أفغانستان تلغي الجولة الثانية من الانتخابات
في واحدة من اغرب مظاهر السياسة الاميركية في افغانستان، واكثرها اثارة للسخرية، اعلن في كابول امس عن إلغاء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة السبت المقبل، اثر انسحاب المرشح عبد الله عبد الله، واكدت فوز الرئيس حميد قرضاي بولاية رئاسية ثانية، برغم انه اتهم رسميا ومن قبل الاميركيين انفسهم بتزوير نتائج الجولة الاولى التي جرت في العشرين من آب الماضي، وبإشاعة جو من الفساد والفوضى في بلاده الخاضعة للاحتلال الاميركي منذ ثمانية اعوام، والتي تكاد تتحول الى فيتنام جديدة بالنسبة الى اميركا، تحت وطأة ضربات حركة طالبان.
وقال رئيس اللجنة الانتخابية الافغانية المكلفة تنظيم الانتخابات واعلان النتائج عزيز الله لودين الذي عينه قرضاي والذي طالب منافسه عبدالله بإقالته لاتهامه له بتسهيل عمليات التزوير «نعلن ان حميد قرضاي هو
الرئيس المنتخب لافغانستان بعد نيله غالبية الاصوات في الدورة الاولى وكونه المرشح الوحيد في الدورة الثانية» بعد انسحاب منافسه عبد الله عبد الله أمس الأول.
وعلى الفور، قال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس «اعلن ان الرئيس قرضاي هو الفائز في الانتخابات الافغانية.. وهو اذا بطبيعة الحال الرئيس الشرعي للبلاد»، مضيفا ان قرار(الرئيس الاميركي باراك) اوباما حول ارسال تعزيزات الى هذا البلد سيتخذ «في الاسابيع المقبلة». واوضح غيبس ان محادثات حول المواضيع «الصعبة» مثل الفساد ستجرى منذ الان مع الرئيس الافغاني، فيما صدر بيان عن السفارة الأميركية في كابول هنأت فيه قرضاي على «فوزه في هذه الانتخابات التاريخية».
وصرح اوباما انه تحدث الى قرضاي وشدد عليه بشأن الحكم الرشيد ومكافحة الفساد بعد انتخابات شابتها «مخالفات»، مؤكدا انه أبلغ قرضاي بأنه يريد ان يرى أفعالا وانه سيراقب الموقف للتأكد من ان تقدما يتحقق في افغانستان.
ورحب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي وصل صباح أمس في زيارة غير معلنة الى كابول بالغاء الدورة الثانية وهنأ الفائز، داعيا اياه الى «المسارعة لتشكيل حكومة تحظى في الوقت نفسه بدعم الشعب الافغاني والمجتمع الدولي»، واضاف ان «العملية الانتخابية كانت صعبة بالنسبة الى افغانستان وينبغي اخذ دروس منها».
أما رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، فقال في بيان أمام مجلس العموم (البرلمان) «تحدثت هاتفياً إلى الرئيس قرضاي وناقشت معه أهمية التحرك بسرعة لوضع برنامج وحدة وطنية من أجل مستقبل افغانستان»، مشددا على أن حكومة قرضاي «تحتاج الآن لاتخاذ تدابير جديدة وعاجلة لمكافحة الفساد وتقوية الحكومة المحلية والتواصل مع جميع شرائح المجتمع، واعطاء الشعب الافغاني حصة حقيقية في مستقبله».
لكن اعادة انتخاب قرضاي لن تمنحه سوى شرعية ضعيفة، قد يسعى الى تعزيزها عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية بالتعاون مع عبدالله، وهو احتمال طرح بقوة في الاسابيع الاخيرة.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مساعد بارز لاوباما قوله أن الإدارة الأميركية ستعلم «في الأشهر الستة المقبلة ما إذا كان (قرضاي) سيقوم بالأمور بشكل مختلف»، وأضاف المسؤول «لا احتاج للقول أننا لسنا في الموقع الذي أردنا أن نكون فيه بعد تسعة أشهر» تقريبا من إرسال اوباما لـ21 ألف جندي إضافي إلى افغانستان.
كما اعتبرت الصحيفة أن «اكثر اهداف اوباما محدودية تستلزم حكومة شرعية في كابول، تتمتع بسلطة كافية لإعادة بناء الشرطة الفاسدة وإدارة الجيش، وبالقدرة على تعيين حكام اقليميين جيدين وانفاق المساعدات الغربية بشكل فعّال».
في هذا الوقت، عادت أمس الاعتداءات الدامية إلى العمق الباكستاني، لتسقط في مدينة روالبندي التي تؤوي مقر قيادة الجيش أكثر من 100 قتيل وجريح بينهم عسكريون، وتصيب سبعة أشخاص في مدينة لاهور.
واسفر انفجار دراجة نارية مفخخة أمام مصرف يقع في مركز تجاري يضم أيضا فندقا فخما ومحلات تجارية قرب المقر العام للجيش الباكستاني في روالبندي، عن مقتل 35 شخصا وإصابة 60 على الأقل. وكان وقع الانفجار شديدا لدرجة ان جثثا تطايرت الى مسافة تزيد عن خمسين مترا، فيما احترقت عشرات السيارات والدراجات النارية والهوائية وتناثرت الاحذية والملابس العسكرية.
وقال مسؤول في الشرطة الباكستانية أن «انتحاريا فجر نفسه قرب أشخاص كانوا يصطفون في انتظار تلقي رواتبهم»، فيما أكد مسؤولون إن العديد من الضحايا كانوا من كبار السن الذين تجمعوا لصرف معاشات تقاعدهم، وأعلن الجيش إن أربعة جنود بين القتلى وتسعة بين الجرحى. اما في لاهور فأفاد مصدر في الشرطة أن انتحاريين فجرا نفسيهما مساء أمس عند حاجز للشرطة، مما أدى إلى إصابة سبعة أشخاص بينهم ثلاثة من عناصر القوى الأمنية بجروح بالغة». ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الاعتداءين.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد