إسرئيل لن تسمح بتحويل غزة إلى جنوب لبنان ثانٍ
توعّدت إسرائيل، أمس، بأنها ستقصف الجميع في قطاع غزة من دون تمييز بين أي منظمة ينتمون إليها، ولن تسمح بتحوّل القطاع إلى جنوب لبنان ثانٍ، مكررة القول إن حركة حماس هربت أكثر من 20 طناً من المتفجرات إلى القطاع منذ بداية العام الحالي، بهدف تحقيق توازن رعب، وهو ما اعتبرته حماس أكاذيب تحمل رائحة القتل.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس، في جلسة لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، لن نوافق على تحويل قطاع غزة إلى جنوب لبنان. ولن نقوم بفحص من يطلق الصواريخ، سنقصف الجميع، ولا يهم إلى
أي منظمة انتموا. أضاف: إن العدوان الجاري في غزة، منذ يوم الخميس الماضي، تم وفقاً لتوصيات الجيش الإسرائيلي وأجهزة الاستخبارات. هذه العمليات اوسع مدى من تلك التي جرت حتى الآن. (لكن) لا أحد يسعى الى عملية برية في عمق قطاع غزة. آمل أن يبدأ نشاط سياسي في الفترة القريبة المقبلة لتخفيف التصعيد في الوضع.
وواصلت الصحف الإسرائيلية نشر روايات عن تسلح حماس. وذكرت هآرتس أن الحركة تسعى لتحقيق توازن رعب مع إسرائيل في غزة، بهدف ردع الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ اجتياح واسع للقطاع. أضافت إن حماس هربت أكثر من 20 طناً من المتفجرات إلى غزة منذ بداية العام الحالي، بالإضافة إلى صواريخ مضادة للطائرات وأخرى مضادة للدبابات.
واوضحت الصحيفة أن حماس تتعاون مع عدد من الخبراء الذين تسللوا إلى القطاع، وبعضهم تدرّب في لبنان لدى حزب الله والإيرانيين. ولم تتردّد قيادة الجنوب في افتراض أن عدداً من المقاتلين الذين حاربوا في لبنان، دخلوا إلى غزة.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة الاسرائيلية ميري ايسين إن الأسلحة تأتي من ايران ودول أخرى تبيعها معربة عن قلقها من أن الفصائل الفلسطينية تتعلم كيفية استخدام الأسلحة الجديدة، وخصوصاً كيف يمكن للفلسطينيين أن يقاتلوا إسرائيل كما فعل حزب الله في لبنان.
في المقابل، قال رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية خلال جلسة الحكومة هناك مبررات عديدة يسوّقها الاحتلال لتبرير هذا العدوان الواسع بما فيها الحديث عن دخول أسلحة متطورة إلى قطاع غزة، مضيفاً إنها ادعاءات كاذبة تأتي في إطار العدوان الإسرائيلي الشامل على الشعب الفلسطيني.
وتابع: إن الاحتلال يحضر عدواناً ضد القطاع والضفة الغربية على حد سواء، وذلك بعد فشل محاولات الضغط والابتزاز السياسي وسرقة المواقف والمطالب التي تعني الرضوخ للشروط الظالمة.
وكان وزير الإعلام الفلسطيني يوسف رزقة قد قال: إن الاتهامات الإسرائيلية أكاذيب هدفها إسقاط الحكومة الفلسطينية، مضيفاً هذه الانباء عارية عن الصحة. وتابع أنه يصعب إدخال أسلحة عبر الحدود مع مصر، معتبراً أن التصريحات الإسرائيلية في هذا الشأن خطيرة وتحمل رائحة القتل.
من جهته، قال المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس ابو عبيدة إن إسرائيل تستهدف من خلال ادعائها امتلاك حماس اسلحة متطورة تبرير عملياتها العسكرية التي عزمت على تنفيذها في قطاع غزة، مضيفاً نحن في كتائب القسام نمتلك من الوسائل والأسلحة التي سنواجه بها العدو بقوة في حال قيامه بأي خطوة عسكرية في قطاع غزة، وهذا حق طبيعي بل واجب، ومن حقنا أن تمتلك اي نوع من السلاح للدفاع عن شعبنا.
واعلن أمين سر اللجنة المركزية لفتح فاروق القدومي في بيان أن اللجنة المركزية العليا قررت تأجيل اجتماعها الذي كان سيعقد مساء هذا اليوم (امس) في عمان الى موعد آخر بعد عيد الفطر، مضيفاً أن سبب التأجيل وجود أسباب طارئة تمسّ أمن الوطن، وتابع إن اللجنة المركزية اضطرت بناء على ذلك الى تأجيل الاجتماع وتكليف عدد من الاخوة الأعضاء للسفر لمعالجة هذه القضايا التي لا تحتمل التأجيل، موضحاً أن اللجنة ستعلن عن موعد جديد لعقد الاجتماع في وقت قريب.
وقال المتحدث باسم فتح في الضفة الغربية جمال نزال إن سبب التأجيل هو ضرورة العودة الفورية لجميع الأعضاء المقيمين في الداخل، بغية التواجد في مواقعهم في حال تمّ الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة بالفعل. أضاف أنه تأكد للحركة بأن إسرائيل توشك بالفعل على تنفيذ اعتداء شامل على قطاع غزة، من شأنه أن يعرض أمن الوطن لمخاطر يستدعي درؤها أن يتواجد الجميع في البلاد حالياً.
غير أن السفير الفلسطيني في عمان عطا الله خيري قال من جهته إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عاد الى رام الله والسبب الرئيسي لتأجيل الاجتماع هو عدم اكتمال النصاب القانوني في ظل غياب سبعة من اعضاء اللجنة البالغ عددهم 16 عضواً.
وذكرت مصادر أن أبو مازن توجه الى رام الله بسبب خلافات حول كيفية التعامل مع المفاوضات مع حماس بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية. لكن مصادر أخرى تحدثت عن خلاف بين الرئيس الفلسطيني والقدومي حول رئاسة اجتماعات اللجنة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد