أخطر الحروب دائما هي (حروب الأديان)
د. سامح عسكر: في هذه الحروب يتحول المؤمن الصالح إلى (سفاح) لاعتقاده أنه يدافع عن دينه، بينما هو يدافع عن قناعاته ويقتل الآخرين بتلك القناعات الشخصية...
الحرب الدينية قد تدفع الناس لارتكاب كل المحرمات الشنيعة كقتل الأطفال والنساء والشيوخ، هؤلاء مسالمون ضعفاء الأولى رعايتهم لا قتلهم أو اتخاذهم أسرى..
الحرب الدينية تفقد البشر انضباطهم الأخلاقي ،فيرتكبون الفواحش كالزنا والاغتصاب، والسبب أن صورة الآخر في أذهانهم (شيطانية) وقتها يتصورون أنه مهما ارتكبوا من أفعال هي عند الله والآلهة مقدسة
الحرب الدينية بشعة جدا لأن الناس وقتها يظنون أنهم يدافعون عن الرب وحياتهم الأخرى ، وهي أغلى شئ في وجودهم الكوني.
الحرب الدينية جعلت من يظن أنه لن يقتل يوما أحد أو يؤذي مخلوق أن يرتكب هذا الفعل الآثم سواء بعمد أو من غير..
حرب لا يربح فيها أحد ويخسر الجميع، وتظل جرائمها محفورة في الوجدان حتى ولو بعد مئات السنين..
أحياناً يتمنى الإنسان الموت بعد شعوره أنه سيفقد كل شئ، وهذا الشعور يتوسع في الهجوم على الأديان، وقتها سيتعامل بنظام شمشمون الجبار عليا وعلى أعدائي..وهذا سر وراء النزعة العدوانية الانتحارية المرسومة على أوجه الدواعش وقت الانتحار، فهم يظنون أن دينهم في خطر.
التاريخ ملئ بالحروب الدينية، ولا أبالغ إذا قلت أن أغلبية حروب البشر كانت دينية بالأساس، وفي تاريخ المسلمين بدأت هذه الحروب بالفتوحات، ثم ردت أوروبا بالغزو الصليبي، ثم رد المسلمون بالغزو العثماني، ثم ردوا بعد ذلك بالغزو الاستعماري الحديث..
لا أتصور أن يفكر بشر ما بضرورة الانتقام لبشر آخرين ماتوا قبلهم بمئات السنين، هذا جنون وانفصام عن الواقع ، وإهمال لكل مشاكل الدنيا، فبدلا من البحث عن السعادة يبحثون عن الحُزن، وبدلا من البحث عن الحياة يبحثون عن الموت
إضافة تعليق جديد