أوباما: سنواصل حربنا على «القاعدة» في اليمن
ما زال اليمن يركن في زاوية انتظار المصير، بعد أسبوع شهد أحداثاً دراماتيكية، كان من المفترض أنها أدت إلى اتفاق بين المكوّنات السياسية للخروج من الأزمة، إلا أنها انتهت بفراغ مؤسساتي بعد استقالة الرئيس عبد ربه هادي منصور ورئيس الحكومة خالد البحاح، وبجلسة لم تعقد حتى الآن في البرلمان للبت بالاستقالتين.
وإمعاناً في الاضطراب، أرجئ مجدداً اجتماع للبرلمان كان مقرراً أمس، لمناقشة الوضع في البلاد، ودراسة استقالتي رئيس الجمهورية ورئيس حكومته، والسير في العملية الدستورية إذا ما تمت الموافقة عليهما. وقررت هيئة رئاسة مجلس النواب تأجيل الجلسة إلى موعد يحدد لاحقاً.
في هذا الوقت، عقد سياسيون يمنيون سلسلة اجتماعات في العاصمة صنعاء على أمل التوصل إلى قرار سريع بشأن الأزمة السياسية.
وقال عضو مجلس النواب اليمني عبد العزيز جباري إنه «في تقديري كان هناك تفاهمات ما بين القوى السياسية من أجل تأجيل الجلسة. لاعتبارات عدة، ربما أن المكونات السياسية قد تصل مع الأخ الرئيس والقوى الموجودة في الساحة إلى حلول. فإذا وصلوا إلى حلول يعني.. هناك مصلحة».
من جهته، اعتبر رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي محمد القباطي أن «اليمن مر بأزمات أكبر من هذه. ولذلك أنا أعتقد أن هذه الأزمة في طريقها إلى الحل. وما دامت العملية السياسية جارية ونشطة، فبالتأكيد ستفرز حلولاً سياسية لهذا الوضع القائم».
في الجهة المقابلة، تأجل اجتماع كان مقرراً بين مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر وأحزاب اللقاء المشترك والحوثيين، بسبب انسحاب «الحزب الاشتراكي» و «التنظيم الوحدوي الناصري»، كما رفض «حزب الإصلاح» و «حزب الرشاد السلفي» الحوار مع الحوثيين.
وأشار بعض المحللين إلى أن استقالة الرئيس اليمني من المحتمل أن تؤثر في «الجهود» الأميركية في مكافحة تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب». وفي هذا السياق، أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الحرب على «القاعدة» في اليمن تبقى أولوية للولايات المتحدة.
وقال أوباما، في مؤتمر صحافي مشترك في نيودلهي مع رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي، إن «أولويتنا هي الإبقاء على الضغط على القاعدة في اليمن وهذا ما نقوم به». وأضاف «قرأت مقالات تفيد أن أنشطتنا في مكافحة الإرهاب عُلّقت: هذا غير صحيح»، مشدداً «سنواصل ضرب أهداف مهمة داخل اليمن وسنبقي على الضغط الضروري لضمان أمن الأميركيين».
والجدير بالذكر أنه منذ العام 2009، شنت الولايات المتحدة أكثر من 110 ضربات جوية في اليمن، والقسم الأكبر منها بواسطة طائرات من دون طيار، بحسب تعداد نشرته مؤسسة «نيو أميركا».
وإذ أشار إلى قلقه حيال «ما كان على الدوام حكومة مركزية هشة»، دعا الرئيس الأميركي كل الأطراف المعنية إلى احترام العملية الدستورية و «اللجوء إلى وسائل سياسية بدلاً من العسكرية لحل خلافاتهم».
واعتبر أوباما أن «اليمن لم يكن على الإطلاق ديموقراطية تامة أو جزيرة استقرار»، مشيراً إلى أن مكافحة الإرهاب يجب أن تجري في دول مضطربة أساسا. وأوضح أن «الإرهابيين لن يحددوا على الإطلاق مواقع قواعدهم ويطوروا شبكات مهمة في دول لديها حكومة مركزية قوية وجيش قوي»، مقراً في الوقت نفسه بأن مكافحة تنظيم «القاعدة» في اليمن تمثل «عملية عسيرة».
من جهة أخرى، قال شهود في العاصمة صنعاء إن مسلحين من الحوثيين أطلقوا النار في الهواء أمس، لتفريق بداية تظاهرة مناهضة أمام جامعة صنعاء غداة مسيرة احتجاجية ضد وجودهم في العاصمة.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد