أكبر تجمع معرفي علمي في دمشق الشهر القادم
تستعد العاصمة دمشق لاستقبال أكبر تجمع معرفي علمي تقني خلال الفترة من 11 ولغاية 14 الشهر القادم في قصر الأمويين للمؤتمرات.
وقد اكتسب المؤتمر الرابع لآفاق البحث العلمي في الوطن العربي شهرته وسمعته كمنبر للتواصل العلمي العربي والتنسيق والتعاون ما بين الجامعات ومراكز البحث العلمي والتطوير التكنولوجي, حيث يقبل على هذا المؤتمر أعداد متزايدة من العلماء العرب من داخل الوطن ومن المهجر الراغبين بنقل خبراتهم في التخصصات العلمية المتقدمة إلى بلدانهم في الوطن الأصل.
ويمكن القول إن اختيار دمشق لاحتضان هكذا نشاط يضم ما يقارب 1000 مشارك متخصص من بينهم 50 عالماً عراقياً يعتبر ميزة واستثناء ويعطي مدلولاً واضحاً لابأس فيه لأن سورية وبحسب تعبير وتأكيد السيد عبد الله عبد العزيز النجار رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا الداعمة والممولة لإنجاز المشاريع أنها المكان الصحيح لتجمع العرب والانطلاق بمشاريع ايجابية فهي تجسد بعراقتها وتراثها الحضارة والإنسانية بكامل أبعادها.
وانطلاقا من أهمية العناوين والمفردات والأفكار التي سيطرحها المؤتمر كان لا بد للإعلام أن يكون حاضراً بقوة لينقل عبر أثيره المقروء والمسموع والمكتوب تلك التحضيرات في مؤتمر صحفي عقدته وزارة التعليم العالي والمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا بالتعاون مع هيئات البحث العلمي في سورية.
الدكتور عبد الله النجار كان متحمساً جداً ومرتاحاً للخطوات التي قطعتها المؤسسة في دعمها للنشاط العلمي العربي واعتبر أن أهم شيء نتج عنها هو إعطاء الأرضية لتمويل البحث العلمي وتكوين صندوق تمويل تبرع به أحد المستثمرين السعوديين من شركة عاطف جميل وبالتالي أصبح للمؤسسة نظام يتخطى الحدود الجغرافية والقوانين المحلية التي تعزل الدول العربية عن بعضها البعض موضحاً أن هذا البرنامج استطاع تمويل 90 مشروعاً بحثياً وكان الشرط الأساسي هو انتهاء المشروع بمنتج متمنيا خلال هذا المؤتمر إطلاق مجموعة مشاريع بحثية مشتركة عبر الوطن العربي تحقق نقلة نوعية بتدعيم الشبكات المتخصصة.
وحول طريقة تمويل المشاريع أوضح السيد النجار أن الأهم في ذلك هو تخطيط المشروع وإيجاد التصميم الصحيح والسليم أولاً وبعدها يتم البحث عن مصادر التمويل مع ملاحظة غنى الوطن العربي بالمال والعقول والموارد, فالمطلوب فقط هو تأمين الناس وإشعارهم بأنهم ينتمون لهذا المشروع أو ذاك.
وأكد السيد عبد النجار للثورة أن مشكلة العرب ليست بالعلماء وبمراكز البحث وإنما المشكلة تكمن في تكامل الأدوار في الدولة الواحدة وفي الوطن الواحد وحسب المؤسسة الواحدة ما ينعكس إيجاباً أو سلباً على عقلية العمل الجماعي وهذا ما نريد أن نكسبه كمؤسسة.
وأضاف علينا أن نتأمل جيداً كيف تتسابق دول العالم لجذب وأخذ العلماء العرب وتقدم لهم كل المغريات من عمل وإقامة في بلدانها ما يدل على أن علماءنا وبحوثنا متطورة في كثير من المسارات. وأشار رئيس المنظمة العربية للعلوم والتكنولوجيا إلى العقبات التي تؤثر سلباً على الباحثين والعلماء المختصين في الوطن العربي حيث لا يوجد نظام لحماية الملكية الفكرية ونظام للتمويل , ومن هنا تأتي أهمية موضوع تكامل الأدوار وليس التمييز بجمعيات ونقابات وإنما الأصل أن نجد كيف تنتقل الأفكار من فكرة في مختبر أو رأس عالم إلى مصنع كبير على الأرض العربية تخلق وظائف وتحقق تنمية وتزيد من الربح.
وعن الأهداف التي يسعى إليها المؤتمر هو تنشيط دور البحث العلمي والتطوير التكنولوجي في معالجة جانب النقص المعرفي في الوطن العربي باعتباره من العوامل الرئيسية التي تعوق تحقيق التقنية المستدامة في هذا الوطن, كما يسعى المؤتمر إلى تقييم أداء المجتمع العلمي العربي وتشخيص نقاط ضعفه تمهيداً لوضع الحلول الناجحة للنهوض به, والدفع باتجاه الاستثمار في مجال العلوم, والسعي للربط بين منظومة البحث العلمي ومنظومة الاستثمار في المنطقة العربية.
ومن بين الأهداف الأخرى المهمة تشجيع الأداء العلمي التخصصي للباحثين والعلميين العرب في مجال الأولويات, والتعرف على التجارب المتميزة بغرض تطويرها وتحقيق الاستفادة العلمية والعملية منها.
يتناول المؤتمر في 48 جلسة عمل محاور ثلاثة تتركز على تحصيل نتاج الأداء العربي في العلوم والتكنولوجيا لتحقيق التنمية المستدامة في الوطن العربي, والمحور الثاني حول المجتمع العربي وانتصارات البحث العلمي وأولوياته في أرض الوطن إضافة لمحاور علمية متخصصة.
كذلك هناك 17 حلقة حوار خاصة على شكل ملتقى وورش عمل, تحتل 23 جلسة من جلسات المؤتمر, وتعقد من 6-7 جلسات في آن واحد على امتداد الأيام الأربعة لانعقاده بمجموع 18 جلسة وبمشاركة نحو 70 متحدثاً من ذوي الشهرة العلمية والمهنية العالمية تمت دعوتهم كمتحدثين رئيسيين.
كما قدمت للمؤتمر 778 ورقة علمية من 38 دولة وتم تحكيمها بواسطة اللجنة العلمية الدولية والمكونة من 25 متخصصاً من مختلف دول العالم وقد قبلت اللجنة 390 ورقة منها للعرض في المؤتمر بنسبة قبول 50% ومن الأمور المهمة التي يذكرها السيد النجار وجود دورة تدريبية للإعلاميين حول كيفية تناول الخبر العلمي وهذه تتم بالتنسيق مع الاتحاد الدولي للإعلاميين العالميين, علماً أنه يوجد 35 صحفياً علمياً متخصصاً بكتابة الصحافة العلمية وهؤلاء أعضاء في شبكة تدار من مصر العربية.
المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا هي مؤسسة مستقلة غير حكومية وغير ربحية تعنى بالمجتمع العلمي العربي وتنظم العديد من الفعاليات والنشاطات التي تخدم التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة في المنطقة العربية, وفي سبيل ذلك فإنها تعمل على تعزيز القدرات العلمية وإنشاء الشبكات المتخصصة والربط مع القطاعات المجتمعية الأخرى, تنظم المؤسسة العديد من الفعاليات ضمن مسارات وضعت بهدف تفعيل خبرات العلماء والباحثين العرب داخل الوطن العربي وخارجه في خدمة الوطن العربي.
كما تعمل على ردم الهوة بين تلك الخبرات وبين الاحتياجات التنموية لبلدانهم العربية وعلى تحقيق التكامل والتعاون في تنفيذ نشاط البحث العلمي العربي في أداء علمي يتوافق مع المعايير الدولية التي تعطي مخرجات بجودة عالية وتكلفة منخفضة نسبياً.
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد