إسرائيل قلقة على مصر وتراهن على «صمود النظام» ولو سقط مبارك
أدلى رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس، بالتصريح الاسرائيلي الرسمي الاول، حول الثورة في مصر، مؤكدا متابعة اسرائيل للأحداث «باهتمام كبير»، ومشيرا إلى القلق الاسرائيلي من انهيار العلاقات السلمية مع مصر في حال سقوط حسني مبارك. وراهن بعض المسؤولين الاسرائيليين على «صمود النظام» ولو تغيّر الرئيس، فيما تحدث البعض الآخر عن احتمال اضطرار اسرائيل إلى مراجعة استراتيجيتها العسكرية، ونشر قوات على حدودها مع مصر.
في هذه الاثناء، تعرض جهاز الاستخبارات العسكري الاسرائيلي لانتقادات لأنه لم يتوقع حصول ثورة في مصر، بعدما قال مدير هذا الجهاز الجنرال افيف كوشافي ردا على اسئلة أعضاء في لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست الاسرائيلي الثلاثاء الماضي، إنه «ليست هناك مخاطر على استقرار النظام» المصري. وكتبت صحيفة «هآرتس» ان «الرئيس الجديد لجهاز الاستخبارات العسكرية فشل في توقع الانتفاضة المصرية» فيما سخرت الاذاعة الاسرائيلية العامة من هذا الإخفاق. وأعادت الدولة العبرية السبت الماضي 40 شخصا من عائلات دبلوماسييها العاملين في مصر.
وصرح نتنياهو للصحافيين لدى افتتاح جلسة مجلس الوزراء الاسبوعية «السلام مع مصر يستمر منذ اكثر من ثلاثة عقود. هدفنا ان تستمر الامور على هذا النحو». وقال «جهودنا ترمي الى الحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة»، مضيفا «نتابع باهتمام كبير ما يحدث (في مصر) وبحثت ذلك أمس مع الرئيس (الامــيركي) باراك أوباما ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون».
في المقابل، أعرب مسؤول اسرائيلي رفيع عن قلقه من خطر إطاحة مبارك الذي يواجه انتفاضة شعبية غير مسبوقة. وقال المسؤول ان «ما يثير القلق بصورة خاصة هو اجواء الغموض التي تسود البلد الاكثر نفوذا في الشرق الاوسط». وشدد في هذا السياق على «العلاقات الاستراتيجية والاقتصادية البالغة الاهمية» بين اسرائيل ومصر، وهي اول دولة عربية توقع اتفاق سلام مع الدولة العبرية. لكن المسؤول توقع ان «يصمد النظام» ولو اضطر الى تغيير الرئيس.
من جهة اخرى اعرب مسؤول أمني كبير في تصريحات نقلتها الاذاعة العامة عن قلقه حيال «صعود عناصر متطرفة في مصر» في إشارة الى «الاخوان المسلمين» المعارضين لاتفاق السلام الموقع مع اسرائيل. ورأى المسؤول ان «مثل هذا التطور سيرغم اسرائيل على مراجعة مفاهيمها الاستراتيجية العسكرية بشكل شامل» من خلال نشر قوات على حدودها مع مصر. وفي الوقت نفسه، تجري وزارة الخارجية الاسرائيلية التي هي على اتصال دائم بسفارتها في القاهرة، مشاورات مكثفة حول التطورات في مصر، وفق ما أفادت الوزارة.
وأفادت محطات الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلية السبت الماضي في سياق برامجها الخاصة المتواصلة حول التطورات في مصر، عن تعيين رئيس الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان نائبا لرئيس الجمهورية. وأشارت الى ان سليمان يحظى بالاحترام سواء من جانب إسرائيل أو من جانب السلطة الفلسطينية.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد