامل مع الأسلحة، فيما تشارك أيضاً في حصص تعليمية بشأن علم النفس والقانون وكل العلوم المتعلقة بالأمن.
وتقول حنان محمد علي أبوصة (29 سنة) التي كانت واحدة من أوائل الضباط اللواتي عدن إلى الخدمة العسكرية بعد سقوط طرابلس في أيدي الثوار: «كنا نتمتع ببعض الحرية خلال عهد القذافي، وحصلنا على المزيد من الحرية في السنوات الأخيرة».
ولا تخشى حنان من صعود محتمل للإسلام المحافظ لأن النساء «ستحصلن على فرص أكثر من السابق على كل حال».
وتشير نساء أخريات إلى أن السلطات الجديدة لا تضم إلا امرأة واحدة في المجلس الوطني الانتقالي ولا تحتل أي منهن منصباً وزارياً في السلطة الانتقالية. وقالت سامية شماق: «انتقد غياب المرأة عن هذا المجلس».
وذكرت آية ديريبوري (26 سنة) العاملة في محل لبيع فساتين العرس انه «لا بد من أن تكون هناك نساء في المجلس الانتقالي لأنهن يمثلن رابطاً حيوياً مع المجتمع».
وتضيف ديريبوري التي لا ترتدي حجاباً على رغم أن معظم زبونات المحل محافظات إنها لن تتردد في ارتداء الحجاب إذا أصبح المجتمع أكثر تديّناً أو محافظة، ففهي النهاية «ليبيا بلد إسلامي والأمن فيه أهم من الحرية».
وتقول ريان دياب (20 سنة) الطالبة في كلية طب الأسنان إن الذين يتحدثون عن إسلام متعصب في صفوف المجلس الانتقالي يهدفون الى تقسيم صفوف الثورة. وتوضح «إنها خطوة تكتيكية لتقسيم رجالنا».
المصدر: أ ف ب
إضافة تعليق جديد