أحداث الخسوف والكسوف لعام 2008
يحدث خسوف القمر عندما يدخل القمر في مخروط ظل الأرض الذي تلقيه خلفها لدى سقوط أشعة الشمس عليها.
بصورة عامة لا يلاحظ الظل المتسبب عن جسم ما إلا إذا قطعه جسم عاتم على أن يقطع ذلك الجسم العاتم أيضاً الحيز المضيء المحيط بالظل، إذ ذاك يصبح الظل ملحوظاً، يختلف الظل حسب حجم الجسم المضيء، إذا كان الجسم المضيء نقطة فإن الظل الملقى خلف الجسم العاتم الذي يحجز نور المنبع المضيء يتباعد كلما ابتعدنا عن المصدر الضوئي، في هذه الحالة لا يمكن رؤية المنبع الضوئي من نقطة واقعة في منطقة الظل، أما إذا لم يكن المصدر الضوئي نقطياً بل كان جسماً هندسياً بأبعاد محددة كما هو الحال في واقع الأمر فيمكن تمييز منطقة الظل الكامل التي وصفناها للمنبع النقطي، كذا الأمر يتطابق بالنسبة للقسم المنور من الفضاء الذي لا يقع خلف الحاجز العاتم حيث من أي نقطة فيه يمكن رؤية المنبع الضوئي بسبب وصول الأشعة إليها دون اصطدامها بحاجز، والفرق عن حالة المنبع النقطي هو أنه في هذه الحالة لا تحدث قفزة بين منطقة الظل ومنطقة النور، بل تتدرج الإنارة بدءاً من منطقة الظل حيث الظلمة شاملة إلى منطقة الإضاءة الكاملة، ندعو هذه المنطقة المتدرجة الظليل أو شبه الظل، لا يرى المنبع كاملاً من أي نقطة في الظليل ولا يحجب بشكل تام بل يرى بشكل جزئي، هكذا يبدأ خسوف القمر عادة بدخوله منطقة ظليل الأرض، يغدو الخسوف كاملاً عند بلوغ القمر منطقة ظل الأرض، بعدها ينقلب إلى خسوف جزئي مرة أخرى بمرور القمر في المنطقة المقابلة من ظليل الأرض، وأخيراً يصل منطقة الإضاءة وينتهي الخسوف.
لقد وفر بعدا الشمس والقمر عن الأرض وحجماهما الظاهريان مصادفة مهمة في القبة السماوية، إذ إن كلاً منهما يرى بزاوية قدرها نصف درجة، لذا يستطيع قرص القمر في أوضاع معينة حجب نور الشمس بالنسبة لبقعة من الأرض عبر ظاهرة الكسوف، والكسوف إما أن يكون كلياً أي يحجب أثناءه قرص الشمس بشكل كامل، وإما حلقياً، عندما تبقى حلقة رقيقة من محيط قرص الشمس مرئية، وإما جزئياً عندما يختفي جزء من قرص الشمس فقط.
يحدث كسوف حلقي للشمس يوم السابع من شباط من العام 2008، يرتحل حزام الكسوف على سطح الأرض لمسافة 5600 كيلومتر في مدة تقدر بساعة وعشر دقائق مجتازاً القارة القطبية الجنوبية والمناطق الجنوبية من المحيط الهادي. يكون عرض حزام الكسوف في البداية 581 كيلو متراً، يبلغ الكسوف ذروته عندما يصبح عرض الحزام 444 كيلو متراً حيث تبلغ النسبة المحجوبة من امتداد قطر الشمس 96% ويستغرق ذلك دقيقتين و12 ثانية. يترافق الكسوف الحلقي بكسوف جزئي يرى من أستراليا ونيوزلندة والقارة القطبية الجنوبية.
يحدث خسوف كلي للقمر يوم الحادي والعشرين من شباط من العام 2008، يرى الخسوف من أميركا الجنوبية ومعظم أميركا الشمالية وغرب أوروبا وشمال غرب إفريقية، يبدأ الخسوف الكلي عند الساعة الخامسة ودقيقة واحدة صباحاً ويبلغ ذروته عند الساعة الخامسة والدقيقة السادسة والعشرين وينتهي الخسوف الكلي عند الساعة السادسة إلا عشر دقائق وذلك وفق التوقيت المحلي في سورية، لكن القمر يغيب قبل انتهاء الخسوف.
يقع كسوف كلي للشمس في الأول من آب من العام 2008، يجتاز ظل القمر في هذا الكسوف مسافة 10200 كيلو متر في غضون ساعتين يختلف عرض حزام ظل القمر أثناء الكسوف، يقطع حزام الكسوف مناطق من شمال كندا وشمال غرينلند والقطب الشمالي ووسط روسيا ومنغوليا والصين حيث ينتهي الكسوف عند الغروب، تستغرق ذروة الكسوف دقيقتين و27 ثانية حيث يكون عرض حزام ظل القمر 237 كيلو متراً، يترافق الكسوف الكلي بكسوف جزئي يرى من شمال شرق أميركا ومعظم أوروبا وآسيا، ترى الشمس وقد كسفت بشكل جزئي ظهر ذلك اليوم في سورية لكن احتجاب الشمس سيكون ضئيلاً ولن يتجاوز عشرين بالمئة في أقصى شمال شرق سورية، يستغرق الكسوف الجزئي نحو ساعة ونصف الساعة.
يحدث خسوف جزئي للقمر مساء 16 آب من العام 2008، يرى الخسوف بشكل رئيسي من معظم إفريقية وأوروبا وغرب آسيا، تقع ذروة الخسوف الجزئي عندما يعبر القمر مخروط ظل الأرض لكن العبور لن يكون كاملاً ذلك أن جزءاً من القمر يبقى في مخروط ظليل الأرض أثناء العبور ما يجعل الخسوف خسوفاً جزئياً، يبدأ الخسوف وفق التوقيت المحلي في سورية عند الساعة العاشرة وست وثلاثين دقيقة، يبلغ الخسوف ذروته عند الساعة الثانية عشرة وعشر دقائق من صباح يوم 17 آب، ينتهي الخسوف الجزئي عند الساعة الواحدة وأربع وأربعين دقيقة من صباح اليوم المذكور، يتضح الخسوف الجزئي تماماً في طور الذروة.
لا تتحسس العين إلا للأشعة الضوئية، إذا نظر أحدنا إلى الشمس في الحالة العادية فإنه لن يستطيع التحديق بالشمس بسبب سطوعها الضوئي الشديد، على أي حال إن استمرار النظر إلى الشمس في الحالة العادية يؤدي في النهاية إلى فقدان البصر في غضون دقيقة ونصف الدقيقة، عند حدوث كسوف الشمس تضعف الأشعة الضوئية القادمة من الشمس وتخفت إضاءة الشمس، عندها يسهل النظر إلى الشمس دون أن يترافق ذلك بأي شعور بالضيق، يحدث في هذه الحالة أن حزماً من الأشعة الضارة التي لا تتحسسها العين تعبر إلى داخل العين دون أن تستشعر العين ذلك ومنه الأشعة تحت الحمراء، تؤدي الأشعة المذكورة إلى إلحاق أذيات كبيرة بالعين قد تنتهي بفقدان البصر.
يجب ألا ينظر أحدنا إلى الشمس أثناء الكسوف، يفيدنا الاختصاصيون أنه لا وساطة مضمونة تحول دون إلحاق الأذى بالعين إذا استخدمت الوساطة للنظر إلى الشمس أثناء الكسوف، لنتذكر الفوارق في المنظومة المناعية من فرد لآخر، يعني ذلك أن عدم إصابة شخص لدى النظر إلى الشمس أثناء الكسوف باستخدام وساطة ما لا يعني بالضرورة عدم إصابة شخص آخر يستخدم الوساطة نفسها.
النتيجة: عدم النظر إلى الشمس أثناء الكسوف مهما كانت الوساطة المستعملة أثناء النظر.
فايز فوق العادة رئيس الجمعية الكونية السورية
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد