أثينا: إقرار التقشف وغضب شعبي وأجـواء يونانيـة ألمانيـة مشحونـة
بدا البرلمان اليوناني أمس وكأنه قلعة احتمى بداخلها النواب للتصويت سريعاً على خطة التقشف، فيما تجمع آلاف اليونانيين الغاضبين امام المبنى، واشتبكوا بعنف مع عناصر الشرطة، في مشهد متوتر من مشاهد التعبئة الشعبية ضد التدابير الحكومية الملبيّة للضغوط الاوروبية.
اما رئيس الوزراء جورج باباندريو الساعي وراء دعم اوروبي يسمح لليونان بتحسين ظروف اقتراضها من الأسواق، فأحاطت الاجواء اليونانية - الألمانية المشحونة، بلقائه المستشارة انجيلا ميركل التي اكدت أن اليونان لم تطلب دعماً مالياً.
واعتمد البرلمان اليوناني خطة التقشف بالغالبية في اجتماع طارئ حسبما أعلن رئيس البرلمان فيليبوس بتسالنيكوس، إذ صوّت نواب الحزب الاشتراكي الحاكم ايجاباً، فيــما انسحب نواب الحزب الشيوعي من قاعـة المجلس
احتجاجاً. أما خارج مبنى البرلمان، فتجمع أكثر من 7000 يوناني للإعلان عن رفضهم خطة التقشف، بدعوة من أكبر نقابتين في البلاد.
واشتبك عدد من المتظاهرين مع حراس البرلمان، وقاموا بالاعتداء على رئيس الاتحاد العام لعمال القطاع الخاص يانيس باناغوبولوس قبل أن يتمكن من الإدلاء بكلمته أمامهم. واندلعت اشتباكات اخرى في وسط اثينا، بين المتظاهرين وشرطة مكافحة الشغب التي اصيب بعض عناصرها وقامت باعتقال 6 متظاهرين على الأقل، فيما دعت نقابتا العمال في القطاعين العام والخاص، إلى إضراب عام لمدة 24 ساعة، في 11 آذار الحالي.
في المقابل، تزامن لقاء باباندريو وميركل مع سلسلة من التصريحات، ساهمت في توتير الأجواء اليونانية ـ الألمانية، على خلفية دعوة نواب من الكتلة الحاكمة أمس الأول اليونان، إلى بيع جزر ومواقع أثرية لتسديد ديونها. وقال وزير الاقتصاد الألماني راينر برودرله إن «الحكومة الالمانية لا تعتزم أن تدفع سنتاً واحداً» لدعم اثينا، فيما شنت الصحف الالمانية وعلى رأسها صحيفة «بيلد» حملة على اليونان وقدّمتها على انها «دولة تقوم على ممارسة التبذير والفساد المتفشي».
ورد باباندريو في مقابلة مع صحيفة ألمانية بقوله «لم نطلب من دافع الضرائب الالماني أن يسدّد مصاريف عطلاتنا ومعاشات التقاعد... اليونانيون لا يحملون الفساد في جيناتهم، كما أن الألمان لا يحملون النازية في جيناتهم» في إشارة إلى الاحتلال النازي للبلاد وعدم دفع برلين لتعويضات عن الاحتلال في ما وصفه باباندريو بأنه «قضية معلقة».
وفي هذه الأجواء المتوترة، لم يشهد لقاء باباندريو وميركل في برلين أمس أي جديد في هذا السياق، إذ أكد الطرفان بعد اللقاء ان اليونان لم تطلب دعماً مادياً، وينتقل باباندريو إلى باريس للقاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يوم غد الأحد، قبل أن يتوجه إلى الولايات المتحدة.
من جهته، قال رئيس مجلس وزراء مالية منطقة اليورو جان كلود يونكر «اعتقد أننا كنا على صواب عندما قلنا إننا مستعدون لاتخاذ اجراء منسق وحازم إذا لزم الأمر. ولا اعتقد أن هناك حاجة لهذا الاجراء».
المصدر: وكالات
إقرأ أيضاً:
انعكاسات الأزمة الاقتصادية اليونانية وشروط المساعدة الأوروبية
إضافة تعليق جديد