أرقام مخيفة لعزوف الشباب المصري عن الزواج
كشفت دراسة أعدها المجلس القومي للمرأة في مصر عن أرقام مخيفة لعزوف الشباب عن الزواج، مشيرة إلى وجود تسعة ملايين شاب وفتاة من دون زواج وصلوا أو تجاوزوا سن 35 عاما منهم 5.5 ملايين شاب و3.5 ملايين فتاة. وطبقا للدراسة بلغ معدل العنوسة بين الفتيات 17%.
كما كشف تقرير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن انخفاض معدل الزواج التقليدي في مصر من 592 ألفا عام 2000 إلى 506 آلاف في 2006.
وقد طرحت مجددا قضية زواج المسيار حلا لهذه المشكلة الاجتماعية المتفاقمة بسبب ارتفاع نفقات الزواج التقليدي، لكنها أثارات جدلا داخل المجتمع بين مؤيد ورافض، فيما اعتبرته المنظمات المدافعة عن حقوق المرأة امتهانا للمرأة وتضييعا لحقها في السكن وتكوين أسرة طبيعة.
ويتلخص هذا الزواج في قبول المرأة بالتنازل عن حقوقها من سكن ونفقة وأن تظل في بيت أهلها، وتقابل زوجها متى ما رغبا شريطة أن تتوافر أركان وشروط الزواج وأن يخلو من الموانع.
وجاء الجدل عنه بعد بيان لدار الإفتاء المصرية قالت فيه إن زواج المسيار "صحيح وجائز ما دام استوفى أركان النكاح وشروطه المعتبرة في الشرع الإسلامي، وهي الإيجاب والقبول، ووجود الولي، وحضور الشهود، وسلامة الزوجين من الموانع الشرعية".
غير أن دار الإفتاء أكدت حق "الحاكم" أو "ولي الأمر"، في أن يمنع هذا الزواج إذا خشي أن يؤدي انتشاره إلى ضرر أو فساد يهدد المجتمع، كأن ينصرف الناس عن الزواج العادي ويتحولوا إليه.
وقالت سعاد صالح عميدة كلية الدراسات الإسلامية في جامعة الأزهر إن زواج المسيار زواج مباح بشرط الإعلان عنه وتوثيقه، وأوضحت أنه يختلف عن الزواج المؤقت وزواج المتعة، ورأت أن هذا الزواج له أصل في التشريع الإسلامي، وهو صحيح ولا يعتبر تنازل المرأة عن حقوقها المادية مخالفا للشرع طالما أنها ليست مكرهة.
ورفضت القول بأن هذا الزواج يقلل من شأن المرأة، مؤكدة حق المرأة في المطالبة بحقوقها المادية التي تتنازل عنها إذا طلقها زوجها وأن تقاضيه على النفقة إذا رفض لأنه حق مشروع لها.
وقد اختلف علماء الدين حيال هذا الزواج، فبعضهم أباحه على الإطلاق مثل الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي السعودية وشيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي ومفتي مصر السابق الشيخ نصر فريد واصل.
ومنهم من قال بإباحته مع الكراهة مثل رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي والشيخ سعود الشريم إمام وخطيب المسجد الحرام.
في المقابل عارضت الداعية الإسلامية المستشارة الشرعية والقانونية للأحوال الشخصية ملك يوسف زرار موقف دار الإفتاء المصرية، واعتبرت أن القرار "دليل على الوقوف على ظاهر الأمور من دون جوهرها".
واعتبرت أن المسيار وأشكال الزواج المستحدثة "باطلة، إذ إن النية فيها معقودة على إسقاط أحكام شرعية من نفقة وإعداد مسكن للزوجية، وكلها أمور لا يجوز الاتفاق على إسقاطها، حتى وإن وافقت المرأة، فهي لا تملك إسقاط حق الله".
وتوجه المنظمات المدافعة عن حقوق المرأة انتقادات لاذعة لهذا الزواج وتعتبره امتهانا للمرأة وتضييعا لحقها في السكن وتكوين أسرة طبيعية تتمتع بحضور ورعاية الوالدين ماديا واجتماعيا.
وقد اختلفت آراء الشباب والفتيات الذين التقتهم حول هذا النوع من الزواج، إذ ترفض هالة محمد (27 عاما، غير متزوجة) زواج المسيار لأنه في حالة الإنجاب سيتشتت الطفل.
لكن عادل السيد (34 عاما، متزوج) يرى أن هذا الزواج حل مشاكل كثيرة فى الدول العربية والإسلامية، وهو بديل عن العلاقات الغرامية والجنسية غير الشرعية التي تحدث هنا وهناك.
وتؤيد منى حمدان (طالبة جامعية) هذا الزواج وتقول "بعض الرجال والنساء لا تسمح ظروفهم بتحقيق الاستقرار الكامل في بيت الزوجية، وتتلاقى مصالحها مع الزوج وتتحقق النية في العفاف والستر والاستقرار.. لأن هذا الزواج موثق ومعترف به رسميا وشرعيا".
محمود جمعة
المصدر: الجزيرة نت
إضافة تعليق جديد