إسرائيل تدرس تصدير الغاز البحري إلى اليونان فأوروبا بعيداً عن تركيا

14-10-2010

إسرائيل تدرس تصدير الغاز البحري إلى اليونان فأوروبا بعيداً عن تركيا

كشف النقاب عن أن إسرائيل تدرس خيار تصدير الغاز الطبيعي من حقل «لفيتان» إلى أوروبا عبر الأراضي اليونانية. ويأتي هذا الكشف بعد الإعلان عن وصول منصة الحفر التي ستبدأ فعليا التنقيب عن الغاز والنفط في هذا الموقع في المياه الدولية قبالة السواحل المشتركة للبنان وفلسطين المحتلة.
وأشارت صحيفة «معاريف» إلى أنه تكثفت في الأيام الأخيرة الاتصالات واللقاءات بين مسؤولين إسرائيليين ويونانيين للتباحث في أمر إيصال الغاز من حقل لفيتان إلى أوروبا. ومن المقرر أن تبدأ الحفريات الفعلية للتنقيب عن الغاز والنفط في هذا الحقل في الأيام القليلة المقبلة بعد وصول منصة حفر بتكلفة مئة وخمسين مليون دولار إلى الموقع مؤخرا. وعلى الرغم من هذه الأنباء هناك معلومات في وزارة البنى التحتية الإسرائيلية تشير إلى معارضة الوزارة تصدير الغاز إلى دول أوروبية قبل تلبية الاحتياجات المحلية. وإذا كان لذلك من معنى فإنه تناقض بين الوزارة المسؤولة عن الطاقة في إسرائيل وكل من ديوان رئاسة الحكومة ووزارة الخارجية اللذين يريدان استغلال احتمالات الغاز لتحقيق مكاسب سياسية مع أوروبا عبر اليونان.
وتعتقد أوساط إسرائيلية أنه إذا نجحت إسرائيل في إبرام عقود مع أوروبا حول مد خط لنقل الغاز فإن ذلك يشكل تهديدا للهيمنة الروسية على تصدير الغاز إلى أوروبا. وأثار مسؤولون إسرائيليون هذا الأمر مع أعضاء وفد يوناني رفيع المستوى زار إسرائيل هذا الأسبوع، وذلك استكمالا لمفاتحة نتنياهو رئيس الحكومة اليونانية جورج باباندريو بهذا الشأن في شهر آب الماضي. وتحاول اليونان حاليا إقناع إسرائيل ليس فقط باستخدامها ممرا لنقل الغاز بل أيضا بيعها الغاز لتلبية احتياجاتها.
وبحسب الأنباء الإسرائيلية فإن الحديث يدور عن خط أنابيب بحري في المتوسط يمتد الى اليونان ومنها إلى دول جنوب أوروبا وشرقها. وتقترح اليونان على إسرائيل التوقيع على معاهدة للغاز الطبيعي مع الاتحاد الأوروبي كما تبدي استعدادها لإقناع الاتحاد الأوروبي بالتعاون في تمــويل تكلفة مد الانبوب والتي قد تصـــل إلى بضعة مليارات من الدولارات.
وأشارت «معاريف» إلى أنه بالرغم من أن مزودي الغاز هم شركات خاصة إلا أن المفاوضات تتم بين الحكومتين. وتشكل الوفد اليوناني من وزير الدولة في رئاسة الحكومة اليونانية هاريس فامبوكيس ونائب وزير الخارجية والمدير العام لوزارة الخارجية. والتقى الوفد مع سلسلة طويلة من المسؤولين الإسرائيليين بمــــن فيهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بهدف تحديد مواضع التعـــاون بين الدولتين في المجــــالات السياسية والاقتصادية والأمنـــية وتحديد وجهات العمل.
وتعتبر هذه الزيارة معلم طريق في توثيق العلاقات بين إسرائيل واليونان. وقررت الدولتان إنشاء طواقم مشتركة لدراسة جدوى المشاريع المشتركة في ميدان الطاقة. تجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين إسرائيل واليونان توثقت وخــــصوصا على خلفية الخلاف الإسرائيلي التركي.
وعلى رغم التوق اليوناني لإبرام مشروع الطاقة مع إسرائيل إلا أن اليونان كما يبدو تفهم تعقيدات الأمر ولذلك طلبت الفصل بين مشروع الطاقة وبقية المشاريع مع إسرائيل. وطلب اليونانيون أيضا إجراء دراسة جيوسياسية للمشروع حيث تخشى اليونان من أن تدعم تركيا حكومة الشطر القبرصي الشمالي التابع لها في المطالبة بحقوق في موقع «لفيتان».
وبوسع تركيا أيضا أن تدعم حقوق دول أخرى وخصوصا لبنان في هذا الحقل، بدعوى وقوعه خارج المياه الإقليمية لإسرائيل.
من جانبه أعلن نائب وزير الخارجية الإسرائيلية داني أيالون أنه إذا صحت التقديرات بشأن اكتشـــافات الغاز فإن ذلك «قد يقود إلى تغيير جـــوهري في المكانة الاقتصاديــة والاستراتيجية لإسرائيل ولمنطقة حوض البحر المتوسط بأسره».
وبحسب كلامه فإن «الربط المحتمل بين إسرائيل وأوروبا عن طريق اليونان يخدم ليس فقط مصالح إسرائيل بل أوروبا أيضا. وبسبب القرب الجغرافي بين إسرائيل واليونان وحقيقة أن اليونان عضو في الاتحاد الأوروبي، من الطبيعي أن تشكل هذه الدولة بوابة لأوروبا ليس فقط في مجال الغاز وأن تكون جسرا لكل الصادرات الإسرائيلية إلى أوروبا».
تجدر الإشارة إلى أنه سبق وأعلن أن حقل «لفيتان» يحوي أكثر من 260 مليار متر مكعب من الغاز وهو واحد من ثلاثة حقول كبيرة اكتشفتها إسرائيل وهي تمار وداليت ولفيتان.
وهكذا وصلت أمس الأول إلى موقع لفيتان منصة التنقيب (Express Sedco) إلى موقع «لفيتان في عرض البحر المتوسط على بعد 135 كيلومترا غربي حيفا. ومن المقرر أن تستبدل هذه المنصة في كانون الثاني من العام المقبل بمنصة تسمى Pride North America معدة لحفر في الأعماق إلى ما تحت طبقة الغاز الطبيعي بحثا عن مكتشفات نفطية. إذ تحدثت الدراسات عن أنه في الطبقتين الأوليين بعمق 5800 متر يوجد مخزون نفطي بحوالى 3 مليارات برميل نفط وأنه على عمق 7200 متر هناك مخزون محتمل بـ1.2 مليار برميل من النفط. ويتوقع أن يبدأ الانتاج التجاري من الغاز الطبيعي في لفيتان في نهاية العام 2012.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...