آيزنكوت يكذّب رواية أولمرت للحرب
أظهرت شهادة رئيس شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي خلال حرب لبنان الثانية وقائد المنطقة الشمالية حاليا غادي آيزنكوت أمام «لجنة فينوغراد»، عمق الهوة بين رواية الجيش والمستوى السياسي لمجريات الحرب. وكشف آيزنكوت النقاب امس عن جزء من هذه الرواية خلال لقاء مع حشد من الطلاب الثانويين، بقوله إن ما كان مخططاً في الحرب هو أربعة إلى ستة أيام وان كل ما جرى بعد ذلك هو ارتجال.
وتتسم هذه المعلومات بأهمية قصوى، في ضوء تصريحات رئيس الحكومة إيهود أولمرت عن التخطيط للحرب قبل شهور وإعلان «لجنة فينوغراد» أنها ستنشر تقريرها المرحلي يوم الاثنين المقبل.
وفي إشارة لم يستحسنها الساسة في إسرائيل، أقدم آيزنكوت على عرض روايته أمام طلاب ثانويين في نهاريا قبل أيام من نشر تقرير «لجنة فينوغراد». واضطر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إلى طرد الصحافيين من المكان بعد عشر دقائق من بدء المحاضرة، بعدما شعر أن أقوال آيزنكوت ستثير عاصفة سياسية.
وقال آيزنكوت إنه منذ اليوم الأول
للحرب كان معلوماً أنه ليس بوسع عملية عسكرية إعادة الجنديين المخطوفين. ويتناقض هذا الإعلان مع تصريحات أولمرت حول أهداف الحرب التي عرضها في خطابه أمام الكنيست بعد خمسة أيام من بدء الحرب والتي كانت إعادة الجنديين في مقدمها.
وقال آيزنكوت إنه في يوم أسر الجنديين عرض الجيش على الحكومة تنفيذ عملية من ستة أهداف، في مقدمها ضرب بنية حزب الله وتنفيذ القرار 1559 عن طريق إرغام الجيش اللبناني على تحمل مسؤولية ما يجري على الحدود. وكشف آيزنكوت أن القيادة لم تفهم أن هذه عملية اختطاف إلا بعد 30 إلى 40 دقيقة على وقوعها وأنه لم تسبق العملية أية إنذارات. وأضاف أنه بعد ساعتين فهمت القيادة أيضا أن المخطوفين اختفيا وأن محاولات الجيش فشلت «وأصبح واضحا أنه ليس بوسع العملية العسكرية إعادتهما».
وأشار آيزنكوت إلى أن توصية الجيش تمثلت بغارات جوية وتوجيه ضربات جزئية للبنى التحتية اللبنانية بشكل يضغط على الحكومة اللبنانية لفرض سطوتها على الأماكن التي فيها حزب الله في لبنان.
وشدد آيزنكوت على أن «أمر العمليات الأول خطط لأربعة حتى ستة أيام قتال، لكن الأمر تطور إلى حرب موضع خلاف ونتائجها موضع خلاف. وتم دفع ثمن باهظ في الحرب. كما أن حجم التسليح الذي استخدم في الحرب لم يسبق له مثيل».
وتحدث عن المزاج العام في الجيش يوم انطلاق الحرب قائلا «كان صباحا بدأ بعد يوم جيد في غزة، بعد إنجاز عملياتي في غزة وضربة لقيادة حماس، واستمر بحدث مهم في لحظة الاختطاف». وأضاف أن «الهدف الأول الذي تم تحديده قبل دخول لبنان في الصيف الأخير كان المساس بالبنى التحتية لحزب الله، وأن الهدف الثاني كان إعادة جنوب لبنان إلى السيادة اللبنانية».
وتعيش الحلبة السياسية الإسرائيلية أشد ساعاتها توترا بانتظار صدور التقرير المرحلي للجنة فينوغراد. وبرغم الاهتمام الذي أولته وسائل الإعلام الإسرائيلية لتوصية المراقب العام للدولة القاضي ميخا ليندشتراوس بالتحقيق مع رئيس الحكومة في قضية فساد كبرى، فإن الأنظار تتجه إلى يوم الاثنين. وكلفت «لجنة فينوغراد» جهاز الشاباك بالإشراف على طباعة التقرير المرحلي في مطابعه لضمان عدم تسريبه لوسائل الإعلام قبل إصداره رسمياً. وذكر أن التقرير سيقدم للحكومة يوم الأحد وسينشر ما هو مسموح منه على الملأ يوم الاثنين.
وتجري العديد من الهيئات المدنية والسياسية الإسرائيلية، استعدادات لعقد مهرجان حاشد في ميدان اسحق رابين في تل أبيب يوم الثالث من أيار المقبل، للمطالبة باستقالة أولمرت وحكومته بسبب إخفاقات الحرب. ومن المقرر أن تكون هذه التظاهرة واحدة من أكبر التظاهرات التي سيشارك فيها، وفق «معاريف»، قادة غالبية الأحزاب اليمينية واليسارية بما فيها حزب العمل.
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد