أخلاق إلكترونية
الأول: كيفك، شو الأخبار؟
الثاني: أنت كيفك وشو الأخبار!
الأول: هات معلومات وخود قدها.. منشان الشغل يمشي..
الثاني: قديش عم يعطوك عالمعلومة؟
الأول: بحسب الأهمية: المعلومة الاقتصادية بسعر والاجتماعية بسعر، والجنسية أغلى شي..
الثاني: أنا زلمي مصلّي وبخاف ربي وما ببيع فضايح جنسية..
الأول: أنا لقيت فتوى.. عن كل فضيحة بزكّي 15% من مكافأتها!
الثاني: ممكن تعطيني رقم جوال الشيخ اللي فتالك وبعوضك ضعف الزكاة اللي دفعتلو ياها..
الأول: لمين بدك تبيعو؟
الثاني: لجماعة مكافحة الإرهاب.. عم يدوروا على مختصين بالبراغماتية الإسلامية لمحطة تلفزيونية جديدة..
الأول: شو وضعك مع التقاطعات التوثيقية.. فيه شي حدا عم يخوزق تقاريرك مع الجهة اللي عم تبيعها معلومات؟
الثاني: فيه واحد ابن حرام، كل ما قدمت معلومة بيعطيهم تفاصيل جديدة حولها.. أتاريلك زارعلي فيروس وعم يتسلل على إيميلاتي..
الأول: أنا اتفقت مع المصدر التفصيلي المؤكد للخبر.. فيفتي فيفتي..
الثاني: وكيف عرفت مين هوّي!!
الأول: تركتلو رسالة بإيميلي اللي عم يخترقو.. وهوّي وافق وتركلي رقم حساب بنكي..
الثاني: يا أخي التكنولوجيا مفيدة.. أنا عندي ولد شاطر عمل موقع إلكتروني مختص بقرصنة أخبار الفضايح والإثارة من الوكالات والصحف، بيعيد صياغتها وبيحطلها شوية توابل قبل ما يصدرها للزباين.. وخود على إعلانات بموقعوا..
الأول: أنا عندي ولد حربوق بيسرق مقالات عن النِت وبيحط اسمو عليها ويبيعها لصحف ومجلات الشامبو والمرتديلا..
الثاني: يا سيدي جيل طالع من البيضة عم يصيح ولازم نلحق نأمِّن تقاعدنا على بكير..
الأول: أي ما قلتلي شو الأخبار..
الثاني: فسدلي عليك وبفسدلك عليّ، وفيفتي فيفتي.. يعني لا ضرر ولا ضرار..
الأول: شو يا.. صاير عم تسمع خطبة مولانا وتحكي فصيح ..
الثاني: دخيلك.. بس ما تقول إني عم صلي وراه.. والله العظيم (بكسر الهاء) صلاتي بمهمة، ومتفق كمان مع مولانا، فيفتي فيفتي..
الأول: وكمان مولانا بيبيع معلومات..
الثاني: منشان النفع العام.. هيك قللي !؟
هامش: الزمن وهمٌ، والعمر تجربة نهار وليلة، والأخلاق تغربل الناس حتى ليكاد المرء يفقد حياته الاجتماعية كلما نظر إلى الآخرين عبر العدسات الأخلاقية، وإذا أردت أن لا تبقى وحيداً فمن الأعقل لك أن تبدأ بقبول (الأقل سفالة) بدلاً من نظرية التعامل مع (الأكثر استقامة).. فحتى مبشروا الأديان باتوا يتساهلون في تقويمهم الأخلاقي للرعايا، لكي لا تخلو بيوت العبادة من البشر..
لم تعد (الأخلاق) مطلباً أساسياً في هذا العصر الإلكتروني، بعد أن حل (النجاح) مكانها: النجاح الاجتماعي، النجاح الإعلاني، النجاح الفني، النجاح الاقتصادي وهو الأهم بعدما صار المال هو الرب الأساسي الذي يتوجه الناجحون بالصلاة له.. لهذا توقفت عن الصلاة وكفرت برب الناس، ملك الناس، الوسواس الخناس، الذي يرن في جيوب الناس، ويشغلهم رنينه عم سماع صوت الله في فؤادهم.. يا فؤادي لا تَسل أين الهوى.. كان صرحاً في خيالي فهوى..
نبيل صالح
إضافة تعليق جديد